والشُّعْبَتَان : أَكَمَةٌ لَهَا قَرْنَان نَاتِأَنِ مُرْتَفِعَان . قال شَيْخُنَا : وذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيت أَنَّهَا جُبَيْلاَتٌ بِشُعْبَة . قُلْت : وهو تكرَارٌ مَعَ مَا قَبْلَه . الفَقِيهُ التَّابِعِيّ الجَلِيلُ المَشْهُورُ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيل الشَّعْبِيُّ مِنْ شَعْبِ هَمْدَانَ . وقال الجَوْهَرِيُّ : إِلَى شَعْبِ وهو جَبَل ذِي شَعْبَيْن نَزَلَه حَسَّانُ بْن عَمْرو الحِمْيَرِيّ وَوَلَدُه وقد تقدم . وقال ابن دَرَسْتَوَيْه : إِنَّه إِلى شَعْبان حَيّ من اليَمَن لأَنهم انْقَطَعُوا عن حَيِّهم . وبالضم مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ الشُّعْبِيُّ نِسْبَةٌ إِلى جَدِّه شُعْبة . وبالكَسْرِ أَبو مَنْصُور عَبْدُ الله بن المُظَفَّرِ الشِّعْبِيُّ إِلى الشِّعب وهو مَوْضع عَن أَحْمَدَ بْنِ الحُسَيْنِ النَّهَاوَنْدِيّ وعنه عُمرُ بنُ مَكّيّ النَّهَاوَنْدِيّ مُحَدِّثُون . وفي الحَدِيث : مَا هَذِه الفُتْيا الَّتِي شَعَبْتَ بها النَاسَ أَي فَرَّقْتَهُم . والمُخَاطَبُ بِهَذَا القَوْل ابنُ عَبَّاس في تَحلِيلِ المُتْعَة . والمُخَاطِبُ لَهُ بذَلِك رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْم . والشُّعْبَةُ : الرُّؤبَةُ ؛ وهي قِطْعَةٌ يُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ . يقال : قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ أَي شُعِبَتْ في مَوَاضِعَ مِنْها شُدِّد لِلْكَثْرَة . وفي المَثَل : شَغَلَتْ شِعَابِي جَدْوَاي أَي شَغَلَت كثرةُ المَئونَةِ عَطَائِي عَنِ النَّاسِ . والعَرَب تَقُولُ : أَبِي لَكَ وشَعْبِي . مَعْنَاه فَدَيْتُك . قال : قَالَتْ رأَيتُ رَجُلاً - شَعْبِي لَكْ - مُرَجَّلاً حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ معناه : رأَيْتُ - فَدَيْتُك - شَبَّهْتُه إِيَّاك .
شعصب .
الشَّعْصَبُ كجَعْفَرٍ : العَاسِي . قد شَعْصَبَ الشَّيْخُ إِذَا عَسَا وذلك إِذَا كَبِر وشَاخَ ويَبِسَتْ أَعْضَاؤه .
شعنب .
الشَّعْنَبَةُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال النَّضْر بْنُ شُمَيْل : هُوَ أَن يَسْتَقِيمَ قَرْنُ الكَبْشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِه قِبَل بكَسْرٍ فَفَتْح أُذُنِه . قَالَ : يُقَالُ : إِنَّهُ أَي التَّيْس لمُشَعْنَبُ القَرْنِ أَي لَمُلْتَوِيه حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّه حَلْقَة ومثله : إِنه مُعَنْكَبُ القَرْن قاله الأَزْهَرِي . والمُشَعنِب أَيْضاً : المُسْتَقِيمُ . قال النَّضْرُ في مُشَعنِبِ القَرْن : بالعَيْنِ والغَيْن . تُكْسَرُ نُونُه وتُفْتَح .
شغب .
الشَّغْبُ بالتَّسْكين ويُحَرَّك وهو لغَةٌ وقِيل : لاَ . ونَسَبها ابن الأَثِير للعَامَّة . وقال الحَرِيريّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ . ويَقُولُون فِيهِ شَغَب بفتح الغَيْن فيوهَمُون فِيهِ كما وَهِمَ بعضُ المُحْدَثِين في قوله : .
" شَغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بالشَّغَبِ والصَواب فيه شَغْب بإِسْكَانِ الغَيْن . واعتراضَ عَلَيْه ابنُ بَرِّيّ في حَوَاشِي الدُّرَّةِ وقال : إِن قولَهم شَغَبٌ بفتح الغين صَحِيح وَارِد نَقَلَه ابنُ دُرَيْد . قال شيخنا : وحكاه ابنُ جِنِّي في المُحْتَسِب والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس وهو تَهْيِيجُ الشَّرِّ والفِتْنَةِ والخِصَامِ والشَّغْبُ : الخِلاَف قاله الباهِلِيّ كالتَّشْغِيبِ . شَغْبٌ على مَا فِي الوَفيَات لابْن خِلَّكان . وفي المَرَاصِدِ : شَغْبٌ : بِبِلاَد عُذْرَة وقيل : قرية بها مِنْبَرٌ وسُوقٌ وقيل : بَيْن المَدِينة وأَيْلَة . وقيل : هي قَرْيَة خَلْفَ وَادِي القُرَى . وقال ابن منظور : شَغْب : بَيْن المَدِينَة والشَّام . وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنَّه كَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ وبَدَا . هما مَوْضِعَان في الشَّام وبِهِ كَانَ مُقَام علِيّ بْنِ عبد الله بن عَبَّاسِ وأَوْلاَدِه إِلَى أَنْ وَصَلَت إِلَيْهِم الخِلاَفَة وهو بِسُكُونِ الغَيْن انْتَهَى . وقيلَ : هُما وَادِيَان واسْتَدَلَّ بقَوْل كُثَيِّر : .
وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ شَغْباً إِلى بَدَا ... إِلَيَّ وأَوْطَانِي بِلاَدٌ سِواهُمَا .
إِذا ذَرَفَتْ عَيْنَاي أَعْتَلُّ بالقَذَى ... وعَزَّةُ لَوْ يَدْرِي الطَّبِيبُ قَذَاهُمَا .
حَلَلْتِ بِهَذَا حَلَّةً ثم حَلَّةً ... بِهَذَا قَطَابَ الوَادِيَانِ كِلاَهُمَا