قالَ ابنُ فارِسٍ : أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّ هذا شِعْرٌ صَنَعَه أبو عبيْدةَ وفي التَّهْذِيبِ : أبْسَقَت النَّاقَةُ : إِذا أَنْزَلَت اللَّبَن قَبْلَ الوِلادَةِ بشَهْرٍ أَو أَكْثَر فتُحْلَبُ قالَ : ورُبما أبْسَقَتْ وليسَتْ بحامِلٍ فأَنْزَلَت اللَّبَنَ قالَ : وسَمِعْت أَنَّ الجارِيَةَ تُبْسقُ وهي بِكْرٌ يَصيرُ في ثَدْيها لَبَنٌ وقال اليَزِيدِي : أَبسَقَتِ النَّاقَةُ وأبْزَقَت : إِذا أَنزَلَت اللَّبَنَ وقالَ الأصْمَعِيُّ : إِذا أشْرَفَ ضَرع الناّقَةِ ووَقَع فيه اللَّبَنُ فهي مُضْرِعٌ فإِذا وَقَع فيه اللِّبَأ قبلَ النًّتاجِ فهي مُبْسِق . ومن المَجازِ قولُهم : لا تُبَسِّق علَيْنا تَبْسِيقاً أَي : لا تُطَوِّلْ وفي المُحِيط : لا تُطَوِّلْ عَلَيْنا .
ومما يسْتَدْرَكُ عليه : بَسَقَ الشَّيءُ بُسُوقاً : تَمَّ طوله . وبَواسِقُ السَّحابَةِ : ما اسْتَطالَ من فُروعِها ومنه حَدِيثُ قُس : من بواسِقِ أقْحُوَان وقال أبو حَنِيفَةَ : بواسِق السَّحابِ : أَوائِلُه . والتَبَسُّقُ : التَّطَوُّل والثِّقَلُ وبه فُسِّر حديثُ ابنِ الزُّبيرِ وارْجَحَنَّ بعدَ تَبَسقٍ . وبُساقَةُ القَمَرِ بالضمِّ : حَجَر أبيض صافٍ يتَلألأ والصِّادُ لُغةٌ فيه . وناقَةٌ بَسُوقٌ ومِبْساقٌ كالشّاةِ . وبَسَقَت الشَّمْسُ : بَزَقَتْ كذا في القوْلِ المأنوسِ .
ب - ش - ق .
بَشقَه بالعَصَا كسمع وضَرَب أَهْمَلَه الجَوهَرِي وفي نوادِرَ الأَعْرابِ : أَي : ضَرَبه وكَذلِك فشَخه . وبَشقَ فلان : إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ عن ابنِ عَبادٍ . وفي حَدِيث الاستِسقاءَ من كتابِ صَحِيح البُخارِيِّ في بابِ رَفْع الناس أَيْدِيَهم مع الإِمام : فأَتَى الرَّجُل إِلى رَسول الله صلَّى اللهُ عليه وسَلّمَ فقال : يا رسولَ الله بَشقَ المُسافِرُ ومنِعَ الطَّرِيقُ قِيلَ : مَعْناه أَي : تَأخَّرَ ولم يَتقَدَّم قيل : أَي : حُبسَ أَو مل أَو ضعفَ أَو عجز عن السفَرِ لكَثرةِ المَطَرِ كعَجز الباشق عن الطَّيرانِ في المَطَر أَو لِعَجْزِه عن الصَّيدِ فإِنَّه ينفر ولا يصِيد وقال أَبو عَبْد الله البُخارِيُّ : أَي : انسَدَّ أَو بشِقَ ليس بشيْءٍ والصوابُ : لَشقَ باللام والشين كذا في النّسُخ ولم يَذكُرْهَ في موضعِه وليس هو في العبابِ فهو تَصحِيفٌ والذي يَظْهَر أنه بالسِّينِ المُهمَلة واللُّسُوق هو اللصُوقُ سيأتِي أَو لَثقَ بالَلام والمثَلَثة من اللَّثق وهو الوَحَلُ وهكذا ضَبَطَه الخَطّابِي قالَ : وكذا هو في رِواية عائِشَةَ قالَ : أَو مَشَقَ بالميم والمعنى : صارَ مزَلَّةً وزَلَقاً والمِيم والباءُ متقارِبان وقالَ غيرُه : وحائز أَن يكونَ نَشِقَ النُّون من قَوْلِهم : نشقَ الظَّبْيُ في الحِبالَةِ : إِذا عَلِقَ فيها . والباشقُ كهاجَرَ : اسم طائِر أَعْجَميّ مُعَرب باشَهْ ورَوَى السيوطي في دِيوانِ الحَيوان كَسْرَ الشين أَيضاً وسيأتِي للمُصَنفِ في وشق أَنَّ الواشِقَ لغةٌ فيه وهو طائر حارّ المِزاج قَوِي الزَّعارَّةِ قَوِيُّ النفس كَثِيرُ الشبَق يأْنس وَقْتاً ويستوحش وقتاً خفيف المحمل ظريف الشمائل وقال أبو حاتم في كتاب الطَّيْرِ : البازِيُّ والصَّقْرُ والشّاهِينُ والزُّرَّقُ واليُؤْيُؤ والباشِقُ كُلُّ هؤُلاءَ : صُقُور .
وبشقُ محَرَّكةً : ة بجرجانَ . وابشاقُ : ة بمصْرَ بالصَّعيدِ الأَدْنَى من كُورَةِ البَهْنَسا ويَشْتَبِه بإِنْشاقَ بالنون وهي قريةٌ أُخرَى يأتي ذِكْرُها في محلها .
ومما يسْتَدرك عليه : بَشِقَ كَفرِحَ : أَسْرَع مثل بَشكَ عن ابْن دُريد . وبَشَقتُ الثَّوْبَ وبَشكته : إِذا قَطَعْتَه في خِفَّة وبه فَسَّرَ بعضٌ لَفْظَ الحَدِيث المُتَقَدًّم والمَعْنى : أَي قُطِع المسافرُ . ورَجلٌ بَشِقٌ : إِذا كانَ يَدْخُلُ في أمُورٍ لا يكادُ يخلصُ منها .
ب - ش - ب - ق .
ومما يُسْتَدْرك عليه : بَشْبَق كجَعْفَرٍ بشينٍ بين مُوحَّدَتينِ : قريةٌ بمَرْوَ منها أَبو الحَسنِ عليُّ بن محمَّدِ بنِ العَباّسِ بنِ الحَسَنِ زاهِدٌ صالِحٌ رَوَى عنه أَبو سَعْدٍ السَّمْعانِيُّ توفي سنة 544 ، وقد جاوَزَ المِئَةَ .
ب - ش - ت - ن - ق