والرَّقَّةُ أَيضاً : د بقُوهِسْتانَ . والرَّقَّةُ : موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ صُغْرَى وكُبْرَى . والرَّقتانِ : الرَّقَّةُ والرَّافِقَة قال شَيْخُنا : وقد مَر له في " رفق " أنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ وكلامُه هنا كالمُنافي لذلِك فتَأَمَّل . قلتُ : لا مُنافاةَ والصَّحِيحُ أنَّهما بَلْدَتانِ لا واحِدَةٌ كما صَرَّحَ به بن الأثِيرِ واليَعْقُوبِي وابنُ السَّمعانِي وتَقَدمَت الإِشارَةُ إليه .
والرِّقةُ بالكَسْرِ : الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيث : " اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ فإنَّها رَحْمَةٌ " يُقالُ : رَقَّ لَه قَلْبُه وفي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ : " مَن رَقَّ لوالِدَيْهِ ألْقَى اللهُ عليه مَحَبَّتَه " وقد رَقَقْتُ له أَرقُِّ أي : رَحمْتُه . والرِّقَّةُ : الاسْتِحْياءُ يُقّال : رَقَّ وَجْهُه : اسْتَحْيا وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : .
إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيَئةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم تَرقَّ عُيونُها أَي : لم تَسْتَحْيَ . والرقَّةُ أيضاً : الدِّقَّةُ ومنه حَدِيثُ عُثمانَ - رضِيَ اللهُ عنه - : " الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عَظْمي فاقْبِضني إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ ولا مَلُومٍ ورِقةُ القَلْبِ مِنْ هذا . وقال المَناويُّ في التوْقِيفِ : الرِّقةُ كالدِّقَّةِ لكنَّ الدِّفةَ يُقالُ : اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءَ والرِّقَّة : اعْتِّباراً بعُمْقِه فمَتَى كانَت الدِّقَّة في جِسم يُضادُّها الصَّفاقَةُ نحو : ثَوْبٌ رَقِيق وصّفِبقٌ ومتى كانت في نَفْسٍ يُضادُّها الجَفوةُ والقَسْوَةُ يقال : زَيْدٌ رَقِيقُ القَلْبِ وقاسيه . وقد رَقَّ الشّيءُ يَرِقُ رِقَّةً فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ كغُرابٍ وهي رَقِيقَةٌ ورُقاقَةٌ قال : .
" من ناقَةٍ خَوّارَةِ رَقِيقَهْ .
" تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ ويُشَدَّدُ كرُمانٍ . ويُقال : مَشَى البَعِيرُ مَشياً رُقاقاً كغُرابٍ : إذا رَقّقَ المَشيَ أَي : مَشَى مَشْياً سهَلاً وهو مَجازٌ قال ذُو الرِّمةِ : .
باقِ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وإن تخْرُقْ به يَخِدِ والرَّقاقُ كسَحابٍ : الصَّحْراءُ المُتَّسِعَة اللِّيِّنَةُ التُّرابِ . وقِيلَ : والأَرْضُ السّهْلَسةُ المُنبَسِطَة المُسْتَوِيَة اللَّيِّنَةُ الترابِ تحْتَهُ صَلابَةٌ وأنْشَد بنُ بَرِّيٍّ - لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنصارِيِّ - : .
رَقْاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمُ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كما تَضْطرِمُ النّارُ فيَثُور عُثانُها . أَو هي : ما نَضَبَ عنها الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمًّ كالرَّقَّةِ بالفَتح كما تَقَدّم . أَو هي : اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ - رضيَ اللهُ عنه - : .
ورَقاقٍ عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحريقِِ الحَبشِييِّنَ الزُّجلْ وزادَ الأصمَعِيُّ : من غَيْر رَمْلٍ وأَنْشَدَ للراجِز : .
" ذَارِى الرَّقاقِ واثِب الجَراثمِ أَي : يَذْرُو في الرَّقاق ويَثِبُ في الجَراثِيم من الرّمْلِ كالرُّقِّ بالكَسْرِ والضَّمِّ الكَسْرُ عن الأَصْمَعِي والرَّقّقُ مُحَركَةً ومن الأخِيرِ قَؤلُ رُؤْبَةَ : .
" كأنًّها وَهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ .
" من ذَرْوها شِبْراقُ شَدّ ذِي عَمَقْ