ويُقال : هذه إِبلٌ مُعْتَنِفَةٌ : إِذا كانتْ في أَرضِ لا تُوافِقُها . ويُقال : اعْتَنَفَ المَجْلِسَ : إِذا تَحَوَّلَ عنهُ كائْتَنَفَ ومنه قولُ الشافِعِيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : أُحِبُّ للرَّجُل إِذا نَعَسَ في المَجْلِس يومَ الجُمُعة ووجد مَجْلِساً غرَه لا يتَخَطَّى فيه أَحداً أَنْ يتحَوَّل عنه لِيُحْدِثَ له بالقِيام واعْتِنافِ المَجْلِس ما يَذْعَرُ عَنْهُ النَّوْمَ نَقَله الأزْهَرِيُّ . واعْتَنَفَ المَرَاعِي : إِذا رَعى أُنُفَها وهذا كقَوْلِهِم : أَعَنْ تَرسَّمْتَ في موضع : أَأَنْ تَرَسَّمْتَ . ويُقال : طَرِيقٌ مُعْتَنِفٌ : أَي غيرُ قاصِدٍ . وقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً إِذا جارَ ولم يقْصِدْ وأَصلُه من اعْتَنَفْتُ الشَّيءَ : إِذا أَخَذْتَه أَو أَتَيْتَه غيرَ حاذِقٍ به ولا عالِمٍ . ويُوجَدُ هُنا في بعضِ النُّسَخِِ زيادَةً قولُه : وعنَّفَهُ : لامُهَ بعُنْفٍ وشِدَّةٍ وسَقطَ من بعضِ النُّسَخِ وقد تَقَدَّمَ التَّعْنِيفُ بمعنَى التَّوْبِيخِ والتَّعْييرِ .
ومما يُسْتدركُ عليه : العَنِيفُ : مَنْ لم يَرْفُقْ فِي أَمْرِه كالعَنِفِ ككَتِفٍ والمُعْتَنِفِ قال : .
شَدَدْتُ عليهِ الوطْءَ لا مُتَظالِعاً ... ولا عَنِفاً حَتَّى يَتِمَّ جُبُورُها أَي : غيرَ رَفِيقٍ بها ولا طَبٍّ باحْتِمالِها وقال الفَرَزْدَقُ : .
إِذا قادَنِي يومَ القِيامَةِ قائِدٌ ... عَنِيفٌ وسواقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقَا والأَعْنَفُ كالعَنِيفِ والعَنِفِ كقَوْلِه : .
" لعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِنِّي لأَوْجلُ بمَعْنى وَجِلٍ قال جَرِيرٌ : .
تَرَفَّقْتَ بالكِيرَيْنِ قَيْنَ مُجاشعٍ ... وأَنْت بهَزِّ المَشْرَفِيَّةِ أَعْنَفُ وأَعْنَفَ الشيءَ : أَخْذَه بشِدَّةِ والعُنُفُ بضَمَّتَيْنِ : الغِلَظُ والصَّلابَةُ وبه فَسَّرَ اللِّحْيانِيُّ ما أَنْشَده : .
" فقَذَفَتْ بِبَيْضَةٍ فِيها عُنُفْ وعُنْفُوانُ الخَمْرِ : حِدَّتُها . والعُنْفُوانُ : ما سالَ من العِنَبِ من غَيرِ اعْتِصارٍ . والعُنْفُوةُ : يَبِيسُ النَّصِيِّ .
ع - و - ف .
العَوْفُ : الحالُ والشَأْنُ يُقال : نَعِمَ عَوْفُك : أَي نَعِمَ بالُك وشأْنُك . وقال ابنُ دُرَيدٍ : أَصْبَحَ فلانٌ بِعَوْفِ سَوْءِ وبِعَوْفِ خَيْرٍ : أَي بحالِ سَوْءِ وبحالِ خَيْرٍ قالَ : وخَصَّ بعضُهم به الشَّرَّ قالَ الأخْطَلُ : .
أَزبُّ الحاجِبَيْنِ بِعَوْفِ سَوْءِ ... من النَّفَرِ الَّذِين بأَزْقُبانِ ويُقال للرَّجُلِ صَبِيحَةَ بِنائِه : نَعِمَ عَوْفُك يعْنُونَ به الذَّكَر وفي الصِّحاح : قالَ أَبوُ عُبَيْدَةَ : وكانَ بعضُ النّاسِ يتَأَوَّلُ العَوْفَ الفَرْجَ فذَكَرْتُه لأَبِي عُمرٍو فأَنْكَره انْتَهى . قالَ أَبو عبَيْدٍ : وأَنْكر الأَصمعِيُّ قولَ أَبي عَمْرٍو في نَعِمَ عوْفُك ويُقال : نَعِمَ عوْفُك : إِذا دُعِى له أَنْ يُصِيبَ الباءةَ التي تُرْضِي ويُقالُ للرَّجُلِ إِذا تَزوّج هذا وعَوْفُه : ذكَرُه وينشد : .
" جارِيَةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ .
" مَلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحوْفِ .
" يا لَيْتَنِي أَشِيمُ فِيها عَوْفِي أَي : أُولِجُ فِيها ذَكَرِي والنَّوْفُ : السَّنام . والعَوْفُ : الضَّيْفُ عن اللَّيْثِ وبه فُسِّرَ الدُّعاءُ : نَ'ِمَ عَوْفُكَ . ويُقالُ : هو الجدُّ والحَظُّ وبه فُسِّر أَيضاً قولُهم : نَعِمَ عَوْفُكَ . وقِيلَ : العَوْفُ في هذا الدُّعاء : طائِرٌ والمعْنَى نَعِمَ طَيْرُك . والعَوْفُ : الدِّيكُ . والعَوْفُ : صنَمٌ نقَلَهُما الصّاغانيُّ . وعَوْفٌ جَبَلٌ وكذا تِعار قال كُثَيِّر : .
وما هَبَّت الأَرْواحُ تَجْرِي وما ثَوَى ... بنَجْدٍ مُقِيماً عَوْفُها وتِعارُها والعَوْفُ : من أَسْماءِ الأَسَدِ سُمِّي به لأَنَّه يَتَعَوَّفُ بالليْلِ فيَطْلُبُ . والعَوْفُ : الذِّئْبُ . والعَوْفُ : حُسْنُ الرِّعْيَةِ يُقال : إِنّه لحَسَنُ العَوْفِ في إِبِلهِ : أَي الرِّعْيَةِ . وقال ابنُ الأَعْرابيِّ : العَوْفُ : الكادُّ على عِيالِه . وقال الدِّينَوَرِيُّ : العَوْفُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ ويُقال : هُوَ من نَبات البرِّ طَيِّب الرَّائِحَةِ قالَ : وبه سَمَّوْا الرَّجُلَ عَوْفاً قالَ النابغَةُ الذُّبْيانِيُّ :