شَرِبَ الماءَ وغيره كسَمِع يَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع وضَبَطَه شَيْخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه . ويُثَلَّثُ ومنه قَوْلُه تَعَالَى : فشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ بالوُجُوه الثَّلاَثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ : سَمْعْتُ ابْنَ جُرِيْحٍ يقرأُ : فَشَارِبُونَ شَرْبَ الهِيمِ فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك إِنَّمَا هِيَ شُرْبَ الهِيم . قَالَ الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . وفي حَدِيثِ أَيَّام التَّشْرِيقِ أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح وهُمَا بمَعْنىً والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو كذا في لِسَانِ العَرَب ومَشْرَباً بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً وأَنْشَد : .
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه ... خَصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي . وتَشْرَاباً بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْدِ إرَادَة التَّكْثِيرِ : جَرَعَ وَمِثْلُه في الأَسَاس وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في وَصْف سَحَاب : .
" شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ شَرِبْنِ بِمَعْنى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يَتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ . وفي حديثِ الإِفْكِ : لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قَلُوبُكم أَي سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ وأَشْرِبْتُه أَنَا إِذَا سُقِيتُه أَوِ الشَّرْبُ بالفَتْح بأَوِ المُنَوَّعَةِ لِلْخلاَف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا مَصْدَرٌ كالأَكْلِ والضَّرْب . وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ والاسْم الشِّرْبَةُ بالكسر عن اللِّحْيانيّ . الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ويَجْمِعُون عَلى الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ كالشُّرُوب بالضَّمِّ . قال ابن سيده : أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ وجَعَلَه ابن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب قَالَ : وَهُوَ خََطَأٌ قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمُه لجَهْلِه بالنَّحْوِ . قال الأَعْشَى : .
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو ... بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ وقوله أَنْشَدَه ثَعْلَب : .
يَحْسَبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا ... مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَا