وفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه - اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه وفي حَدِيثِ جَابِر : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة . الرَّبِيعُ : النهر . الشُّرَبَةُ : كُرْدُ الدَّبْرَة وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ . الشُّرَبَةُ : العَطَشُ . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَيْ عَطَشٌ قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُو شَرَبة إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ . وفي لسان العرب : الشُّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب . الشُّرَبَةُ شِدَّةُ الحَرِّ . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . والشَّوَارِبُ : عُرُوقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ المَاءَ وهي مَجَارِيه وقيل : هِي عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال : بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . وقيل : هي مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ أَوْدَاجِه حَيْث يُوَدِّجُ البَيْطَارُ وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شارِبٌ . وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ مِنْ هَذَا أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ . وفي الأَسَاس ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ الشَّوَارِبِ يُشَبَّه بالحِمَارِ انتهى . وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه أَراد مَجَارِيَ المَاءِ في العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ . والشَّوَارِبُ : مَا سَالًَ على الفَمِ من الشَّعَر . قال اللِّحْيَانِيُّ : وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِب قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ثم جُمِعَ عَلَى هَذَا . وقد طَرَّ شَارِب الغُلاَمِ وهُمَا شَارِبَانِ انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ الكِلاَبِيُّون : شَارِبَانِ باعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن والجَمْعُ شَوَارِب نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة : .
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي ... وكُنَّا وكَانَت لِلزَّمَانِ مَوَاهِبُ .
فَعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ ... وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ والشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرَه : ما طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب واحد . قَالَه بَعْضُهُم ولَيْسَ بِصَوَاب . من المَجَازِ : أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلاَنٍ كذَا في النُّسَخ . وفي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ فُلاَنَةَ أَي خَالَطَ قَلْبَه . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : وأُشْرِبُوا فِي قُلوبِهِمُ العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب ؛ لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج : معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْل مُقَامَه كما قَالَ الشَّاعِر : .
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلاَلَتُه كَأَبِي مَرْحَبِ