وإِنَّما قِيلَ له : الأَبْلَقُ لأَنَّهُ كان في بِنائِه بياضٌ وحُمْرَة وقِيلَ : لأَنه بني من حِجارَة مُخْتَلفةِ الألْوان وقَصدَتْهُ الزَّباّءُ مَلِكَة الجَزِيرَةِ فعَجَزَت عنه وعن مارِدٍ : حِصْنٍ آخرَ تَقَدَّم ذِكْرُه فقالَتْ : تَمَرَدَ مارِدٌ وعَزَ الأَبلقُ فسَيرَتْهُ مثلاً . وبَلْقاءُ : د بالشّام وفي سيرَةِ الشّاميّ أَنَّها مَقْصورة وَعليه فتُكْتَب بالياءِ ووقع في نُورِ النَبْراسِ أَنَّها بالمَدِّ وعليه فترْسمُ بالأًلِفِ وبَعدَها همزة .
قلتُ : والقولُ الأَخِيرُ هو الصوابُ وهي : كُورةٌ مشتملةٌ على قُرى كَثِيرَة ومَزارِع واسِعَةٍ وأَنشَدَ ابنُ بريّ لحَسّان : .
انْظُرْ خَلِيلِي ببابِ جِلِّقَ هَل ... تُؤْنِسُ دُونَ البَلقاءَ من أحَدِ ؟ وبلقاءُ : ماءٌ لبَنِي أَبِي بَكرٍ وبَنِي قُرَيْطٍ وكذلك بُلَيْق وقد تقَدم . والبَلْقاءُ : فَرَس للأَحْوَصَ بنِ جَعْفَر وأخْرَى لعَيْزارَةَ هكَذا في النُّسَخ والصّوابُ - كما في التَّكْمِلَةِ - : لابنِ عَيْزارَةَ وهو قَيْسُ بنُ عَيْزارَةَ الهُذَلِيُّ أحَدُ الشُّعَراءَ . والبَلُّوقَةُ كعَجورَةٍ ويضَمُّ نَقَلَهُما أَبو عَمْرو وقالَ : هي المَفازَة وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : رُبما قالُوا : بُلوقَةٌ بالضمِ والفتح أَكثرُ وهي : الأَرْض المُسْتوِيَةُ اللَّيَنة قال الأَصْمَعِيّ : أَو الرَّمْلَةُ الَّتِي لا تُنبِتُ إِلاّ الرُّخامَي والثِّيران تُولعُ به وتحفِرُ أصولَه فتأكل عروقاً فيه قال ذو الرمةِ يصف ثوْراً : .
يرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسترَادَهُ ... ببَلُّوقَةٍ إلا كثِيرَ المَحَافِرِ أَراد أَنه يستثيرُ الرُّخامي وهي البُقْعَةُ الَّتِي ليسَ بها شَجَرٌ ولا يُنْبِتُ شَيْئاً البَتَّةً وقِيلَ : هي قَفرٌ من الأَرْضِ لا يَسْكُنُها إِلاّ الجِنّ وقال أَبو عُبَيْدٍ : السَّبارِيتُ : الأَرَضُونَ التي لا شيء فِيها وكذلِكَ البَلالِيقُ والمَوامِي وقالَ أَبو خَيرَةَ : البَلُّوقَةُ : مكانٌ صُلْب بينَ الرِّمالِ كأَنَّه مَكْنُوسٌ تَزْعُم الأعْرابُ أَنه مَساكِنُ الجِنِّ وقالَ الفرّاءُ : البَلُّوقَةُ : أَرْضٌ واسِعَةٌ مُخْصِبَة لا يُشارِكُكَ فِيها أَحَدٌ يُقال : ترَكْتهم في بَلوقَةٍ منَ الأَرْضَ . كالبَلُّوق كتنورٍ ج : بَلالِيقُ قالَ الأسود بنُ جعفر : .
" ... ثمَّ ارْتعَينَ البَلالِقَا والبَلوقَةُ : ع بناحِيَةِ البَحْرَيْنِ فوق كاظمَةَ قالَ ابنُ دُرَيدٍ : يَزْعُمُونَ أَنه من مَساكِنِ الجِنِّ وقد جَمَعَها . هكَذا في النُّسَخ وكأَنَّه نَظَر إِلى لَفظِ البَلُّوقَة لا المَوْضِع عُمارَةُ بنُ طارِقٍ ويُقالُ : عُمارَةُ بنُ أَرْطاةَ - عَلىَ بَلالِقَ فقالَ : .
" فوَرَدَتْ من أَيْمَنِ البَلالِقِ ويُرْوَى : البلائِقِ . وبلِقَ الرَّجُلُ كفرح : إذا تَحَيرَ ودَهِشَ . وبلَقَ كنَصَر بُلُوقاً أي : أَسْرَعَ عن ابن عَباّدِ . قالَ : وبَلَقَ السَّيل الأَحْجارَ : إِذا جَحَفَها ونَصُّ المُحيطِ : اجْتَحَفَها . وبلَقَ البابَ : فتَحَهَ كُلّهُ يَبْلُقُه بَلْقاً وقِيلَ : مَرَّ زَيْدُ بنُ كُثْوَةَ بقَوْم فقالُوا : مِنْ أَينَ . فقالَ : أتَيْتُ بنِي فُلانٍ في وَلِيمَةٍ فبُلِقَ البابُ فانْدَمَقَ فيه سرعانُ الناس فانْدَمَقْتُ فيه فدُلِظَ في صَدْرِي وكانَ دَخَلَ البَصْرَةَ فصادَفَ قَوْماً يَدْخُلُونَ دار العرس فأَراد أَنْ يَدْخُلَ . أَو : فَتَحَهُ فَتْحاً شَدِيداً كأَبلَقَه فانبَلَقَ نَقلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَد رَجُل من الشرُّاةِ : .
سوْداءُ حالِكَةٌ أَلْقَتْ مَراسِيَها ... فالحِصْنُ مُنْثَلِمٌ والباب مُنْبلِقُ وقِيلَ : بَلَقَ البابَ : إِذا أَغْلَقَه قال ابنُ فارس : هذا هو الصَّحِيحُ عندِي فهُو ضِد . وقالَ أَبو عَمرو : بَلق الجارِيَة بَلْقاً : فَتَحَ كُعْبَتَها أَي : افْتَضَّها وأَزالَ عُذْرَتَها قال : أَنْشَدَنِي فتىً من الحي : .
" رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ .
" قَدْ كانَ مَخْتُوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ