في الحَدِيثِ أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ وغيرُه : إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظافَةَ قالَ شيخُنَا : تَكَلَّمَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ وابنُ العَرَبِيِّ في العارِضَةِ وغيُر واحدٍ وأَغْفَلَه المُصَنِّفُ ؛ لأَنَّ الشيخَ مُحْييِ الدِّينِ لم يَتَعَرَّضْ له بخِلافِ الدَّهْرِ من أَسْماءِ اللهِ تعالَى . قلتُ : وقالَ ابنُ الأَثير : نَظافَةُ اللهِ : كِنايَةٌ عَنْ تَنَزُّهِه عن سِماتِ الحَدَثِ وتَعالِيِه في ذاتِه عن كُلِّ نَقْصٍ . وحُبُّه للنَّظافَةِ من غيرِه : كِنايَةٌ عن خُلُوصِ العَقِيدَةِ ونَفْيِ الشِّرْكِ ومُجانَبَةِ الأَهْواءِ ثُمَّ نَظافَةِ القَلْبِ عن الغِلِّ والحِقْدِ والحَسَدِ وأَمْثالِها ثم نَظافَةِ المَطْعَمِ والمَلْبَسِ عن الحَرامِ والشُّبهِ ثم نَظافَةِ الظّاهِرِ بمُلابَسَةِ العِباداتِ ومنه الحَدِيثُ : نَظِّفُوا أَفْواهَكُم فإِنَّها طُرُقُ القُرْآنِ أي : صُونُوها عن اللَّغْوِ والفُحْشِ الغِيَبِة والنَّمِيمَةِ والكَذِبِ وأَمْثالِها وعن أَكْلِ الحَرامِ والقَاذُوراتِ وفيه الحَثُّ على تَطْهِيرِها من النَّجاساتِ والسِّواكِ انْتَهَى . والمِنْظَفَةُ بالكَسْرِ : سُمَّهَةٌ تُتَّخَذُ من الخُوصِ . ونَظَفَ الفَصِيلُ ما فِي ضَرْع أُمِّه وانْتَظَفَهُ : شَربَ جميعَ ما فيِه لغةٌ في الضّادِ وانْتَظَفْتُه أنا كذلِكَ . ورَجُلٌ نَظِيفُ الأَخْلاقِ : مُهَذَّبٌ وهو مَجازٌ . وهو يَتَنَظَّفُ أَي : يَتَنَزَّهُ من المَساويء وهو مَجازٌ أَيضاً . ورَشَأُ بنُ نَظِيفٍ : مُحَدِّثٌ .
ن - ع - ف .
النَّعْفُ بالفَتْحِ : ما انْحَدَرَ مِنْ حُزُونَةِ الجَبَلِ وارْتَفَعَ عن مُنْحَدَرِ الوادِي فَما بَيْنَهُما نَعْفٌ وسَرْوٌ وخَيْفٌ وليَس النَّعْفُ بالغَلِيظِ وقِيلَ : النَّعْفُ من الأَرْضِ : المَكانُ المُرْتَفِعُ في اعْتِراضٍ وقِيلَ : هو ما انْحَدَرَ عن السَّفْحِ وغَلُظًَ وكانَ فيه صُعُودٌ وهُبوطٌ وقِيلَ : هو ناحِيَةٌ من الجَبَلِ أو مِنْ رَأْسِه وقيلَ : ما انْحَدَرَعن غِلَظِ الجَبَلِ وارْتَفَعَ عن مَجْرَى السَّيْلِ . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : النَّعْفُ من الرَّمْلَةِ : مُقَدَّمُها وما اسْتَرَقَّ مِنْها قالَ ذُو الرُّمَّةِ : .
إلَى ابنِ العامِريِّ إلى بِلالٍ ... قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْلُقَةَ العِدالاَ يُريدُ ما اسْتَرَقَّ من رَمْلِه ج : نِعافٌ كحِبالٍ جَمْعُ حَبْلٍ قالَ المُتَنَخِّلُ : .
عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ فنِعافِ عِرْقٍ ... عَلاماتٍ كتَحْبيرِ النِّماطِ وأَنْعَفَ : جَلَسَ عَلَيْها عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : نِعافٌ نُعَّفٌ كرُكَّعٍ : تَأْكِيدٌ كما يُقالُ : قِفافٌ قُفَّفٌ وبطاحٌ بُطَّحٌ وأَعْوامٌ عُوَّمٌ قال العَجّاجُ : .
" وكانَ رَقْراقُ السَّرابِ فَوْلَفا .
" لِلْبِيدِ واعْرَوْرَي النِّعافَ النُّعَّفَا وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : النَّعْفَةُ : سَيْرُ النَّعْلِ الضّارِبُ ظَهْرِ القَدَمِ من قِبَلِ وَحْشِيِّها . والنَّعَفَةُ بالتَّحْرِيكِ : العُقْدَةُ الفاسِدَةُ في الَّلحْمِ . وفي الصِّحاحِ : النَّعَفَةُ : الجِلْدَةُ التي تُعَلَّقُ بآخِرَةِ الرَّحْلِ حكاهُ أبو عُبَيْدٍ وهي العَذَبَةُ والذُّوابَةُ أَيضاً ومنه حَديثُ عَطاءٍ : رأَيْتُ الأَسْوَدَ ابنَ يَزيدَ قد تَلَفَّفَ في قَطِيفَةٍ ثُمَّ عَقَدَ هُدْبَةَ القَطِيفَةِ بنَعَفَةِ الرَّحْلِ وهُو مُحْرِمٌ . أَو هي : فَضْلَةٌ من غِشاءِ الرَّحْلِ تُسَيَّرُ أَطْرافُها سُيُوراً فِهيَ تَخْفِقُ على آخِرَةِ الرَّحْلِ قاَلُه أَبو سَعِيدٍ السَّكَّريُّ ومنه قولُ ابن هَرْمَةَ : .
ما ذَبَّبَتْ ناقَةٌ براكِبِها ... يَوْماً فُضُولَ الأَنْساعِ والنَّعَفَهْ