هكذا رَواهُ الصّاغاني وابنُ القَطّاع . ويروى عَرَقاً بالعَين المُهمَلَ وقد تقدّم . ومنه الحديثُ : فتَكون أُصولُ السِّلْقِ غُرْقَة . وفي أخْرى بالعين المُهملة . ورَواه بعضُهم بالفاءِ أي : مما يُغْرَف . وغَرِقَ كفَرِح : شَرِبَها أي : تلكَ الشَّرْبة عن ابنِ الأعرابيّ . وغَرِق زَيدٌ : استَغْنى . عنه أيضاً . وغُرَق كزُفَر : د باليَمَن لهَمْدانَ نقَله الصّاغاني . وقولُه تعالى : ( والنّازِعاتِ غَرْقاً ) قال الفَرّاءُ : ذُكِر أنّهما المَلائِكةُ . والنّزْع : نَزْعُ الأنفُس من صُدور الكُفّار وهو كقَولك : والنّازِعات إغْراقاً كما يُغرِق النازِعُ في القَوْس . قال الأزهري : أُقيمَ الغرْقُ مُقام المَصْدَر الحَقيقيّ أي : إغراقاً . قال ابنُ شُمَيْل : نزَع في قوْسِه فأغْرَق وسيأتي . وغَرْقُ بالفَتْح : ة بمَرْو وليسَ تصْحيفَ غَزَقَ بالزّاي مُحرّكةً . نبّه على ذلك ابنُ السّمْعاني وتَبِعَه الصاغاني وسيأتي الكلامُ عليه في غ ز ق منها جُرموزُ بنُ عبْدِ الله . وفي التّبْصير : عُبيد الله الغَرْقَيّ المُحَدِّثُ رَوى عن أبي تُمَيْلَة . والغِرْقِئُ كزبْرِج : قِشْرُ البيْضِ الذي تحْتَ القَيْض . ونظَر أبو الغَوْثِ الأعرابيّ الى قِرْطاسٍ رَقيق فقال : غِرْقئٌ تحْتَ كِرْفئٍ . وقال الفراءُ : هَمزتُه زائِدةٌ لأنّه من الغَرَقِ ووافَقَه الزّجّاج واختارَه الأزهَريُّ وهذا موضِعُه . ووهِم الجوهَريُّ . قال شيخُنا : لا وَهَم فيه ؛ لأنّه نبّه هناك على زِيادَةِ الهَمْزة على أن المُصنِّف قد ذكَره هناك وتابَعَ الجوهَريَّ بلا تنبيه عليه فأوهَم أصالَتَه وأعاده هُنا للاعْتِراض المَحْضِ . قلت : وقال ابنُ جِنّي : ذهَب أبو إسحاقَ ال أنّ همزةَ الغِرْقئِ زائِدَة ولم يُعَلِّل ذلك باشتِقاقٍ ولا غَيرِه قال : ولستُ أرى للقَضاءِ بزِيادةِ هذه الهمزة وجْهاً من طَريقِ القِياس ؛ وذلك أنّها ليسَتْ بأوْلَى فيُقْضَى بزيادَتِها ولا نجِدُ فيها معْنَى الغَرَق اللهُمّ إلا أن يَقول : إن الغِرقِئَ يحتَوي على جميع ما يُخفِيه من البَيْضَة ويغْتَرِقُه . قال : وهذا عِندي فيه بُعْدٌ ولو جازَ اعْتِقاد مِثلِه على ضَعْفِه لجازَ لك أن تعتَقِد في هَمْزةِ كِرْفِئَةٍ أنها زائدة وتذهَبَ الى أنّها في مَعْنَى كرَفَ الحِمارُ : إذا رفَع رأسَه لشَمِّ البَوْلِ وذلِك لأنّ السّحابَ أبداً - كما تَراه - مرتَفِعٌ وهذا مذْهَبٌ ضَعيف . وغَرْقَأتِ الدّجاجةُ بيضَتَها : إذا باضَتْها وليسَ لها قِشْرٌ يابِسٌ . وغرقَأَت البَيْضَةُ : خرجَت وعليها قِشْرَةٌ رقيقة . والغُرَيْق كزُبَير : وادٍ لبَني سُلَيْم . وقال ابنُ عبّاد : غرَقْتُ من اللّبَنِ غَرْقةً أي : أخَذْتُ منه كُثْبَةً . قال : وإنّه لغَرِقُ الصّوْت ككَتِف أي : مُنقَطِعُه مذْور . وقال ابنُ دُريد : الغِرْياقُ كجِرْيال : طائِرٌ زَعَموا وليس بثَبْت . وأغرَقَه في الماءِ إغْراقاً مثل غرّقَه تغْريقاً فهو مُغْرَق وغَريقٌ . قال تعالى : ( ثمّ أغْرَقْنا بعْدُ الباقِينَ ) وقال تعالى : ( وإنْ نَّشَأْ نُغْرِقْهم ) وقال تعالى : ( فكانَ من المُغْرَقين ) . وأغرقَ الكأسَ إذا مَلأَها وهو مجاز . وأغرَقَ النازِعُ في القَوْسِ أي : استوْفَى مدَّها . وهو مَجازٌ . قال ابنُ شُمَيْل : الإغْراقُ : الطّرحُ وهو أن تُباعِدَ السّهمَ من شِدّة النّزْعِ . يُقال : إنّه لطَروحٌ . وقال أسيد الغَنَويّ : الإغْراق في النّزْع : أن ينزِعَ حتّى يُشْرِبَ بالرِّصاف وينْتَهي الى كَبِدِ القَوْسِ وربّما قطَع يَدَ الرّامي . وشُرْبُ القَوْسِ الرِّصافَ : أن يأتيَ النّزْعُ على الرِّصاف كُلِّه الى الحَديدَة يُضرَبُ مثَلاً للغُلُوِّ والإفْراطِ . كغَرَّق تغْريقاً . يُقال : غرَّقَ النّبْلَ : إذا بلَغَ به غايةَ المَدِّ في القَوْس . ولِجامٌ مُغرَّقٌ بالفِضّة كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ أي : مُحَلّى بِها . وقيل : إذا عمّتْه الحِلْية وقد غرّق . وتَقول : فلانٌ جَفْنُ سَيْفِه مُغَرَّق وجَفْنُ ضيْفِه مؤرَّق وهو مجاز . والتّغْريقُ : القَتْل وهو مَجاز وأصلُه من الغَرَقِ . يُقال : غرّقَت القابِلَةُ الوَلَدَ ؛ وذلك إذا لم ترْفُق به حتّى تدخلَ السابِياءُ أنفَه فتَقْتُله . قال الأعشى يعني قيسَ بنَ مسْعود الشّيبانيّ : .
أطَوْرَيْنِ في عامٍ غَزاةً ورِحْلةً ... ألا ليْتَ قيْساً غرّقَتْه القَوابِلُ