وإسحاقُ : عَلم أَعْجَميّ وهو بالكسرِ وإنّما أَطْلَقَه للشُّهْرة ولِكَوْنِه يُفْهَمُ فيما بعدُ من قولِه : إِن نُظِرَ إِلى أَنَّه مَصْدر في الأصْلِ قالَ سيبَوَيْهِ : ألْحَقُوه ببِناءَ إِعْصارٍ وإِسْحاق : اسمُ رَجُلٍ فإذا أريدَ ذلك لم تصرِفْهُ في المَعرِفَةِ لأًنهُ غُيِّرَ عن جِهَتِه فوقَعَ في كَلام العَرَبِ غير معروفِ المَذْهَب ويُصْرَفُ إِن نُظِرَ إِلى أَنَّه مصدَرٌ فِي الأصْلِ من قولِكَ : أَسْحَقَه الله أي : أبعَدَه وذلِكَ لأنَّه لم يُغَير عن جِهَتِه كذا في الصِّحاح والعُبابِ .
ومما يُستدرك عليه : السَّحْقُ : أَثَرُ دَبَرَةِ البَعِيرِ إذا بَرَأَت وابْيَضَّ مَوْضِعُها .
وانْسَحَقَ الثوْب : سَقَطَ زِئبِرُه وهُو جَدِيدٌ .
وجمعُ السَّحْقِ - الثوْبِ البالي - : سُحُوقٌ قال الفَرَزْدَقُ : .
فإِنّكَ إِنْ تَهْجُو تَمِيماً وتَرْتَشِي ... تَبابِينَ قَيْسٍ أَو سُحوقَ العَمائِم وسَحَقَه البِلَى سَحْقاً قال رُؤْبَةُ : .
" سَحْق البِلَى جِدَّتَه فأنْهَجَا والمُنْسَحِقُ : الثوْبُ الخَلَقُ قال أَبو النجْمَ : .
" مِنْ دِمْنَة كالمَرْجَلِيِّ المنْسَحِقْ والمِسْحَقُ كمِنْبَرٍ : ما يُسْحَقُ بهِ . وانْسَحَقَتِ الدلْو : ذَهَبَ ما فِيها .
والأسْحَقُ : البَعِيدُ كالسحِيقِ قالهُ ابنُ بَرّيّ وأَنْشَدَ لأبِي النجْمَ : .
" تَعْلُو خَناذِيذَ البَعِيدِ الأسْحَقِ وسَحَقَه اللهُ : أبْعَدَه وأسْحَقَ هُو وانْسَحَقَ : بَعُدَ .
ومَكان ساحِق : بَعِيدٌ جَوَّزُوه في الشِّعْرِ .
وسُحْق ساحِق على المُبالَغَةِ .
وجنَّة سُحُقٌ بضَمَّتَيْن كما قالوا : ناقَةٌ عُلُط وامْرَأة عُطُلٌ ومنه قَوْلُ زهَير : .
كأنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتلَة ... من النّواضِح تَسْقِى جَنَّةً سحُقَا ويُقال : أرادَ نَخْلَ جَنَّةٍ فحَذَف . واسْتَعارَ بعضُهم السحُوقَ للمَرْأةِ الطَّوِيلَةِ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابِيِّ : .
تُطِيف به شَد النهارِ ظَعِينَة ... طَوِيلَةُ أنْقاءَ اليَدَيْنِ سَحُوقُ ومُساحِق : اسمٌ .
وقَرَأتُ في تارِيخ الخَطِيبِ في تَرْجَمَةِ المُتَّقِي للّهِ يُقال : اجْتَمعَتْ في أَيّامه إِسْحاقاتٌ فانْسَحَقَتْ خلافةُ بني العباسِ في زَمانِه وانْهَدَمَتْ قُبَّةُ المَنْصُورِ الخَضْراءُ التي كانَ بها فَخْرُهُم وذلك أَنَّه كان يكْنَى أَبا إِسْحاقَ ووَزِيرُه القَرارِيطيُّ كانَ يُكْنَى أَبا إسْحاق كذلِك وكانَ قاضِيَه أبو إِسْحاقَ الخِرَقِي ومُحْتَسِبَه أَبُو إِسْحَاقَ بنُ بَطْحاء وصاحِب شُرْطَتِه أَبو إِسْحاقَ بنِ أَحْمَدَ ابنِ أَمِير خُراسانَ وكانَتْ دارُه القَدِيمَةُ في دارِ إِسْحاقَ ابنِ إِبْراهِيمَ المَصِّيصيّ وكانَت الدّارُ نَفْسها لإسْحاق بنِ كنداج ودُفِنَ في دارِ إِسْحاقَ في تُرْبَتِه بالجانِبِ الغَرْبِيَ . قلتُ : وشَيخُنا المُعمرُ محمدُ بن إسْحاقَ ابنِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ الصنْعانِيّ ممَّن حَدَّثَ عن عبدِ اللُّهِ بنِ سالِم البَصريّ توفى سنة 180 .
ومَحَلةُ إسْحاقَ : بالغَرْبِيةِ من أعْمالِ مِصْرَ وكذا منْيَةُ إِسْحاقَ ومن الأولَى ناصِرُ الدّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمدُ بنُ عُثْمانَ بنِ مُحَمَّد الإِسْحاقِيُّ المالِكِي مات سنة 810 ممن اشْتَغَلَ بالفِقْهِ على الشيْخ خَلِيل المالِكِيِّ وحَفِيدُه الرضي مُحَمدُ بنُ مُحمَّد الإِسْحاقِيًّ لَقِيَهُ السخاوِيُّ ومِنْها أَيضاً : المُؤَرِّخُ عبد الباقِي بنُ مُحَمد الإسْحاقيُّ المَنُوفِيّ المتأخرُ له تارِيخٌ لَطيفٌ توفي ببلده سَنَةَ نَيَفٍ وسَبْعِينَ وأَلف . والإسْحاقِيونَ : بَطْن من العَلَوِيينَ مَنسوبون إِلى أبي مُحَمدٍ إسْحاقَ المُؤْتَمَنِ ابنِ جعْفَرٍ الصّادِق منهم نُقَباءُ حلَبَ والشام وجَماعَةَ ببَعْلَبَك .
وأَيْضاً : بَطْن من جَعْفَر الطيّارِ مَنْسُوبٌ إِلى إِسْحاقَ العَرِيضِيّ الأطرف وفِيهم كَثْرَة .
س دق