وقالَ ابنُ تَيْمِيَةَ في السِّياسَةِ الشَّرْعِيَةِ : أَشْرَفُ بيتٍ كان في قُرَيْش بَنُو مَخْزُومٍ وبَنُوُ عَبْدِ منافٍ . والنِّسْبَةُ إليه مَنافِىٌّ قال سِيبَوَيْهِ : وهُوَ مما وَقَعَتْ فيه الإضافَةُ إلى الثاني دُونَ الأَوّلِ ؛ لأَنَّه لو أُضِيفَ إلى الأَوّلِ لالْتَبَسَ قال الجوهريُّ : وكانَ القيِاسُ عَبْدِيُّ فعَدَلُوا عن القياسِ لإزالَةِ اللَّبْسِ بينَه وبَيْنَ المَنْسُوبِ إلى عَبْدِ القَيْسِ ونحوِه . ومَنُوفُ : ة بمِصْرَ زادَ الصاغانِيُّ القَدِيمَةِ . قلتُ : وهي من جَزِيرَةِ بني نَصْرٍ وعَمَل أَبْيار ويُقال لكُورَتِها الآنَ : المَنُوفيَّة لها ذِكْرٌ في فتُوُحِ مِصْر وقولُ الصّاغانِيّ القَدِيمَة يُوِهُم أَنّها هي مَنْفُ التي كانَتْ بقُرْبِ الفُسْطاطِ وخَرِبَتْ وليسَتْ هِيَ كما بَيَّناهُ في فصل الميم مع الفاء وعِباَرُة المُصَنِّفِ سالِمَة عن الوَهَمِ إلاَّ أنّها غيُر وافِيَةٍ بالمَقْصُودِ . وجَمَلٌ نِيافٌ وناقَةٌ نيِافٌ ككِتابٍ : أَي طَوِيلٌ وطَوِيلَةٌ في ارْتِفاعٍ كما في الصِّحاحِ وقالَ ابنُ بَرِّي : طَوِيلاَ السَّنامِ وأَنشَدَ لزِيادٍ المِلْقَطِيِّ : .
" والرَّحْلُ فَوْقَ ذاتِ نَوْفٍ خامِسِ والأَصْلُ نِوافٌ قُلِبَت الواوُ ياءً تَخْفِيفاً لا وُجُوباً أَلاَ تَرَى إلى صِحَّةِ خوِان وصِوان وصِوار على أَنه قد حُكِىَ صِيانٌ وصِيارٌ وذلِكَ عن تَخْفيِفٍ لا عن صَنْعَةٍ قالَهُ ابنُ جِنِّى وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ قلت : هو السَّرَنْدَي التّيْمِيُّ : .
" أَفْرِغْ لأَمْثالٍ مَعاً إِلافِ .
" يَتْبَعْنَ وَخْىَ عَيْهَلٍ نيِافِ وكَذلِكَ جَبَلٌ نيِافٌ وأَنشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ : .
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عَنْ قُذُفاتِه ... يَظَلُّ الضَّبابُِ فوقَه قَدْ تَعَصَّرَا قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نِيافاً مصدَراً جارِياً على فِعْلٍ مُقَدَّرٍ فيَجْرِي حِينَئذٍ مَجْرَى صِيامٍ وقِيامٍ ووَصَفَ به كما يُوصَفُ بالمصادِر . وبعضُهم يَقُولُ : جَمَلٌ نَيّافٌ كشَدّادٍ على فَيْعالٍ : إذا ارُتَفَع في سَيْرِه والأَصْلُ نَيْوافٌ وأنشَدَ : .
" يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحَى عُزَاهِلاَ قال الأَزْهَرِيُّ : رَواهُ غيُره يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى قال : وهو الصّحيِحُ وقال أَبو عَمْرٍو : والعُزاهِلُ : التّامُّ الخَلْقِ . والنَّيِّفُ ككَيِّسٍ وقد يُخَفَّفُ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ قاله الأَصْمَعِيُّ وقِيلَ : هو لَحْنٌ عندَ الفُصَحاءِ ونَسَبَهُ بعضٌ إلىَ العامَّةِ ونسَبَها الأَزْهرِيُّ إلى الرَّدَاَءِة : الزَّيادَةُ وأَصْلُه نَيْوِفٌ عَلَى فَيْعِلٍ يُقالُ : عَشَرَةٌ ونَيِّفٌ ومِائَةٌ ونَيِّفٌ وكُلُّ مازادَ علَىَ العَقْدِ فنَيِّفٌ إلى أَنْ يَبْلُغَ العَقْدَ الثّانِيَ وقالَ اللِّحْيانِيُّ : يُقال : عِشْرُوَن ونَيِّفٌ ومائَةٌ ونَيِّفٌ وأَلْفٌ ونَيِّفٌ ولا يُقال : نَيِّفٌ إلاّ بعدَ عَقْدٍ قال : وإنِّما قالَ : نَيِّفٌ ؛ لأَنَّه زائِدٌ على العَدَدِ الذي حَواهُ ذلِكَ العَقْدُ . والنَّيِّفُ : الفَضْلُ عن اللِّحْيانِيِّ وحَكَى الأَصْمَعِيُّ : ضَع النَّيِّفَ في مَوْضِعِه أَي : الفَضْلَ كذَا فِي المُحْكَمِ . والنَّيِّفُ : الإِحْسانُ وهو مَأْخُوذٌ من مَعْنَى الزَّيادَةِ والفَضْلِ . وقال أَبو العَبّاسِ : الذي حَصَّلْناه ن أَقاوِيلِ حُذّاقِ البَصْرِيِّينَ والكُوفِيِّينَ أَنَّ النَّيِّفَ : من واحِدَةٍ إلى ثَلاثٍ والبِضْعَ : من أَرْبَعٍ إلى تَسْعٍ . ونافَ الشّيْءُ يَنُوفُ نَوْفاً : ارْتَفَع وأَشْرَفَ . ونافَ يَنُوفُ : إذا طالَ وارْتَفَعَ . وأَنافَ علَىَ الشَّيْءِ : أَشْرَفَ وارْتَفَع ويُقالُ لكُلِّ مُشْرِفٍ على غَيْرِه : إنَّه لمُنِيفٌ وقد أَنافَ إنافَةً قالَ طَرَفَةُ يَصِفُ إبِلاً : .
وأَنافَتْ بِهَوادٍ تُلعٍ ... كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عَنْها القُشُرْ والمُنِيفُ : جَبَلٌ يَصُبُّ في مَسِيلِ مكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ سَحاباً : .
فَلّما رَأَى العَمْقَ قُدَّامَهُ ... ولَمَّا رَأَى عَمَراً والمُنِيفَا