كنَى بالعسَق عن ظُلمةِ الغُبار . والعسَق : العُرجُون الرّديء قاله اللّيثُ وهي لُغةُ بَني أسَد . وقالَ ابنُ الأعرابيّ : العُسُق بضمّتين : عَراجينُ النّخْلِ . قال : والعُسُق : المتشدِّدون على غُرَمائِهم في التّقاضي . قال : والعُسُق : اللَّقّاحون . وقال أبو حَنيفة العَسيقَة كسَفينة : شَرابٌ رَديءٌ كثيرُ الماءِ . وفي المُحْكَم : فأمّا قولُ سُحَيْم : .
فلو كُنتُ ورْداً لَوْنُهُ لعَسِقْنَني ... ولكنّ ربّي شانَني بسَوادِيا فليسَ بشيء إنّما قلبَ الشينَ سيناً لسوادِه وضعْفِ عبارَتِه عن الشّين وليْس ذلِك بلُغة إنّما هو كاللِّثْغ . قال صاحبُ اللّسان : هذا قولُ ابن سيدَه والعجَب منه كونُه لم يعْتَذِر عن سائِر كلِماتِه بالشّين وعن شانَني في البيْتِ نفْسِه أو يجْعَلْها من عسِقَ به أي : لزِمَه . قال : ومن المُمْكِن أن يكونَ - رحِمَه الله - تَرَك الاعْتِذارَ عن كلِماتِه بالشّين عن لَفْظَةِ شانَني في البيْتِ لأنّها لا مَعْنى لها واعتذَرَ عن لَفْظَة عسِقْنَني لإلْمامِها بمعْنى لزِقَ ولزِم . فأراد أن يُعْلِمَ أنه لم يقْصِدْ هذا المَعْنى وإنّما هو قصَدَ العشْقَ لا غيْر وإنّما عُجْمَتُه وسَوادُه أنْطَقاه بالسّين في موضِع الشّين والله أعْلَم .
ع س ل ق .
العَسْلَق كجَعْفَر وزِبْرِج وعُلابِط وعمَلَّس أهْمَلهُ الجوهريُّ . وقال أبو عَمْرو بالضّبْط الأوّل هو : السّرابُ بالسّين المُهْمَلَة . وقال ابنُ دُرَيْد وابنُ بَرّي : بالضّبْط الأوّل والثاني هو : الذّئب وقيلَ : الأسَدُ وبالضّبْط الأخير قيل : هو الظّليمُ . وبه فَسَّر ثعْلَبٌ قولَ الأعشى : .
وأرحُلُنا بالجَوِّ عند حَوَارَةٍ ... بحيْثُ يُلاقِي الآبِداتِ العسَلَّقُ وقيل : هو هُنا الذّئب وقيل : الأسدُ . وقال اللّيثُ : كلُّ سبُعٍ جَريءٍ على الصّيْد يُقال له : عسَلَّق بالضّبْط الأوّل والأخير . وقال ابنُ عبّاد : هو بالضّبْطِ الأخير المُشوَّهُ الخَلقِ . وبالضبْطِ الثالثِ والأخير : هو الخَفيف وقيلَ : الطّويلُ العُنُق ويُرْوَى بالضّبْط الثاني أيضاً نقلَه ابنُ بَرّي . وبالضّبْط الأخير هو الثّعْلَب أُنْثَى الكُلِّ بهاءٍ . قال أوْس يصِف النّعامة : .
" عَسَلَّقَةٌ رَبْداءُ وهْو عسَلَّقُ ج : عَسالِقُ .
ع س ن ق .
العُسْنُق كقُنْفُذ أهملَه الجوهري وصاحِبُ اللّسان وقال الأصمعيُّ : هو التّامُّ الحُسْن وأنشَدَ لرؤبَة : .
" من حُسْنِ جسمِي والشّبابِ العُسْنُقِ .
" إذْ لِمّتي سَوْداءُ لم تَمَرَّقِ كما في العُباب .
ع ش ر ق .
العِشْرِق كزِبْرِج : شجَر وقيل : نبْت . وقال أبو حَنيفَة : العِشْرق من الأغْلاثِ ينْفَرِشُ على وجْهِ الأرض عَريضُ الوَرَق وليس له شوْكٌ ولا يكادُ يأكُلُه شيْءٌ إلاّ أن يُصيبَ المِعْزَى منه شيْئاً قَليلاً . قال الأعْشى : .
تَسْمَعُ للحَلْي وسْواساً إذا انْصَرَفَت ... كما اسْتَعانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زجِلُ