يُغْرِقُ الثّعْلَبَ في شِرَّتِه ... صائِبُ الجِذْمةِ في غيْرِ فَشَلْ فيه قوْلان : أحدُهما : أنّه يعني الفَرس يسبِقُ الثّعْلَبَ بحُضْرِه في شِرَّتِه أي : نشاطِه فيُخَلِّفُه وذلِك إغراقُه . والثاني : أنّ الثّعلَب هُنا ثَعْلبُ الرُمْحِ فأراد أنّه يطْعُنُ به حتّى يُغيِّبَه في المَطْعون ؛ لشِدّة حُضْرِه . والمُغْرِقُ من الإبِل : التي تُلقِي ولَدَها لتَمامٍ أو لغيْره فلا تُظْأَرُ ولا تُحْلَبُ وليست مَريّةً ولا خَلِفةً . وأغرقَ أعمالَه : أضاعها بارْتِكاب المعاصِي . وغَرْقَأَ البَيضَةَ : أزالَ غِرقِئَها . ويقال : أنا غريقُ أياديكَ أي : نِعَمِك وهو مجازٌ . ويقال : خاصمَني فاغْتَرقْتُ حلْقَتَهُ أي : خَصَمْتُه . وغارقَني كذا : دانَى وشارَفَ . وغارَقَتْه المنيّة وغارقَتِ الوَقْفَة . وجِئْتُ ورمَضان مُغارِقٌ وكُلُّ ذلِك مَجازٌ كما في الأساس . وغَرَق عِجْلان : قريةٌ بالفَيّوم . ومُنْية الغُرَقَة : أخْرى بالغربيّة بالقرب من جوجَر القديمة وقد دخَلْتُها مِراراً . والغُراقَة : أخْرَى بها . والغُراق كغُراب : موضِعٌ باليَمَن . واسمُ مَدينةٍ ببلادِ التُرْك . وأبو الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدي بالله العبّاسي المُسْند المَشهورُ يُعرَف بابنِ الغَريق كأمير .
غ ر د ق .
الغَرْدَقَة أهْمَلَه الجوهَريّ . وقال أبو عَمْرو : هو إلْباسُ الغُبارِ النّاسَ وأنشد : .
" إنّا إذا قَسْطَلُ يومٍ غَرْدَقا ولا يَخفَى ما في النّاس وإلْباس من المُجانَسة . أو : هو إلباسُ اللّيْلِ يُلبِس كُلَّ شيءٍ . وهو أيضاً : إرسالُ السِّتْرِ ونحْوِه . يُقال : غردَقَتِ المرأةُ سِتْرَها نقَله الأزهريُّ عن اللّيثِ . ومما يُستَدركُ عليه : الغَرْدَقَةُ : ضرْبٌ من الشّجَر نقَلَه الجوهريّ .
غ ر ن ق .
الغُرْنوق لا يُذْكَر في غ ر ق ووَهِم الجوهريّ وهذا بِناءً على القَوْل بأصالَةِ النّون . وقد صرّح الشيخُ أبو حيّان بأنّها زائدةٌ في جميع لُغاتِها والمسألةُ خِلافيّةٌ فلا يَصِح الجَزْمُ فيها بالتّغْليطِ أشار له شيخُنا . قلتُ : وقال ابنُ جِنّي وذكَرَ سيبَوْيه : الغُرْنَيْق في بَناتِ الأربعَة وذهَب الى أنّ النّونَ فيه أصْلٌ لا زائدَة فسألتُ أبا عليٍّ عن ذلك فقلتُ له : منْ أينَ له ذلِك ولا نَظيرَ له من أصُول بناتِ الأربعَة يُقابِلُها ؟ فلم يزِدْ في الجَوابِ على أنْ قال : قد أُلْحِقَ به العُلَّيْق والإلحاقُ لا يوجَدُ إلاّ بالأصول وهذه دَعْوَى عارِيةٌ من الدّليلِ ؛ وذلك أنّ العُلّيْق وزنُ فُعَّيْل وعينُه مُضعَّفَة وتضْعيفُ العَيْن لا يوجَدُ للإلْحاق ألا تَرَى الى قِلَّفٍ وإمّعة وسِكّين وكُلاّب ليسَ شيءٌ من ذلك بمُلْحَقٍ ؛ لأنّ الإلْحاقَ لا يكونُ من لَفْظِ العَيْن والعِلّةُ في ذلكَ أنّ أصْلَ تضْعيفِ العيْنِ إنّما هو للفِعْل نحو : قطّع وكسّر فهو في الفِعْلِ مُفيدٌ للمَعْنى وكذلك هو في كَثيرٍ من الأسماءِ نحو : سِكّير وخِمّير وشَرّاب وقَطّاع أي : يكْثُر ذلك منه . وفيه : فلمّا كان أصلُ تضْعيفِ العيْنِ إنما هو للفِعل على التّكْثيرِ لم يُمْكِن أن يُجعَلَ للإلْحاقِ ؛ وذلِك أنّ العِناية بمُفيدِ المَعْنى عندَ العرَب أقوى من العِناية بالمُلْحق ؛ لأنّ صِناعَة الإلْحاقِ لفظيّةٌ لا معْنَويّةٌ فهذا يمنَع أن يكون العُلَّيْق مُلْحقاً بغُرْنَيْقٍ وإذا بطَل ذلِك احْتاجَ كونُ النّونِ أصْلاً الى دَليلٍ وإلاّ كانت زائدةً . قال : والقَوْلُ فيه عِنْدي أنّ هذه النّونَ قد ثبتَتْ في هذه اللّفْظَة أنّى تصرّفَت ثَباتَ بقيّةِ أصولِ الكَلِمَة وثَبتَتْ أيضاً في التّكْسير ولذا حُكِم بكَوْنِها أصْلاً فتأمّلْ ذلك كزُنْبور وفِرْدَوْس : طائِرٌ مائيٌّ طويلُ القَوائِم والعُنُق أسودُ . وقيلَ : أبْيَضُ عن أبي عَمْرٍو . وخَصّهُ ابنُ الأنْباري بالذّكور منها كالغُرْنَيْقِ بالضمّ مع فَتْح النون . وأنشدَ الجوْهَريّ لأبي ذُؤيْب الهُذَليّ يصِفُ غَوّاصاً : .
أجازَ إليها لُجّةً بعدَ لُجّة ... أزَلُّ كغُرْنَيْقِ الضُّحولِ عَموجُ أو الغُرْنوق والغُرْنَيْق : الكُرْكِيّ قالَه الأصمعيُّ : أو طائِرٌ يُشبِهه قالَه ابنُ السِّكيتِ . والجمعُ الغَرانيق وأنشد :