يقول : كأنّ قُتودِي فوق بَقَرة وحْشيّة . قال ابنُ الأثير : هو في الأصلِ للإبِل إذا أكلَت العِضاهَ فنُقِل الى الطير . وعلِقت الدّابّة كفَرِح : شرِبَت الماءَ فعَلِقَتْ بها العَلَقَةُ كما في الصِّحاح أي : لزِمَتها وقيلَ : تعلَّقَتْ بها . والعُلْقَةُ بالضّمِّ : كُلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيْش . ومنه حَديثُ أبي مالِكٍ - وكان من عُلَماءِ اليهود - يصِفُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّم عن التّوراةِ فقال : من صِفَتِه أنّه يَلْبَسُ الشَّمْلَة ويجْتَزئُ بالعُلْقَة معه قومٌ صُدورُهم أناجيلُهم قُربانُهُم دِماؤُهم . يُقال : ما يأكلُ فُلانٌ إلا عُلْقةً . وقال الأزهريّ : العُلقَة من الطّعامِ والمَرْكَب : ما يُتَبَلَّغُ به وإنْ لم يكُنْ تامّاً . وقال أبو حَنيفة : العُلقَةُ : شجَرٌ يَبْقَى في الشّتاءِ تعلَّقُ به الإبِلُ حتّى تُدْرِكَ الرّبيعَ . ونَصُّ كِتابِ النّبات : تتَبلّغُ به الإبِلُ . وقال غيرُه : العُلْقَةُ : نَباتٌ لا يلْبَثُ . وقد علَقَت الإبِلُ تعْلُق عَلْقاً وتعلّقَت : أكلَتْ من عُلْقَةٍ الشّجَر . والعُلْقَةُ : اللُّمْجَة وهو ما فيه بُلْغَةٌ من الطّعامِ الى وقْتِ الغَداءِ كالعَلاقِ كسَحابٍ وقد تقدّم الاستِشْهادُ له . ويُقال : لم يبْقَ عندَه عُلْقَةٌ أي : شيْءٌ . ويُقال : أي بقيّةٌ . وعَلَقَةُ - مُحرَّكةً - ابنُ عبْقَرِ بنِ أنْمار بن إراش بنِ عمْرو بنِ الغَوْثِ : بطْنٌ من بَجيلَةَ . ومن ولَدِه جُنْدَب بنُ عبدِ الله بنِ سُفيانَ البَجَلِيّ العَلَقيُّ الصّحابيُّ الجَليلُ رضِي الله عنه نزَل الكوفةَ والبَصْرةَ . وعَلَقَةُ بنُ عُبَيد أبو قَبيلة في الأزْدِ . وعَلَقَةُ بنُ قَيْس : أبو بطْن آخر . وأما مُحمّدُ بنُ عِلْقَةَ التّيْمِيُّ الأديبُ الشاعِرُ فبالكسْر حَكَى عنه ابنُ الأعرابيّ في نوادِرِه وسمِع منه الأصمعيّ فرْدٌ ضبَطَه هكذا أبو أحمدَ العسْكَريُّ في كِتابِ التّصْحيفِ وذكَر المَرْزَبانيُّ أباه عِلْقَة وقال : كان أحَدَ الرُّجّازِ المتقدّمين . وكقُبَّرةٍ : عُلَّقَةُ بنُ الحارِث في بَني ذُبْيان من قَيْس صوابه بالفاءِ كما ضبَطه أئِمّة النّسَب والحافظ . وعُقَيْلُ بنُ عُلَّقَة المُرِّيّ : شاعِرٌ له أخبارُ رَوى عن أبيهِ وأبوهُ أدْرك عُمَر Bه . ولعُقَيْلٍ أيضاً ابنٌ شاعرٌ اسمه كاسْمِ جدّه والصّوابُ في كلٍّ منهما بالفاءِ كما ضبَطه أئِمّةُ النّسبِ والحافِظُ . وهِلالُ بنُ عُلَّقَة التّيْميُّ : قاتِلُ رُسْتَمَ بالقادسيّة والصّوابُ فيه أيضاً بالفاءِ وقد أخطأَ المُصنِّف في إيرادِ هذه الأسماءِ في القافِ مع أنّه ذكَرها في الفاءِ على الصّواب فقد تصحّفَتْ عليهِ هنا فليُتَنَبّه لذلك . وعُلِق كعُنِيَ : نشِبَ العلَقُ في حلْقِه عندَ الشّرابِ فهو مَعْلوقٌ من النّاسِ والدّواِّ . وقال ابنُ دُرَيْد : يُقال : عَلاقِ يا هذا كقَطامِ أخْرَجوه مُخْرَج نَزالِ وما أشْبَهَه وهو أمرٌ أي : تعلّقْ به . وقال غيرُه : يُقال : جاءَ بعُلَقَ فُلَقَ كصُرَد غيرَ مصْروفَين أي : بالدّاهِية حكاه أبو عُبَيد عن الكِسائيِّ ولو قال : لا يُجْرَيانِ كعُمَر كان أحْسَن . والعُلَق أيضاً : الجَمْعُ الكثير . وبه فسّرَ بعضٌ قولَهم هذا . قال ابنُ دُرَيد : ورجُلٌ ذو مَعْلَقَة كمَرْحَلَة : إذا كان مُغيراً يتعلّق بكُلِّ ما أصابَه . قال : .
" أخافُ أنْ يعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ .
" مُعَوِّداً شُرْبَ ذَواتِ الأفْوِقَهْ والمِعْلاقان : مِعْلاقُ الدّلْو وشِبْهِها عن ابنِ دُرَيْد . ورجلٌ مِعْلاقٌ وذو مِعْلاق أي : خَصِمٌ شَديد الخُصومة يتعلّقُ بالحُجَجِ ويستدرِكُها ولهذا قيلَ في الخَصيم الجَدِل : .
" لا يُرْسِلُ السّاقَ إلا مُمْسِكاً ساقاً أي : لا يدَعُ حُجّةً إلا وقد أعدّ أخْرى يتعلّقُ بها . والمِعْلاقُ : اللّسانُ البَليغ . قال مُهلْهلٌ : .
إنّ تحْتَ الأحْجارِ حَزْماً ولِيناً ... وخَصيماً ألدَّ ذا مِعْلاقِ