وفي الحَديث : من أحْيا أرضاً ميِّتةً فهي له وليْس لعِرْقٍ ظالمٍ حقّ أي : لذِي عِرْقٍ ظالم حَقّ وهو الذي يغرِسُ فيها غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك . ويروى : لعِرْق ظالِم بالإضافة : قال أبو عليّ : هذه عِبارةُ اللّغَويّين وإنما العِرْقُ المَغْروس أو المَوْضع المَغْروس فيه وفي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ : فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قال الأزهريّ : عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ في ثَرَى الرِّمال المَمْطورة في الشِّتاءِ تَراها إذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر منها الماءُ فشبَّه الإبلَ في حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأرْطَى . وفي حديث آخر : انظُر في أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك فإنّ العِرْقَ دسّاس . والعِرْق : أصلُ كُلّ شيءٍ وما يقومُ عليه . والعِرْقُ : الأرضُ المِلْحُ التي لا تُنبِتُ وسيأْتي قَريباً ما يُخالِفه . والعِرْقُ : الجبَل والجَمْع العُروق . وقيل : هو الجبَل الغَليظ المُنْقادُ في الأرض يمنَعُك من عُلْوِه ولا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وليس بطَويلٍ . وقيل : الجبَل الصّغير المُنفرِد فهو ضِدٌّ . قال الشَّمّاخ : .
ما إنْ تَزالُ لها شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مجْدولُ ويُقال : إنه لخَبيثُ العِرْق أي : الجسَد وكذلك السِّقاء . والعِرْق : ع على فَراسِخَ من هِيت كان به عُيونُ ماءٍ . والعِرْق : اللَّبَن يُقال : ناقةٌ دائِمةُ العِرْق أي : الدِّرّة وقِيل : دائِمةُ اللّبَنِ . والعِرْق أيضاً : النِّتاجُ الكَثيرُ عن ابنِ الأعرابيِّ . يُقال : ما أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك أي : لبَنَها ونِتاجَها . والعِرْقُ : لقَبُ الحُسَيْن . وفي التّبْصير : الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عنه قاسِمٌ النّوشَجانِيّ . والعِرْقُ : السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ . ونصُّ أبي حَنيفةَ : تُنْبِت الشّجَر وهذا مع قولِه آنِفاً : الأرضُ المِلحُ لا تُنبِت ضِدٌ وكان ينبَغي أن ينبِّه على ذلك . والعِرْقُ : الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مع الأرض أو : هو المَكانُ المرتَفِع ج : عُروقٌ . وذاتُ عِرْق : موضِعٌ بالبادِيَة كان يُقالُ له قبْلَ الإسلام : عِرْقٌ وهو ميقاتُ العِراقِيّين وهو الحدُّ بين نجْد وتِهامةَ . ومنه الحَديثُ : أنّه وقّت لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق وهو منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ يفحرِم أهلُ العِراق بالحَجِّ منه سُمّي به لأنّ فيه عِرْقاً وهو الجبَلُ الصغيرُ وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم أنهم يُسلِمون ويحُجّون فبيّن مِيقاتَهم قال : .
ألا يا نخْلةً من ذاتِ عِرْقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ وقال ابنُ السِّكّيت : ما دونَ الرّمل الى الرّيفِ من العِراق يُقال له : عِراقٌ وما بيْن ذاتِ عِرْقٍ الى البحر : غوْرٌ وتِهامَةُ وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ العَرْجِ وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق . وعِرقٌ : واد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم قال جَرير : .
نهْوَى ثَرَى العِرْق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالعِرْقِ عِرْقاً ولا السُّلاّنِ سُلاّنا السُّلاّنُ : وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم . والعِرْقان : موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق وعِرْق ثادِق . قال شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ : .
مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رسالةً ... فلا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْقِ ناهِقِ