ويُقال : هي مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام وهي التي غلُظَتْ جِداً لا تُرْتَقَى إلا بمشَقّة . وقال الليْثُ : العَرْقُوة : كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ في الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة . وقال ابنُ شُمَيْل : العَرْقُوة : أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ في السّماءِ وهي علَى ذلِك تُشرِف على ما حوْلَها وهو قريبٌ من الأرْضِ أو غيرُ قَريبٍ وهي مُختلِفة ؛ مكانٌ منها لَيِّنٌ ومكانٌ منها غليظٌ وإنّما هي جانِبٌ من الأرض مسْتَوِية مُشرِفٌ على ما حوْلَه . وقال غيرُه : العَراقِي : ما اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأرض . وأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً . والعَرْقاة بالفَتْح ويُكسَر وكذلِك العِرْقَة بالكَسْر : الأصْلُ . قال أوسُ بنُ حَجَر : .
تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْقاتِنا ثم يُرْتِعوا أو : أصْلُ المالِ أو : أرومَةُ الشّجَر التي تتشعّبُ منها العُروق وهي التي تذْهَبُ في الأرض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ في الوسَط . وقولُهم : استأصَلَ اللهُ عَِرْقاتَِهم أي : شأفَتَهم إن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه وهو الأكثَر وإن كسَرْتَه كسَرْتَه أي : آخِرَه على أنّه جمْع عِرْقَة بالكَسْر قال اللّيثُ : ينصِبون التاءَ رِوايةً عنهم ولا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة في جمْع التأنيثِ . وقال الأزهريّ : عِرْقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْق كأنّه عِرْق وعِرْقات كعِرْسٍ وعِرْسات ؛ لأنّ عِرْساً أُنثَى فيكون هذا من المُذَكَّر الذي جُمِعَ بالألِف والتاءِ كسِجِلٍّ وسِجِلاّت وحمّامٍ وحمّامات . ومن قالَ : عِرْقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة وقد يكونُ عِرْقاتُهم جمعَ عِرْقٍ وعِرْقَة كما قال بعضُهم : رأيتُ بناتَك شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ التي في فَتاتِهم وقَناتِهم ؛ لأنّها للتأنِيث كما أنّ هذه له . والذي سُمِع من العَرَبِ الفُصَحاءِ عِرْقاتِهم بالكَسْرِ . قال : ومن كسَر التّاءَ في موضِع النّصْبِ وجعلَها جمعَ عِرْقَةٍ فقد أخْطأ . قال ابنُ جِنّي : سألُ أبو عَمْرو أبا خَيْرةَ عن قولِهم هذا فنصَبَ أبو خيرةَ التاءَ من عَرْقاتَهم فقال له أبو عَمْرو : هيْهات أبا خَيْرَةَ لانَ جلدُكَ وذلِك لأنّ أبا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كان سمِعَها منه بالجَرِّ قال : ثم رَواها أبو عمر فيما بعْدُ بالجرِّ والنّصْب فإمّا أن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه وإمّا أن يكونَ قَويَ في نفْسِه ما سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ في نفْسِه فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه . وعُرَيْق كزُبَيْر : ع بين البَصرةِ والبَحْرَيْن . قال : .
" يا رُب بَيْضاءَ لها زوْجٌ حرَضْ .
" حَلاّلة بين عُرَيْقٍ وحَمَضْ .
" تَرميك بالطّرفِ كما يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْقَةُ بالكَسْر : د بالشام وقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ وأنه حِصْنٌ وفيه تَكرارٌ كما أشَرْنا إليه . منه عُروَةُ بنُ مروان العِرْقيّ المُسنِد رَوى عن زُهَير بنِ مُعاويةَ وموسَى بنِ أعْيَن . وواثِلَةُ بنُ الحسَن عن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه العِرْقِيّان نُسبا الى هذا الحصْن . وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْق بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد : تابِعيّان رَوى محمدٌ عن عبدِ الله بن بِشْرٍ وعن بقيّة وجماعة وُثق . وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْق الحِمْصي : مُحدِّثٌ قُلت : ووالِدُه محمدٌ هذا هو ابنُ عبْدِ الرحمن المذْكور ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر بل هو حَفيدُ عبد الرّحْمن . وفاتَه - مع ذلك - : أحمد بنُ محمد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور رَوى عن أبيهِ وعنْه الطَّبَرانيُّ قاله ابنُ الأثير . وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ عُرِف بابْنِ أخي العِرْقِ رَوى عن داودَ بنِ رُشَيْدٍ عن حفْصِ بنِ غياثٍ مات سنة 301 . وعُرَيْقَةُ كجُهَيْنَة : ع وله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ . قال ابنُ الأعرابي : عُرَيْقَة : بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع . وأعْرَقَ الرّجلُ : أتى العِراقَ وفي الصِّحاح : صارَ الى العِراقِ وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ :