وقالَ الصّاغانِيُّ : الزَّحالِيقُ : لُغَةُ تَمِيمٍ في الزَّحالِيفِ . ومن المَجازِ : الزُّحلُوقَةُ : القَبْرُ أنَّه يُزْلَقُ فيه . والزُّحْلُوقَةُ : الأُرْجُوحَةُ اسم لخَشَبَةٍ يَضَعُها الصِّبْيانُ على مَوْضِع مُرْتَفِعٍ ويَجْلِسُ على طَرَفِها الواحِدِ جَماعَة وعَلَى الآَخرِ جَماعَةٌ فإِذا كانَتْ إِحْداهُما أَثْقَلُ ارْتَفَعَت الأُخرَى فتَهِمُّ بالسُّقوطِ فيُنادُونَ بِهِم : أَلا خَلُّوا أَلاَ خَلُّوا . ومما يُسْتَدركُ عليه : المُزَحْلَقُ : الأَمْلَسُ . والزَّحالِيقُ : المَزالِقُ كالزِّحْليقِ بالكسر .
زدق .
الزِّدْق بالكسرِ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ أَبو زَيْدٍ : لُغَةٌ في الصِّدْقِ ويُقال : أَنا أَزْدَقُ منه أَي أَصْدَقُ قالَ : وقد قالُوا : القَزْد للقَصْدِ وحَكَى النَّضْرُ عن بعضِ العَرَب : " خَيْرُ القَوْلِ أَزْدَقُهُ " وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ : .
فَلاةٌ فَلىً لَمّاعَة من يَجُرْبِها ... عن القَزْدِ تُجْحِفْه المَنايا الجَواحِفُ هكذا أَنْشَدَه أبو حاتِم عن الأَصْمعي بالزّاىِ لمُزاحِم العُقَيْلِيِّ وفي اللِّسانِ - في تركيب " ص د ق " - ما نَصُّه : " وكَلْبُ " تَقْلِبُ الصادَ مع القافِ زاياً تقول : ازْدُقْنِي أَي : اصْدُقنِي وقد بَيَّنَ سِيبَوَيهِ هذا الضَّرْبَ من المُضارَعَة في بابِ الإدْغام . قلتُ : ومنه قَوْلُ الشاعِرِ : .
" يَزِيدُ زادَ اللهُ في حَياتِه .
" حامِي نِزارٍ عندَ مَزْدُوقاتِه فإِنَّه أَرادَ مَصْدُوقاتِه فقَلَب الصّادَ زاياً لضَرْبٍ من المُضارَعَة .
زرق .
الزَّرَقُ مُحَركَةً والزرقَةُ بالضَّمِّ : لونٌ م معروفٌ وقد زَرِقَتْ عينُه كفَرِحَ قالَ ابنُ سِيدَه : الزُّرْقَةُ : البَياض حَيْثما كانَ والزُّرْقَةُ : خُضْرَةٌ في سوادِ العَيْنِ وقيل : هو أَن يتَغَشَّى سَوادَها بياضٌ وقد زَرِقَ زَرَقاً فهو أزْرَقُّ وهي زَرْقاءُ - قال الشّاعِرُ : .
لقَدْ زَرِقَتْ عَيْناكَ يا ابْنَ مُكَعْبَرٍ ... كما كُل ضَبِّيّ من اللُّؤْم أَزْرَقُ وقالَ الأعشَى يَمْدَحُ المُحَلِّقَ : .
كذلِكَ فافْعَلْ ما حَيِيتَ إِذا شَتَوْا ... وأقْدِم إذا ما أَعْيُنُ القَوْم تَزْرَقُ وقالَ جَزْءٌ أخُو الشَّمّاخ : .
وما كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفاتُه ... بكَفَّي سَبَنْتَي أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِ وفي الحَدِيث : " يَدْخُلُ عليكُم رَجُلٌ يَنْظُرُ بعَيْنَيْ شَيْطانٍ فدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ العَيْنِ " .
والزَّرَقُ : العَمى . ومنه قَوْلُه تَعالَى : " ونَحْشُر المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً " أَي : عُمْياً وقِيلَ : عِطاشاً قالَه ثَعْلَبٌ قالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ هذا لَيْسَ على القَصْدِ الاوّل إنَّما مَعْناهُ ازْرَقَّتْ أَعْيُنُهم من شِدَّةِ العَطَشِ وقالَ الزَّجّاجُ : يَخْرُجُونَ من قُبُورِهِم بُصَراءَ كما خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ ويَعْمَوْنَ في المَحْشَرِ . والزَّرقُ : تَحْجِيلٌ دُونَ الأَشاعِرِ عن أبِي عُبَيْدَةَ .
وقِيلَ : بَياضٌ لا يُطِيفُ بالعَظْم كُلِّه ولكِنّه وَضَحٌ في بَعْضِه . وقالَ ابْنُ دُرَيْد - في بابِ فُعَّلٍ : زُرَّقٌ كسُكَّرٍ : طًائِرٌ صَيّادٌ بينَ البازِيُّ والباشقِ وقالَ الفَرّاءُ : هو البازِيُّ الأَبْيَضُ وفي سَجَعاتِ الأَساسِ : " ولا يُقاسُ الزُّرَّقُ بالأَزْرَقِ " والأَزْرَقُ هو البازِيُّ ج : زَرارِيقُ وقال أَبو حاتِم : البازِيُّ والصَّقْرُ والشاهِين والزرًّق لبَرِيدُ والباشِقُ قالَ ابنُ دُرَيْدِ - في البابِ المَذْكُورِ بعدَ ذِكْرِ الطَّيْرِ - : والزُّرَّقُ : بياضٌ في ناصِيَةِ الفَرَسِ أَو في قَذالِه كما في العُبابِ .
والزُّرْقُمُ بالضمِّ ولو قالَ : كقُنْفُذٍ كان أحْسَن : الشَّدِيدُ الزَّرَقِ للمُذَكرِ والمُؤَنَّثِ والمِيمُ زائِدَةٌ قالَ الصّاغانِيُّ : ونُعِيدُ ذِكْرَهُ في المِيم للَفْظِه قالَ شَيْخُنا : كلامُ المُصَنِّف كطائِفَةٍ من الأَئمَّةِ أَنّه صِفَة وجَعَله ابنُ عُصْفُورٍ اسْماً لا صِفَةٌ انتهى قالَ : .
" لَيْسَتْ بكحلاءَ ولكِنْ زُرْقُمُ .
" ولا برَسْحاءَ ولكن سُتْهُمُ