وسُراقَةُ بنُ أبي الحُبابِ كذا في النسَخ والصّوابُ ابنُ الحُبابِ واستُشْهِدَ يومَ حُنَيْنٍ قِيلَ : هو وابنُ الحارِثِ الَّذِي تَقَدم واحِد وقِيلَ : بل هُما اثْنانِ كما فَعَلَه المُصَنِّف .
وسُراقَةُ بنُ عَمرو الّذِي صالَحَ أهْلَ أَرْمِينِيَةَ وماتَ هُناكَ في خِلافةِ عُمَرَ ولَقَبُه ذُو النًّون صوابُه : ذُو النورِ لأنَّهُ يُرَى على قَبْرِه نُور فلُقِّبَ بهِ : صحابِيونَ رضيَ اللهُ عنهم .
وفاتَه في الصحابَةِ : سُراقَة بنُ عُمَيْرٍ : أَحَدُ البَكّائِينَ وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ أذَاة ذَكَره ابنُ الكَلْبيِّ . وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِر بنِ أَنَسٍ ذَكَرَه إِبْراهِيمُ بنُ الأمِينِ الحافِظُ في ذَيْلِه على الاسْتِيعابِ وقالَ ابنُ الأثِيرِ : سُراقَةُ بنُ مالك القُرَشِي : مُحَدِّث عن مُحَمدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ يونانَ وعنه مُوسَى بنُ يَعْقُوبَ الزمعِي قُتِلَ سنة 131 .
وقَوْلُ الجوهريّ : سُراقَةُ بن جُعشُم وَهَم وإِنّما هُو جَدهُ قالَ شَيخُنا : لا وَهَمَ فيهِ لأنَّه نَسَبَهُ إِلى جده فقَد ذَكَرَ في المِيم أنه سُراقَةُ ابنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم : صَحابِي فهو نَظِيرُ قولِ المُصَنفِ نَفْسِه : أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ونَظِيرُ قَوْلِ العامَّةِ مُحَمدُ بن عَبْدِ المُطلِبِ ووالِدُهُما عَبْدُ اللهِ والشهرَةُ كافِيَةٌ .
وسَمّوا سارِقاً : وسَرَّاقاً كشَدّادٍ ومَسرُوقاً وسُراقَةَ وأنْشَدَ سِيَبَوَيْهِ في الأخيرِ : .
هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه ... والمَرءُ عِنْدَ الرشا إِنْ يَلقَها ذِيبُ والتسرِيقُ : النِّسْبَةُ إلى السرِقَةِ ومنه قراءة أَبِي البَرهسَم وابنِ أبي عَبلَةَ : " إنَّ ابنَكَ سرِّقَ " بضَم السَينِ وكَسرِ الرّاءَ المُشَددَةِ .
والمُستَرقُ : النّاقِصُ الضَّعِيفُ الخَلْقِ عن ابْنِ عَبّادٍ يُقال : هو مُستَرِقُ القَوْلِ أي : ضَعِيفٌ وهو مَجاز كما في الأساسِ .
ومن المجازِ : المستَرِقُ : المُسْتَمِعُ مختَفِياً كما يَفعَلُ السّارِقُ .
ومِنَ المجازِ : رَجُل مُسْتَرِقُ العُنُقِ أَي : قَصِيرُها مُقَبضُها كما في المُحِيطِ والأساس .
ويُقال : هو يُسارِقُ النظَرَ إِليهِ أَي : يَطْلُبُ غَفْلَةً منه لينْظُرَ إِليهِ وكذلك اسْتِراقُ النظَرِ وتَسَرقه وهو مَجاز .
وانْسرقَ : فَتَرَ وضعفَ وهذا قد تَقَدمَ قَرِيباً فهو تَكْرار وتَقَدمَ شاهِده من قَوْلِ الأعشَى يَصِفُ الظبيَ : .
" فاتِرَ الطرْفِ في قُواهُ انْسِراقُ وانْسَرَق عَنْهُم : إذا خَنَسَ ليَذْهَبَ .
ويُقال : تَسَرَّقَ : إِذا سَرَقَ شَيْئاً فشَيْئاً ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ : .
" وهاجَنِي جَلابَةٌ تَسَرَّقَا .
" شِعرِي ولا يَزْكُو له ما لَزَّقَا والإِسْتَبْرَق للغَلِيظِ من الدِّيباج مُعَرَّبُ اسْتَبرَه ذكره بعضٌ هُنا وقد ذكِره في ب رق وسَبَقَ ما يَتَعَلَّقُ به هناك .
ومما يُسْتَدرك عليه : رجلٌ سارِق من قَوْم سَرَقَةٍ وسَرّاقٌ وسَرُوق من قَوْم سُرَّقٍ وسَرُوقَةٌ ولا جَمعَ له إِنّما هوً كصَرُورَة .
وكَلْب سَرُوق لا غَيْرُ قالَ : .
" ولا يَسرِق الكَلْبُ السرُوقُ نِعالَها وفي المثَل : " سُرِقَ السّارِقُ فانْتَحَرَ " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قالَ الصّاغانيُّ : أَي سُرِقَ منه فنَحَرَ نَفْسَه غَماً يُضْرَبُ لمَنْ ينْتَزَعُ منه ما لَيْسَ له فيُفْرِطُ جَزَعُه . والاسْتِراقُ : الخَتْلُ سِراً كالّذِي يَسْتَمع وهو مَجازٌ .
والتَّسَرُّقُ : اخْتِلاسُ النَّظَرِ والسَّمْعِ قالَ القُطامي : .
بَخِلَتْ عَلَيْكَ فما تَجُودُ بنائِلٍ ... إِلاّ اخْتِلاسَ حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ والسُّراقَةُ بالضَّمِّ : اسم ما سُرِقَ كما قِيلَ : الخُلاصَة والنقايةُ : لما خُلِّصَ ونُقِّيَ وبِها سُمِّي سُراقَة . وعِنْدَه سُراقاتُ الشَعْرِ ومنه قولُ ابنِ مُقْبِل : .
فأَمّا سُراقاتُ الهِجاءِ فإِنَّها ... كلامٌ تَهاداه اللِّئامُ تَهادِيَا وسَرَّقَه تَسْرِيقاً بمعْنَى سَرَقَه قالَهُ ابنُ بَرّيّ وأنْشَدَ للفَرَزْدَق : .
لا تَحْسَبَن دراهِماً سَرَّقْتَها ... تَمْحُو مَخازِيَكَ الَّتِي بعُمانِ أي : سَرَقْتَها