" أنّ العَليقات يُلاقينَ الرَّقِمْ لأنّهم يودِعون رِكابَهم ويرْكَبونها ويخَفِّفون من حَمْلِ بعضِها عليها كما في الصحاح . وقال الراجز : .
" إنّا وجَدْنا عُلَبَ العَلائِقِ .
" فيها شِفاءٌ للنُعاسِ الطّارثقِ والعَلائِقُ يصْلُح أن يكون جمْعاً لعَليقة وجمْعاً لعَلاقَة كسَفينة وسَفائن وسَحابة وسَحائِب . وقال ابنُ الأعرابي : العَليقَة والعَلاقَةُ البَعيرُ - أو البَعيران - يضمُّه الرّجلُ الى القوْم يمْتارون له معَهم . والعَلاقَة كسَحابة : الصّداقَة والحُبُّ وقد تقدّم شاهِدُه . وأيضً الخُصومَة وقد علَق به علْقاً : إذا خاصَمَه أو صادَقَه . ويُقال : لفُلان في أرضِ فُلان عَلاقَة أي : خصومَة وهو ضِدٌّ . وفي الصحاح : والعلاقَةُ بالفتْح : عَلاقة الخُصومة وعَلاقة الحُبِّ . وأنشَد للمرّارِ الأسدِيّ ما أسلَفْنا ذكرَه ولا يظْهرُ من كَلامِه وجهُ الضِّدّيّة فتأمل . والعَلاقة : ما تَعلَّق به الرّجلُ من صِناعةٍ وغيْرِها . والعَلاقَةُ : ما يُتَبَلَّغُ به من عيْش كالعُلْقَة بالضّمِّ وقد تقدّم . والعلاقَةُ من المَهْرِ : ما يتعلّقون به على المُتزوِّج قالَه شَمِر ج : علائِقُ ومنه الحَديث : أدّوا العَلائِقَ قالوا : وما العَلائِقُ يا رَسولَ الله ؟ قال : ما تَراضَى عليه أهْلوهم . ومَعْناها التي تُعلِّقُ كلَّ واحدٍ بصاحِبه كما يُعَلَّق الشّيءُ بالشيءِ يتّصلُ به . وعَلاقَةُ : والِد أبي مالك زياد الثّعلَبي الكوفيّ الغَطَفاني التّابِعيّ وهو زياد بنُ عَلاقة بن مالك يروي عن أسامةَ بنِ شَريك وجَرير بنِ عبدِ الله والمُغيرة بنِ شُعْبَة وعمّه قُطْبة بن مالِك رَوَى عنه الثّوريُّ وشُعْبَةُ وناسٌ ذكرَه ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ . وقضيّة سِياقِ المُصَنّف في والِدِه أنه بالفَتْح وهو خطأ صَوابُه بالكَسْر كما صرّح به الحافِظُ وغيرَه . والعَلاقَة : المَنيّة كالعَلوق كصَبور وسيأتي ذكرُ العَلوقِ قَريباً والشّاهِد عليه . وأما العَلاقَةُ التي ذكَرها فإنّه خطأٌ والصّواب عَلاّقَةٌ بالتّشديد كما ضبَطَه غيرُ واحد من الأئِمّةِ وبه فسّروا قولَ الشّاعر : .
عيْن بَكِّي أسامةَ بنَ لُؤَيٍّ ... علِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاّقَهْ أي : المنيّة . وقيل : عَنَى بها الحيّة لتعَلُّقها ؛ لأنّها علِقت زِمامَ ناقَتِه فلدَغَتْه فتأمّلْ ذلك وستأتي قصَّتُه في فوق قريباً . والعِلْق بالكسْر : النّفيس من كُلِّ شيءٍ سُمِّي به لتَعَلُّقِ القَلْب به ج : أعْلاقٌ وعُلوقٌ بالضّمّ . ومنه حديث حُذَيْفَة : فما بالُ هؤلاءِ الذين يسرِقون أعْلاقَنا أي : نفائسَ أموالِنا . وقال تأبّطَ شرّاً : .
يَقولُ أهْلَكْتَ مالاً لو قَنَعتَ به ... من ثوْبِ صِدْقٍ ومن بَزٍّ وأعْلاقِ وقال ابنُ عبّاد : العِلْق : الجِراب قال : ويُفْتَح فيهما أي : في النّفيسِ والجِراب . والعِلْقُ : الخَمْر لنَفاسَتِها أو عَتيقُها أي : القَديمة منها قال الشاعر : .
إذا ذُقْت فاها قُلت عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أريدَ به قَيْلٌ فغودرَ في سابِ والعِلْقُ : الثّوبُ الكَريم أو التُّرْس أو السّيْف عن اللِّحْياني . قال : وكذا الشيءُ الواحِد الكَريم من غير الروحانيين . ويُقال : فلان عِلْقُ عِلْمٍ وطِلْبُ عِلمٍ وتِبْع عِلْم أي : يُحبّه ويَطْلُبه ويتْبَعُه . والعِلْقُ : المالُ الكَريمُ يُقال : عِلْق خَيْر وقد قالوا : عِلْقُ شرٍّ كذلِك والجَمْع أعلاقٌ . والعِلْقَة بهاءٍ : ثوبٌ صغير وهي أولُ ثوْبٍ يُتّخَذُ للصّبيِّ نقَلَه الصّاغانيُّ . أو قَميصٌ بلا كُمّين أو ثوْب يُجابُ أي : يُقْطَع ولا يُخاطُ جانِباه تلْبَسَه الجارِيَة مثلُ الصُّدْرَةِ تبْتَذِلُ به وهو الى الحُجْزَة . قال الطّمّاحُ بنُ عامِر بنِ الأعْلم بن خُوَيْلِد العُقَيْليُّ وأنشدَه سيبَويهِ لحُمَيد بنِ ثوْر وليس له وأنشدَه ابنُ الأعرابي في نوادِرِه لمُزاحِم العُقَيْليّ وليس له : .
وما هي إلاّ في إزارٍ وعِلقَةٍ ... مَغارَ ابنِ همّامٍ علي حيِّ خَثْعَما