وليسَ في فَصِيِح الكَلامِ أَوْقَفَ إلاّ لِهذَا المَعْنَى ونَصُّ الجَوْهَريِّ : وليسَ في الكَلامِ أَوْقَفْتُ إِلا حَرْفٌ واحِدٌ . قلتُ : ولا يَرِدُ عليه ما ذَكَرَه أَوّلاً مِن أَوْقَفَه بمعنى أَقامَهُ ؛ فإنَّه مُخَرَّجٌ على قولِ من قالَ : وَقَفَ وأَوْقَفَ سَواءٌ وهو يَذْكُرُ الفَصِيحَ وغيرَ الفَصيحِ جَمْعاً للشَّواردِ كما هو عادتَهُ . ووَقَّفَها تَوْقِيفاً فهِيَ مُوَقَّفَةٌ : جَعَلَ في يَدَيْها الوَقْفَ أَي : السِّوارَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ووَقَّفَت المَرْأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاءِ تَوْقِيفاً : نَقَطَتْهُما نَقْطاً . والمُوَقَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ : الأَبْرَشُ أَعْلَى الأُذُنَيْنِ كأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَياضٍ ولَوْنُ سائرِهِ ما كانَ كما في العُبابِ واللِّسانِ . وقال الِّلحْيانِيُّ : المُوَقَّفُ من الحُمُرِ : ما كُوِيَتْ ذِراعاهُ كَيّاً مُسْتَدِيراً وأنشَدَ : .
كَوَيْنَا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقَّفْنَا هُدَيْبَةَ إذْ أَتانَا ومِنَ الأرْوَى والثِّيرانِ : ما فِي يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وفي نُسَخٍ : تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه . وفي اللِّسانِ : التَّوْقِيفُ : البَياضُ مع السَّوادِ ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ تَوْقِيفاً وهو شِيَتُها ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ : في قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ قال الشَّمّاخُ : .
وما أَروْىَ وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَهٍ حَرُونِ أَراد بالمُوَقَّفَةِ أُرْوِيَّةً في يَدَيْها حُمْرَةٌ تخاِلفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها ويُقالُ أيضاً : ثَوْرٌ مُوَقَّفٌ قال العَجّاجُ : .
" كأَنَّ تَحْتِي ناشِطاً مُجَأّفَا .
" مُذَرَّعاً بوَشْيِه مُوَقَّفَا واسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَيْب التَّوْقِيفَ في العُقابِ فقالَ : .
مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ والذُّنابَي ... كأَنَّ سَراتَها الَّلبَنُ الحَلِيبُ وقالَ اللَّيْثُ : التَّوْقِيفُ في قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ : خُطُوطٌ سُودٌ . والمُوَقَّفُ مِنّا : هو المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ الذي أَصابَتْه البَلايَا قالَه الِلحْيانِيُّ ونقَلَه ابنُ عَبّادٍ أيضاً . والمُوَقَّفُ : من القِداحِ : ما يُفاضُ بِه في المَيْسِرِ عن ابن عَبّادٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : التَّوْقِيفُ أَنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكَذا في النُّسَخِ والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ في غِراءٍ من دِماءِ الظَّباءِ فيَجِئْنَ سُوداً ثمَّ يُغْلي على الغِراءِ بصَدَإِ أَطْرَافِ النَّبْلِ فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقاً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا في النُّسَخِ وصوابُه : للتُّرْسِ وَقْفاً وقد ذُكِرَ مَعْناه كما في العُبابِ . والتَّوْقِيفُ : أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَلَه واقِياً لا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ وقالَ أبو زَيْدٍ : التَّوْقِيفُ في الحَدِيثِ : تَبْيِيُنه وقد وَقَّفْتُه وبَيَّنْتُه كلاهُما بمَعْنىً وهو مَجازٌ . والتَّوْقِيفُ في الشَّرْع كالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِيُّ . قال : والتَّوْقِيفُ في الحَجِّ : وُقُوُفُ النّاسِ في المَواقِفِ وفي الصِّحاحِ بالمَواقِفِ . والتَّوْقِيفُ في الجَيْشِ : أَنْ يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وبه فسُرِّ َقولُ جَمِيلِ بنِ مَعْمَرٍ العُذْرِيِّ : .
" تَرَى النّاسَ ما سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَناوإنْ نَحْنُ أَوْمَاْنَا إلىَ النّاسِ وَقَّفُوا