يقول : إذا ابتلّتْ حوافِرُه من عَرَق أعالِيه جَرَى وهو مَتْروكٌ لا يُضرَبُ ولا يُزْجَرُ ويصْدُقك فيما يعِدُك البُلوغ الى الغَايَة . والصّدَقَة مُحَرَّكَة : ما أعْطَيْتَه في ذاتِ اللهِ تَعالَى للفُقراءِ . وفي الصّحاح ما تصدَّقْتَ به على الفُقَراءِ . وفي المُفردات : الصّدَقة : ما يُخرِجُه الإنسانُ من مالِه على وجْهِ القُرْبةِ كالزّكاة لكن الصّدَقَة في الأصل تُقالُ للمتطَوَّع به والزّكاة تُقال للواجِب وقيل : يُسمّى الواجِبُ صَدَقة إذا تحرّى صاحِبُه الصِّدقَ في فِعْله . قال اللهُ عزّ وجل : ( خُذْ مِن أمْوالِهِم صَدَقَة ) وكذا قولُه تَعالى : ( إنّما الصّدَقاتُ للفُقَراءِ والمَساكِين ) . والصّدُقَة بضمّ الدّال . والصُّدْقة كغُرْفَة وصَدْمَة وبضمّتَيْن وبفتْحَتَيْن وككِتاب وسَحاب سَبع لُغاتِ اقْتَصَر الجوهَريُّ منها على الأولَى والثّانِيَة والأخيرَتَيْن : مَهْرُ المَرْأة وجمْعُ الصّدُقَةِ كنَدُسَة : صدُقاتٌ . قال الله تعالى : ( وآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنّ نِحْلَةً ) وجمْعُ الصُّدْقةِ بالضّمّ : صُدْقاتٌ وبه قرأ قَتادَةُ وطَلحَةُ بنُ سُلَيْمان وأبو السَّمّالِ والمَدَنيّون . ويقال : صُدَقات بضم ففَتْح وصُدُقات بضمّتين وهي قِراءَة المَدنيّين وهي أقْبَحُها وقرأ إبراهيمُ ويَحْيَى بنُ عُبَيْد بن عُمَيْر : صُدْقَتهن بضمٍّ فسُكون بغير ألف وعن قَتادَة صَدْقاتِهِن بفَتْح فسُكون . وقال الزّجّاجُ : ولا يُقرأُ من هذِه اللُغاتِ بشَيْءٍ ؛ لأنّ القِراءَةَ سُنّةٌ . وفي حَديث عمر Bه : لا تُغالُوا في الصَّدُقات وفي رِواية : لا تُغالُوا في صُدُقِ النِّساء هو جمْعُ صَداقٍ . وفي اللِّسان : جمعُ صِداق في أدْنَى العدَدِ أصْدِقَةٌ والكَثير صُدُقٌ . وهذان البِناءَانِ إنّما هما على الغالِب وقد ذكرَهُما المُصنِّفُ في أول المادّة . وصُدَيْق كزُبَيْر : جبَل . وصُدَيْق بنُ مُوسَى بنِ عبْدِ الله بنِ الزُبَيْر بنِ العوّام رَوَى عن ابن جُرَيج . قُلت : وقد ذكره ابنُ حِبّان في ثِقاتِ التّابِعين وقال : يَرْوي عن رجُلٍ من أصحابِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعنه عُثْمانُ بنُ أبي سُلَيمان وحَفيدُه عَتيقُ بنُ يعْقوب بنِ صُدَيْق محدِّث مشهور . وإسماعِيل بنُ صُدَيْق الذّارِع شيخٌ لإبراهيم بن عَرْعَرة مُحدِّثان . وفاتَه : حمدُ بنُ أحمد بنِ محمد بن صُدَيْق الحَرّاني عن عبْدِ الحَق بنِ يوسُف وأخوه حَمّاد بن أحمد : حدّث . والصِّدّيق كسِكّيت مثّلَه الجوهَريُّ بالفِسّيق . قال صاحبُ اللّسانِ ولقد أساءَ التّمْثيلَ به في هذا المَكان : الكَثيرُ الصِّدْق إشارةً الى أنّه للمُبالَغة وهو أبلَغُ من الصَّدُوقِ كما أنّ الصّدوقَ أبلغُ من الصَّديقِ وفي الحَديث : لا يَنْبَغي لصِدّيقٍ أنْ يكونَ لعّاناً . وفي الصِّحاح : الدّائِم التّصْديق . ويكونُ الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعَمَل . وفي المُفْرَدات : الصِّدِّيق : مَنْ كثُر منه الصِّدقُ وقيل : بل مَنْ لم يكذِب قطّ . وقيلَ : بل مَنْ لا يتأتّى منه الكذِبُ ؛ لتعَوُّده الصِّدقَ وقيل : بل مَنْ صَدَق بقَوْله واعتِقاده وحقّق صِدقَه بفعْلِه . قال الله تعالى ( واذْكُرْ في الكِتابِ إبْراهيمَ إنّه كانَ صِدّيقاً نَبيّاً ) وقال الله تعالى : ( وأمُّه صِدّيقَةٌ كانا يأْكُلانِ الطّعام ) أي : مُبالغة في الصِّدقِ والتّصْديقِ على النّسَب أي : ذاتُ تَصْديقٍ . والصِّدّيق أيضاً : لقَب أبي بكْرٍ عبْدِ اللهِ بنِ أبي قُحافَةَ عُثْمان رضيَ اللهُ عنهما : شيخُ الخُلَفاءِ الرّاشِدينَ . وقولُه تَعالَى : ( والذي جاءَ بالصّدْقِ وصدّقَ بهِ ) رُوِي عن عَلي Bه قال : الذي جاءَ بالصّدْق محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم والذي صدّق به أبو بكْرٍ رضي اللهُ عنه . والصِّدّيق : اسمُ أبي هِنْد التّابِعيّ وهو أحدُ المَجاهيلِ رَوى عن نافِعٍ موْلَى ابنِ عمَر وعنه أبو خالدٍ الدّالانيُّ . وقال ابنُ ماكُولا : اسمُه إبراهيمُ بنُ مَيْمون الصّائِغ فقولُ المُصنِّفِ فيه : التّابِعيّ محلُّ نظَر . وأبو الصّدِّيق : كُنيَةُ بكْرِ بن عمْرٍو النّاجي البَصْريّ كذا في العُباب ومثلُه في الكُنَى لابن المُهَنْدِس . وفي كتاب الثِّقاتِ : هو بَكْرُ بنُ قيْسٍ الناجِي وهو تابِعيٌّ يروِي عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ وعنه ثابتٌ البُنانيُّ مات سنة ثَمانين