منهم : أبو نَضْرَةَ المُنْذِرُ بنُ مالِك بنِ قَطَنة العَبْديّ من أهلِ البَصرة رَوى عن ابنِ عمْرو أبي سعيد Bهما وكان من فُصَحاءِ الناس فُلِجَ في آخر عمره رَوى عنه قَتادَةُ وسَلْمان التّيميّ ومات سنةَ ثمان أو تِسْع ومائة وأوصى أن يُصلّيَ عليه الحسَنُ فصلّى عليه ومحمّد بنُ سِنان شيْخُ البُخارِي العَوَقيّان . وقال الغَسّانيّ : إن الأخيرَ نزلَ العَوَقة فنُسِب إليهم . وقال ابنُ قُرْقول : ومنهم مَنْ يُسَكِّنُ الواو وهُما صحيحان . وفاتَه : محمّدُ بنُ محمّد بنِ حَكيم العَوَقيُّ البَصْري عن ابن خَليفة ذكره المالِينيّ . والعَوَق مُحرّكة : الجوعُ . يُقال : عَوَق وعَوْلَق . وقال ابنُ الأعْرابيّ : رجُلٌ عَوِق لَوِق كخَجِل فيهما مثل ضيِّق عَيِّق . وقال اللّحيانيّ : يُقال : سمِعتُ : عاقْ عاقْ وغاقْ غاقْ : حِكاية صوْتِ الغُراب قال : وهو نُعاقُه ونُغاقُه بمعنى واحد . وعُوقٌ كنُوح : اسمٌ وهو والدُ عوجٍ الطّويل المشْهور قاله الأزهريّ . ومَنْ قال : عُوجُ بنُ عُنُقٍ فقد أخْطأ هذا الذي خطّأَه هو المشْهور على الألْسِنَةِ . قال شيخُنا : وزَعَم قومٌ من حُفّاظِ التّواريخ أنّ عُنُق هي أمّ عُوج وعُوق أبوه فلا خَطَأ ولا غلَط . وفي شِعْر عَرْقَلَةَ الدِّمَشْقيّ المذْكور في بَدائِعِ البَدائِه المُتوفّى سنة 567 : .
أعْورُ الدّجّالُ يمْشي ... خلْفَ عُوجِ بنِ عناق وهو ثِقةٌ عارف . والعُواقُ كغُراب : صوْتٌ يخرُجُ من بطْن الدّابّة إذا مشَى كالوُعاق وقيل : هو الصّوتُ من كُلِّ شيء قال : .
إذا ما الرّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ ... سمِعتَ لها إذا هدَرَتْ عُواقا وما عاقَت المرأةُ ولا لاقَت عندَ زوْجِها أي : لم تلْصَقْ بقَلْبِه كما في الصِّحاح . زادَ ابنُ القَطّاع . وما حبَسَتْه عن فِراقِها أو نِكاحِ غيرِها وقال غيرُه : أي ما حَظِيَتْ عندَه . وقيل : عاقَت : إتباعٌ للاقَت ؛ لأنّه يُقال : لاقَتِ الدّواةُ : إذا لَصِقَتْ . قال ابنُ سيدَه : وإنما حمَلْناهُ على الواو وإن لم نعرِف أصلَه ؛ لأنّ انقِلابَ الألِف عن الواو عيْناً أكثَر من انقِلابِها عن الياءِ . والعَيّوق كتَنّور : نجْمٌ أحمَر مُضيءٌ في طَرَف المَجَرّة الأيْمَن يتْلو الثُرَيّا لا يتقدّمُها ويطلُع قبل الجوْزاء سُمّي بذلك لأنّه يَعوقُ الدَّبَران عن لِقاءِ الثُرَيّا . قال أبو ذُؤيْب الهُذَليّ يصفُ الحُمُر : .
فورَدْن والعَيّوقُ مَقْعَدَ رابِئِ الضْ ... ضُرَباءِ خلْفَ النّجْم لا يتتَلّعُ وأنشد الليثُ : .
تُراعِي الثُرَيّا وعيّوقَها ... ونجْمَ الذِّراعَيْنَ والمِرْزَما قال سيبَوَيْه : لزِمَتْه اللاّم لأنّه عندهم الشيءُ بعَيْنِه وكأنّه جُعِلَ من أمّة كُلُّ واحد منها عيّوق . قال : فإنْ قلتَ : هلْ هذا البِناءُ لكُلِّ ما عاقَ شيئاً ؟ قيل : هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النّجْم كالدَّبَرانِ والسِّماك . وقال ابنُ الأعرابي : هذا عَيّوق طالِعاً فحذَف الألِفَ واللاّم وهو يَنويهما فلِذلك يبْقى على تعْريفِه الذي كان عليه . وقال الأزهريّ : عيّوق فَيْعول يُحْتَمَلُ أن يكونَ بناؤه من عوق ومن عَيق ؛ لأنّ الواو والياءَ في ذلِك سَواءٌ وأنشَدَ : .
وعانَدَتِ الثُريّا بعدَ هَدْءٍ ... مُعانَدَةً لها العَيّوقُ جارا قال الجوهريُّ : أصلُه فَيْعول فلما التَقَى الياءُ والواوُ والأولَى ساكِنَةٌ صارَتا ياءً مُشدَّدَة . وقال ابنُ عبّادٍ : يُقال : أعْوَقَ بي الدّابَّةُ أو الزّادُ أي : قَطَع . قال : والمُعْوِقُ ؛ كمُحْسِنٍ : المُخْفِق . والمُعْوِقُ أيضاً : الجائِعُ . وفي الصّحاح : تعَوّق : تثبّط . ومما يُستَدرك عليه : تعوَّقَه إذا حبَسَه وصرفَه عن ابنِ جنّي . وروى شَمِر عن الأُمَويّ : ما في سِقائِه عَيْقَة من الرُّبِّ . قال الأزهريّ : كأنّه ذهَب به الى قولِه : ما لاقَتْ ولا عاقَتْ . وقال غيرُه : ما في نِحْيِه عَيْقَةٌ ولا عَمَقَةٌ هكذا ذكَرَه صاحِبُ اللّسان وهو غَريب فإنه قد تقدّم ذلك بعَيْنِه في ع ب ق ونقلنا هناك عن ابنِ سيدَه أن باءَ عَبَقة مُنقَلِبة عن ميمِ عَمَقة فتأمّل ذلك . والوَعيقُ والعَويق : صوتُ قُنْبِ الفَرَس .
ع ه ق .
العَوْهَق : الطّويلُ : للمذكَّر والمؤنّث . وأنشدَ الجوهريّ للزَّفَيان :