شَبّه الرّجُلَ بالمِشْجَب ؛ ليُبْسِه وقِلّة لحْمِه وشَبّه الجَمَل بفِلْقِ سَقْبٍ . والسَّقْب : خشبةٌ من خشَبات البيت . وشبّه الطّريقَ بالطَّلَق وهو قيْدٌ من أدَم . وفي حَديث حُنَيْن : ثمّ انتزَعَ طَلَقاً من حقَبِه فقيّدَ به الجمَل . وفي حَديث ابنِ عبّاس : الحَياءُ والإيمانُ مَقْرونانِ في طَلَقٍ وهو حبْل مفْتولٌ شَديدُ الفَتْلِ أي : هما مُجتَمِعان لا يفترِقان كأنّهما قد شُدّا في حبْل أو قَيْد . والطّلَق : النّصيبُ عن ابنِ عبّاد وهو أصابَ في ذِكْره هُنا وقد أخْطأ المُصنِّفُ حيث ذكَره مرّتين . والطّلَقُ : سيْرُ اللّيْلِ لوِرْدِ الغِبِّ نقله الجوهَريُّ والصّاغانيّ وهو طَلَقُ الإبل الذي تقدّم وهو تَفْسيرٌ عن هذا وقد أخطأ المُصنِّف في التّفريق بينهما . ويُقال : حُبِسَ فُلانٌ في السِّجْن طَلْقاً ويُضَمُّ والصّوابُ بضمّتَيْن أي : بلا قَيْد ولا وَثاقٍ ولا كَبْلٍ . والطّلَقُ : دَواءٌ إذا طُلِيَ به أي بعُصارَتِه بعدما تُسْتَخْرَجُ منه منَع من حَرْق النّار كما تقدّم والمَشْهور فيه سُكونُ اللاّم نقله الصّاغاني أو هو لَحْنٌ والصواب التّحْريك كما نقله الأزهريُّ وغيرُه . قال الصاغاني : وهو مُعرَّب تَلْك . وحكَى أبو حاتِم عن الأصمعي : طِلْق بالكسر كمِثْل . قال الصاغانيّ : وهُو من جِنْس الأحْجارِ واللِّخافِ وليس بنَبتٍ . وقال الرّئيس : هو حَجَرٌ بَرّاقٌ يتشظّى إذا دُقَّ صَفائِحَ وشَظايا يُتّخَذُ منها مَضاويَ للحَمّاماتِ بدَلاً عن الزُّجاج وأجوَدُه اليَمانيُّ ثم الهِنْديُّ ثم الأندلُسيّ . وقالوا : مَنْ عَرَف حلَّ الطِّلْقِ استَغْنى عن الخَلْق . والحِيلَةُ في حَلِّه : أن يُجْعَلَ في خِرْقَة مع حصَواتٍ ويُدْخَلَ في الماءِ الفاتِرِ ثم يحرَّكَ برِفْقٍ حتى ينْحَلَّ ويخْرُجَ من الخِرْقَة في الماءِ ثم يُصَفّى عنه الماءُ ويُشَمَّس ليَجِفّ . وناقَةٌ طالِقٌ : أي بلا خِطامٍ عن ابنِ دُرَيْد . وقال غيرُه : بلا عِقال وأنْشَد : .
" مُعقَّلات العِيسِ أو طَوالِق أي قد طلَقت عن العِقال فهي طالِقٌ : لا تُحْبَسُ عن الإبل . أو طالِقٌ : متوجِّهَة الى الماءِ وقال أبو نَصْر : الطّالِقُ هي التي تنطلِقُ الى الماءِ كالمِطْلاقِ والجمْع أطْلاقٌ ومطاليقُ كصاحِبٍ وأصْحاب ومِحْرابٍ ومَحاريبَ . أو هي التي تُتْرَك يوْماً ولَيْلَةً ثم تُحْلَبُ وأنْشَدَ ابنُ بَرّي لابنِ هَرْمَة : .
تُشْلَى كَبيرتُها فتُحلَبُ طالِقاً ... ويُرمِّقونَ صِغارَها تَرْميقا والجمْع : طَلَقة ككاتِبٍ وكَتَبةٍ . وقال أبو عمْرو : الطّلَقَةُ من الإبِل : التي تُحْلَبُ في المَرْعَى . وأطْلَقَ الأسيرَ : إذا خلاّهُ وسرّحهُ فهو مُطلَقٌ وطَليقٌ وفي الحَديث : أطْلِقوا ثُمامَة وكذلك أطْلَقَ عنهُ . قال عبدُ يَغوثَ بنُ وقّاص الحارثيّ : .
أقولُ وقد شدّوا لِساني بنِسْعَةٍ ... أمَعْشَر تَيْمٍ أطْلِقوا عن لِسانِيا وقال ابنُ الأعرابيّ : أطْلَقَ عدُوَّه : إذا سَقاه سَمّاً . قال : وأطلَقَ نخْلَه وذلك إذا كان طَويلاً فألقحه فهو مُطلَق أي : مُلْقَحٌ قال : كطَلَّقَهُ تَطْليقاً وهو مَجازٌ . وأطْلَقَ القوْمُ فهم مُطلِقون : طَلَقَت إبلُهم وفي المُحْكَم : إذا كانت إبلُهم طَوالِقَ في طَلَب الماءِ . وطُلِّقَ السّليمُ بالضّمِ تطْليقاً : إذا رجَعَتْ إليه نفْسُه وسكَنَ وجَعُهُ بعدَ العِدادِ وفي المُفرَداتِ : طُلِّقَ السّليم : خلاّهُ الوجَعُ قال النابغَةُ الذُبياني : .
تناذَرَها الرّاقونَ من سوءِ سُمِّها ... تُطلِّقُهُ طوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وقال رجلٌ من رَبيعة : .
تَبيتُ الهُمومُ الطّارِقاتُ يعُدْنَني ... كما تَعْتَري الأهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ