وقال شَمِرٌ : الشَّرْقُ : طائِر بَيْنَ الحِدَأَةِ والصَّقْرِ وفِي العُبابِ : والشّاهِين ولَوْنُه أَسْوَدُ قالَ شَمِرٌ : وأَنْشَدَ أَعْرابِيًّ في مَجْلِسِ ابنِ الأعرابيِّ : .
" انْتَفِجِي يا أَرْنَبَ القِيعانِ .
" وأَبْشِرِى بالضَّرْبِ والهَوانِ .
" أَو ضَرْبَةٍ من شَرْقِ شاهِيانِ وهكَذا فَسَّرَه وجَمْعُه شُرُوقٌ وهو من سِباع الطَّيْرِ قال الرّاجِزُ : .
" قد أَغْتَدِي والصبْحُ ذُو بَرِيقِ .
" بملحِم أحْمَرَ سَوْذَنِيقِ .
" أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشرُوق والشَّرْقُ : إِقْلِيمٌ بإِشْبِيلِيَةَ أو إِقْلِيمٌ بباجَةَ صوابُه وإِقْلِيمٌ بباجَةَ كما في التَّكْمِلَةِ وتَقَدَّمَ له في الفاءَ أنَّ الشَّرَفَ من أَعْمالِ إِشْبِيلِيَةَ فهو شَدِيدُ المُلابَسَةِ بهذا .
وشَرَقَت الشمْسُ شَرْقاً وشُرُوقاً : طَلَعَتْ كأشْرَقَتْ وقِيلَ : أَشْرقَتْ : أَضاءَتْ وانْبَسطَتْ على الأرْضِ وشَرَقَتْ : طَلَعَتْ .
وشَرَقَ الشّاةَ شَرْقاً : إِذا شقَّ أذُنَها نَقَله الجَوْهَرِيًّ .
وشَرَق النخْلُ : أَزْهَى أَي : لَوَّنَ بحُمْرَة كأشْرَقَ قالَ أَبُو حَنِيفَةَّ : هو ظُهُورُ أَلوانِ البُسْرِ .
وشَرَقَ الثَّمَرةَ : قَطَفَها نَقَله الأَزْهَرِي .
وقالَ ابنُ الأنْبارِيِّ : يقال في النِّداءَ عَلي الباقِلَّا - : شَرْقُ الغَداةِ طَرِي قالَ أَبُو بَكْر : مَعْناهُ : قَطْعُ الغَداةِ أَي : ما قُطِعَ بالغَداةِ والْتُقِطَ قال الأزْهَرِيُّ : وهذا في الباقِلاّ الرَّطْبِ يُجْنَى من شَجَرِهِ .
والمَشْرِقُ : جَبَلٌ بالمَغْرِبِ هكذا في النسَخ وهو غَلَطٌ صوابُه ببلادِ العَرَبِ ففي العُبابِ : والمَشْرِقُ : جَبَل من جِبالِ العَرَبِ بَيْنَ الصَّرِيف والقَصِيم وقال نَصْرٌ : هو جَبَلٌ من الأعْرافِ بينَ الصَّرِيفِ والقصيم من أَرْضِ ضَبَّةَ وجَبَلٌ آخَرُ هناك فَتنبْه لذلك .
ومِخْلافُ المَشْرِقِ باليَمَنِ وإِليهِ نُسِبَ الضَّحّاكُ بنُ شَراحِيل المَشْرِقِي : تابِعي يَرْوِي عن أَبِي سَعِيدٍ وعنه الزهرِي وحَبيبُ بنُ أَبي ثابتٍ قاله ابنُ حِبّان هَكذا ضَبَطَه الدَّارَقُطْني أَو صوابُه كَسْرُ المِيم وفَتْحُ الرّاءَ نِسْبَةً إِلى مِشْرَقٍ كمِنْبَرٍ : بَطْن مِنْ هَمْدانَ .
قلتُ : ومن هذا البَطْنِ يَزِيدُ المِشْرَقِيُّ شَيْخ للشّعْبِيِّ وعَبّاسُ بنُ الوَلِيدِ المِشْرَقِيُّ عن عَلِيِّ بنِ المَدِينِيِّ ذَكَرَهُما ابنُ ماكُولاَ وعُرَيْبُ بنُ يَزِيدَ المِشْرَقيُّ رَوَى عنه عَبْدُ الجَبّار الشامي .
وقَوْلُه تَعالَى : " شَرْقية ولا غَرْبِيَّةٍ " أَي : هذِه الشجرةُ لا تطْلُعُ عَلَيْها الشَّمْسُُ عِنْدَ شُرُوقِها فَقَطْ أو وَقْت غُرُوبِها فقط ولكِنّها شَرقِيةٌ غَرْبِيَّة تُصِيبُها الشَّمْسُ بالغَداةِ والعَشِيِّ فهو أَنْضَرُ لَها وأَجْوَدُ لزَيْتُونِها وهو قَوْلُ الفَراءَ وغَيْرِه من أَهْلِ التَّفْسِيرِ قالَ الحَسَنُ : المَعْنَى أَنَّها ليسَت من شَجَرِ أهْلِ الدنْيا أي : هي من شَجَرِ أَهْلِ الجَنَّةِ قالَ الأزْهَرِي : والقَولُ الأوَّلُ أَولَى وأَكثر .
والشَّرْقَةُ بالفَتْح كما في الصحاح والمَشرقَةُ مثَلَّثَةَ الرّاءَ واقْتَصَر الجوهري على الضمِّ والفَتحْ ونقل الصاغانِي الكَسْرَ عن الكِسائِيِّ .
والمِشْراقُ كمِحْرابٍ ومِنْدِيل : ذكَر الجَوْهَرِي " مِنْها أَربعةً ما عَدا الأخِيرَةَ : موْضِعُ القُعُودِ في الشَّمْسِ حيثُ تَشْرُقُ عليه وخَصهُ بعضهم بالشِّتاءَ قال : .
تُرِيدِينَ الفِراقَ وأنْتِ مِنِّي ... بعَيْش مثلِ مَشْرُقَةِ الشّمالِ ويُقال : الشَّرْقَةُ بالفَتْح وبالتَّحْرِيك مَوْضِعُ الشَّمْسِ في الشِّتاءَ فأمّا في الصَّيْفِ فلا شَرْقَةَ لها والمَشْرِقُ : مَوْقِعُها في الشِّتاءِ عَلَى الأرْضِ بعدَ طُلُوعِها وشَرْقُها : دَفاؤُها . وتَشرًّقَ : قَعَدَ فيه .
والمِشْريقُ كمِنْدِيل من البابِ : الشِّقًّ الذي يَقَعُ فيه ضِح الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِها ومنه حَدِيث وَهْبٍ : " فيَقَع عَلَى مِشْرِيقِ بابِه " وقد ذكرَ في " قرقف " وفي " قندع "