الترياق بالكسرة دواء مركب من أجزاء كثيرة ويطلق على ماله زهرية ونفع عظيم سريع وهو الآن يطلق على العادي الذي اخترعه ماغنيس الحكيم وتممه أندروماخس القديم بعد ألف ومائة وخمسين سنة بزيادة لحوم الأفاعي فيه وبها كمل الغرض وهو مسميه بهذا الاسم لأنه نافع من لدغ الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء بالكسر ونافع أيضاً من الأدوية المشروبة السمية وهي باليونانية قا آ ممدودة ثم خفف وعرب ويقال بالدال أيضاً بدل التاء وفي العباب الترياق دواء السموم فارسي مركب وقال غيره : لغة في الدرياق وفي حديث ابن عمر : ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقاً إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر وهي حرام نجسة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به وقيل الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله وفي الحديث إن في عجوة العالية ترياقاً وهو طفل إلى ستة أشهر ثم مترعرع إلى عشرين سنة في البلاد الحارة وعشرين في غيرها ثم يقف عشراً فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير كبعض المعاجين كما في نص القانون للرئيس وقال الحكيم داود وممن زاد فيه من الحُكماءِ : أُقْلِيدِس وفلاغُورس وفرافيلس وساغورس ومارينوس حتى جاءَ جالِينوسَ فغير فيه أَوْزاناً وخالَفَ أَوْضاعاً وكان الشيخُ الرَّئِيسُ يَقُول : إِن جالِينُوسَ أَفْسَدَه وأَما عَدَدُ مُفْرَداتهِ فنِهايَتُها تِسْعُون وأَقَلّها أَربع وسِتُّون ويَضْمَحِلُّ الخلافُ بعد مُفرداتِ الأَقراص وعَدَمه وقِيل : إِنَّ النِّهايَةَ سِت وتِسْعُون .
قلتُ : وقد سَرَدَهُم الرَّئِيسُ في القانون بأَبْسَطِ عبارَةٍ وأَوْضَح إِشارَةٍ وذَكَر الاخْتِلافَ في عُمُرِه وخَواصِّ فمن أَرادَ ذلِكَ فليُراجِعْ كُتُبَ الرَّئِيسِ فإِنِّ فيها مَقْنَعاً للطالبِ واللهُ أَعلمُ .
وتِرْياقُ : ة بهراةَ مِنْها : أَبو نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحَّمدِ بن ثُمامَةَ التِّرْياقِيُّ عن أَبِي محَّمدٍ عبدِ الجَباّرِ بنِ محمّدِ الجَرّاحِيِّ المَرْوَزِيِّ وعنه أَبو الفتحِ عبدُ المَلِكِ بن عَبْدِ الله الكَرُوخِيّ في مُسْنَدِ صَحِيح مُسْلم . وأَمّا لسَلامَةُ بنُ ناهِضٍ التِّرْياقِيُّ المَقدسي فإِنه إِلى عَمَلِ التِّرْياقِ المَعْجُونِ المَشْهُورِ رَوَى عنه أَبُو القاسم الطَّبَرانيُّ . والترْياقُ : فرَسٌ كانَ للخَزْرَخِ قالَ إِبراهيمُ بنُ بشيرٍ الأنْصارِيّ : .
بَيْن القَتادِيّ والترْياقِ نِسْبَتُها ... جَرْداءُ مَعْرُوقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ والترْياقُ : الخَمرُ كالترْياقَةِ هكَذا كانَت العَرَبُ تُسَمِّيها لأَنَّها فِيما يزْعُمون تَذْهَبُ بالهَمِّ كما في الصِّحاحِ وفي العُبابِ : دَواء للهُمُومِ . قلتُ : ولِذا تسمى أَيضاً صابُونَ الهموم ومنه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ : .
سقَتْنِي بصَهْباءَ تِرْياقةٍ ... مَتى ماتلَيِّنْ عِظامِى تَلِنْ ويُرْوَى دِرْياقَةٍ وسيأْتي . والتَّرْقُوَةُ بالفَتْح ولا تُضَمُّ تاؤُه كما في الصِّحاح : العُظَيْمُ الَّذِي بينَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ وهما تَرْقُوَتانِ تكونُ للناسِ وغيرِهم ج : التراقِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ في صِفَة قَطاةِ : .
قرَت نطْفَةً بينَ التَّراقِي كأَنَّها ... لَدَى سَفَطٍ بينَ الجَوانح مُقْفَلِ وقالَ الفراءُ : قالَ بعضُهُم : التَّرايِقُ : التراقِي وأَنْشدَ يَعْقُوبُ : .
هُمُ أَوْرَدُوكَ المَوْتَ حِينَ أتَيْتَهَم ... وجاشَتْ إِليكَ النَّفْسُ بينَ الترايِقِ وَزْنُه : فَعْلُوَةٌ بالفتح لقَوْلهم ترْقَيْتُه تَرْقاةً أَي : أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وقد أَعادَ المُصَنِّفُ التَرْقوَةَ أَيضاً في المُعْتَلِّ بالواو أَصَالَةً وفي قرن استِطْراداً فتأمل .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الترَقُ محرَّكَةً : شَبِيهٌ بالدَّرَج قالَ الأَعشىَ : .
ومارِدٌ من غُواةِ الجنِّ يحْرسُها ... ذُو نِيقَهٍ مُسْتَعِد دُونَها تَرَقَا دُونها : يعني دُونَ الدرَّةِ . ويُقال : بَلَغَت الروح التَّراقِيَ : إِذا شارَفَ المَوْتَ .
ت - ر - ن - ق