وتَرَمَّقَ اللّبَنَ أَي : شَرِبَهُ قَلِيلاً قَلِيلاً . قالَ : وتَرَمَّقَ الماءَ وغَيْرَه : إذا حَساهُ حُسْوَةً بعدَ حُسوَةٍ أخْرَى . والمُرامِقُ : مَنْ لَمْ يَبْقَ في قَلْبِه مِن مَوَدَّتِكَ إلاّ قَلِيلٌ قالَ الرّاجِزُ : .
" وصاحِبٍ مُرامِق داجَيْتُه .
" دَهَنْتُه بالدُّهْنِ أَو طَلَيتُه .
" عَلَى بَلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه وتَقُولُ : هذِه النخْلَةُ تُرامِق بعِرقٍ أَي : لا تَحْيَا ولا تَمُوتُ . ويُقال : رامَقَ الأمْرَ مُرامَقَةً : إِذا لَمْ يُبْرِمْه قالَ العَجّاجُ : .
" والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا .
" يُضْوِيكَ ما لَم تَجْنِ مِنْه مُنْضَجَا والرِّماقُ ككِتاب : النِّفاقُ ومنه حَدِيثُ طَهْفَةَ : " ما لَمْ تضْمِرُوا الرِّماقَ " وهو قريبٌ من معْنَى المُداراةِ لأَنَّ المُنافِقَ مُدارٍ بالكَذِبِ حَكاه الهَرَوِى في الغَرِيبَيْنِ وقد تَقَدَّم أَنّه يُرْوَى أيضاً : " بالرِّفاقِ " بالفاءَ . والرِّماقُ أَيضاً : مَصْدَرُ رامَقَهُ وهو أَنْ تَنْظُرَ إِليه نَظَراً شَزْرًا نَظَرَ العَداوَةِ . والرِّماقُ من العَيْشِ : الضيِّقُ وهذا قد تّقَدَّمَ فهو تكرارٌ ولَعَلّهُ إِنّما أَعادَهٌ ثانِياً للإِشارَةِ إِلى تَفْسِيرِ حَدِيثِ طَهْفَةَ على قَوْلِ بعْضٍ والمَعْنَى : مالم تَضِقْ قُلوبُكُم عن الحَقِّ .
وارْماقَّ هُزالاً : هَلَكَ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ارْماقَّتْ غَنَمُه : إذا هَلَكَتْ هُزالاً . وقالَ غَيْره : ارْماقَّ الحَبْلُ أَي : ضَعُفَ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : رَجُلٌ رامِقٌ أَي : ذُو رَمَقٍ قال : .
" كأَنَّهم من رامِقٍ ومُقْصَدِ .
" أَعْجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَقَهُ : أمْسَكَ رَمَقَه وفمْ يَرْمُقُونَه بشَيْءٍ أَي : قَدْر ما يُمْسِكُ رَمَقَهُ . والمُرامِقُ : الَّذِي بآخِرِ رَمَقٍ . وفُلانٌ يُرامِقُ عَيْشَه : إذا كان يُدارِيهِ . ورَمَّقَهُ تَرْمِيقاً : نَظَر نَظَرًا طَوِيلاً شَزْراً . ورَمَقَهُ رَمْقاً ورامَقَهُ : نَظَرَ إليه . ورَمَقْتُه ببَصَرِي ورامَقْتُه : إذا أَتْبَعْتَه بَصَرَكَ تَتَعَهدُهُ وتَنْظُرُ إليه وتَرْقُبُه . ورَمَّقَ تَرْمِيقاً : أدَامَ النَّظَر مثل : رَنَّقَ . وارَمَّق الطّرِيقُ : إِذا طالَ وامْتَدَّ . والمُرمَق كمُحْمَرٍّ : الفاسِدُ من كُلَ شيءٍ . فائِدَة مهمة : قالَ أَبو سَعْدٍ السَّمْعانِي - في حَرفِ الرّاءَ من الأنْسابِ - : الرَّمَقِيّ مُحَرَّكَةً وفي آخِرِه قافٌ : نِسْبةُ شعَيْب بنِ شَعَيْبِ بنِ إِسْحاقَ الرمَقِيِّ يَرْوِىَ عن أَبِي المُغِيرَةِ عَبْدِ القُدُّوسِ بنِ الحَجّاج وعنه حَفْصُ بنُ عَمْروٍ الأَرْدَبِيلِيُّ قالَ الحافِظُ : وهذا وَهَمٌ وقد تَبعَ فيه ابنَ ماكُولاَ فإِنَّه ذَكَرَه هكذا أَيْضاً والعَجَبُ منهما كيفَ راجَ عَلَيْهما هذا وهو تَصْحِيفٌ قِيلَ : صَحَّفَه حَفْصُ بنُ عَمْرٍ والمَذْكُور ثم راجَ عَلَى ابْنِ الأَثِيرِ في مُخْتَصَرِه وكذا راجَ هذا الوَهْمُ على أَبِي مُحَمَّدٍ الرُّشاطِيِّ فنَقَل كَلامَ الأَمِيرِ بعَقِبِه وزاد أَنّه مَنْسُوب إِلى الرمَقِ : ما بينَ نَهاوَنْدَ وهَمَذانَ انْتَهى . والمَذْكُورُ إِنّما هُو دِمَشْقِيٌ من رِجالِ الشَّيْخَيْنِ وقد ذَكَرَهُ الحافِظُ بنُ عَساكِر في تارِيخِه على الصَّحِيح وتَبِعَهُ من صَنَّفَ في رِجالِ الكُتُبِ السِّتَّةِ والكَمالُ للهِ فإنَّ الأَّمرَ أَشْهَرُ فيه من أَنْ يَحْتاجَ إِلى إِقامَةِ دَلِيلٍ فتَأمَّلْ ذلك .
رنق .
رَنِقَ الماءُ كفَرِحَ اقْتصَرَ عليه الصّاغانِيُّ ونَصَرَ ذَكَرَهُ ابنُ سيدَه رَنْقاً ورَنَقاً بالتَّحرِيكِ ورُنُوقاً بالضَّمِّ ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ : كَدِرَ ومنه الحَدِيثُ : " ليسَ للشّارِبِ إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ " وقالَ زُهَيرُ ابنُ أبِي سُلْمىَ : .
شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِماً ... من ماءَ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقَا كتَرَنَّقَ فهو رَنِقٌ كعَدْلٍ وكَتِفٍ وجَبَلٍ واقْتَصَر الجَوْهرِي على الأوّلِ قالَ مِرْداسُ بنُ أُدَيةَ : .
مَخافَةَ أن يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأنْ يَشرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافي