ومنه حديثُ أُمِّ الدَّرْداءِ Bها : فيَجِيءُ وهو يُقَرْقِفُ فأَضُمُّه بينَ فَخِذَيَّ أَي يَرْتَعِدُ من البَرْدِ . وقالَ ابنُ عَبادٍ : القَرْقَفَةُ في هَدِيرِ الحَمامِ والفحْلِ والضَّحِكِ : الشِّدَّةُ . قلتُ : هو مِثْرُ القَرْقَرَةِ . وقالَ الفَراءُ : من نادِرِ كلامِهم : القرْقَفَنَّةُ بنونٍ مُشَدَّدةٍ : الكَمَرَةُ . والقَرْقَفَنَّةُ أيضاً : اسمُ طار يَمْسَحُ جَناحِيْهِ على عَيْني القُنْذُعِ أَي الدَّيُّوثِ فيَزْدادُ لِيناً وهذا قد جاءَ في حَدِيثِ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ : أَنَّ الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَغَرْ على أَهْلِه بَعَثَ اللهُ طائراً يُقالُ له : القَرْقَفَنَّةُ فيَقَعُ على مِشْرِيقِ بابهِ ولو رَأَى الرِّجالَ مع أَهْلِه لمْ يُبْصِرهُم ولم يُغَيِّرْ أَمْرَهُم وقد ذُكِرَ ذلِكَ فِي حَرْفِ العَيْنِ في مادة ق ن ذ ع .
ق - ش - ف .
القَشَفُ محرَّكَةً : قَذرُ الجِلْدِ عن اللَّيْثِ . وقالً غيرُه : القَشَفُ : رَثاثَةُ الهَيْئَةِ وسُوءُ الحالِ وضِيقُ العَيْشِ وإِن كانَ مع ذلِكَ يُطَهِّرُ نَفْسَه بالماءِ والاغتِسالِ يُقالُ : أَصابَهُم من العَيْشِ ضَفْفٌ وشَظَفٌ وقَشَفٌ بمعنىً واحدٍ ؛ أَي : شِدَّةُ العَيْشِ . وقد قَشِفَ كفَرِحَ وكرُم قَشَفاً مُحَرَّكةً وقَشافَةً وفيه لَفٌّ ونشْرٌ مُرتَّبٌ فهو قَشْفٌ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ قالَه اللَّيْثُ . ورجُلٌ قَشِفٌ ككَتِفٍ : إِذا لَوَّحّتْهُ الشَّمْسُ أَو الفَقْرُ فتَغَّيَرَ وقد قَشِف قَشَفاً لا غيرُ نَقَله الجَوْهريُّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : القُشّافُ كَرُمّانٍ والواحدةُ بهاء : حَجَرٌ رَقِيقٌ أَيَّ لَوْنِ كانَ . وقال الفَراءُ : عامٌ أَقْشفُ أَقْشَرُ : أَي شَدِيدٌ والمُتقَشِّفُ : المُتبَلِّغُ بقُوتٍ ومُرَقَّعٍ نَقَلَه الجَوْهريُّ . وقالَ اللَّيْثُ : المُتَقَشِّفُ : مَنْ لا يُبالِي بما تَلطَّخَ بجَسَدِه .
ومما يستدركُ عليه : رَجُلٌ مُتَقَشِّفٌ : تارِكٌ النَّظافَةَ والتَّرَفُّهَ . ورَجُلٌ قَشِفُ الهَيْئَةِ : تارِكٌ للتَّنْظِيفِ . وقَشَّف اللهُ عَيْشَه تَقْشِيفاً . ورَأَيْتُه على حالةٍ قَشِفَةٍ . والقَشَفُ مُحَرَّكَةً : ما يَرْكَبُ على أَسْفَلِ قدَمِه من الوَسَخ . عامِّيَّة .
ق - ص - ف .
قَصَفَه يَقْصِفُه قَصْفاً : كَسَرَه وفي الصِّحاحِ : القَصْفُ الكَسْرُ وفي التَّهْذِيبِ : كسْرُ القَناةِ ونحْوِها نِصْفَيْنِ . ومن المَجازِ : قَصَفَ الرَّعْدُ وغيرُه قَصِيفاً كأَمِيرٍ كما في الصِّحاحِ وزادَ الزَّمَخْشَريُّ وقَصْفاً : اشْتَدَّ صَوْتُه فهو قاصِفٌ كأَنَّ السماءَ تَنْقصِفُ بهِ وقال أَبو حَنِيفة : إِذا بَلَغَ الرَّعْدُ الغايَةَ في الشِّدَّةِ فهو القاصِفُ وفي حَدِيثِ مُوسَى عليه السَّلامُ : وضرَبَه البَحْرُ فانْتهَى إليه وله قَصِيفٌ مخافَةَ أَنْ يَضْرِبَه بعَصاهُ أَي : صوْتٌ هائِلٌ يُشْبِهُ صوتَ الرَّعْدِ . وقلَ ابنُ دُرَيْدٍ : في دُعائهِم : بَعَثَ اللهُ عليهِ الرِّيحَ العاصِفَ والرَّعْدَ القاصِفَ . وفي الحديث يَرْويه نابغَةُ بنِي جعْدَةَ عن النبي A أنَّه قال : " أَنا والنَّبِيُّون فُرّاطٌ لِقاصِفِينَ " هكَذا هو في نُسَخِ النِّهايةِ ووَقَع في العُبابِ : فُرّاطُ القاصِفِينَ قالَ : هُمُ المُزْدَحِمُونَ كأَنَّ بَعْضَهُم يَقْصِفُ بَعْضاً أَي : يَكْسِرُ ويَدفَعُ شَدِيداً لفرْطِ الزِّحامِ بِدَاراً إلى الجَنَّةِ وهكَذا نَقَله ابنُ الأَثِير أيضاً يقولُ : يتَقَدَّمُون الأُمَمَ إلى الجَنَّةِ وهم على إِثْرِهِم وقالَ ابنُ الأَنْبارِيّ في مَعْنَى الحديث : أَي نَحْنُ مُتَقَدِّمُونَ في الشَّفاعَةِ لقَوْمٍ كَثِيرِينَ مُتَدافِعِينَ مُزْدحِمِينَ . ومن المجاز : رعْدٌ قاصِفٌ : أَي صَيِّتٌ وقد تَقَدَّم قَرِيباً . والقَصِيفُ كأَمِيرٍ : هَشِيمُ الشَّجرِ نقَلَه الجوْهريُّ . والقَصِيفُ : صَريفُ الفَحْلِ وهو شِدَّةُ رُغائِهِ وهديره في الشِّقْشِقَةِ وقد قَصَف قَصْفاً وقصِيفاً وقُصُوفاً وقَصْفَةً وهو مجازٌ . وقَصِفَ العُودُ كفَرِحَ يَقْصَفُ قَصفاً فهو قَصِيفٌ ككَتِفٍ وأَقْصفُ : صارَ خَوّاراً ضَعِيفاً وكذلك الرَّجُلُ وهو مجازٌ . وقصِفَ النَّبْتُ يَقْصَفُ قَصَفاً فهو قَصِفٌ : طالَ حَتَّى انْحَنَى مِنْ طُولِه قالَ لَبِيدٌ رضي اللهُ عنه :