وقد تَقَدَّم البَحْثُ فيه في : ع ش ش وفي ح د ر . والعزْفُ والعَزِيفُ : صوتُ الجِنِّ وهو جَرْسٌ يُسْمعُ في المَفاوِزِ باللَّيْلِ . وقِيلَ : هو صَوْتٌ يُسمَع باللَّيْلِ كالطَّبْلِ . وقِيلَ : هو صَوْتُ الرِّياح في الجَوِّ فتَوَهَّمَه أَهلُ البادِيَةِ صَوْتَ الجِنِّ وفيه يَقُولُ قائِلُهم : .
وإِنِّي لأَجْتابُ الفَلاةَ وبَيْنَها ... عوازِفُ جِنّانٍ وهامٌ صَواخِدُ وقد عَزَفَت الجِنُّ تَعَزِفُ عَزْفاً وعَزِيفاً ومن حديث ابن عباسٍ : " كانت الجِنُّ تَعْزِفُ اللَّيْلَ كُلَّه بينَ الصَّاف والمَرْوَةِ " . والعَزّافُ كشَدّادٍ : سَحابٌ يُسْمَعُ فيه عَزِيفُ الرَّعْدِ وهو دَوِيُّهُ قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى يَدْعُو على رَجُلٍ : .
" يا رَبَّ رَبَّ المُسْلِمٍينَ بالسُّوَرْ .
" لا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرْ .
" ذِي كِرْفِيءِ وذي عِفاءٍ مُنْهَمِرْ هكَذا أَورَدَه الأَصمعي والفارسيُّ وراويةُ ابن السّكِّيتِ غَرّاف بالغين معجمة . والعَزّافُ : رَمْلٌ لبَنِي سَعْدٍ صفةٌ غالبةٌ مشتَقَّةٌ من عَزيفِ الجنِّ . أَو جَبَلٌ بالدَّهْناءِ قال السُّكَّرِيُّ : على اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً مِنَ المَدِينَة قيل : سُمِّيَ به لأَنّه كانَ يُسْمَعُ به عَزِيفُ الجِنِّ وهو يسْرَةَ طَرِيقِ الكوفةِ من زَرُودَ قال جريرٌ : .
بين المُخَيْصِرِ فالعَزافِ منْزِلةً ... كالوَحِيْ مِنْ عَهْدِ مُوسى في القَراطِيسِ وفي الصِّحاح : ويقال : أَبْرقُ العَزّافِ وهو قَرِيبٌ من زرُودَ . وفي العُبابِ : ويُقال : أَبْرَقُ العزّافِ : ماءٌ لبَنِي أَسَد بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ مَشْهُورٌ له ذِكْرٌ في أَخبارِهِمْ وهو في طَرِيقِ القاصِدِ إلى المَدينةِ من البَصْرَةِ يُجاءُ مِنْ حَوْمانَةِ الدَّراجِ إِليهِ ومنه إِلى بَطْنِ نَخْلٍ ثُم الطَّرْفِ ثُم المَدِينَةِ ومِثْلُه في المُعْجَم قال الشاعِرُ : .
لِمَن الدِّيارُ بأَبْرَقِ العَزّافِ ... أَضْحَت تَجُرُّ بِهَا الذُّيُولَ سوافِ وقالَ ابنُ كَيْسان : أَنشَدَنِي المَبرِّدُ لرَجُلٍ يَهْجُو بنِي سَعِيدِ بنِ قُتَيْبَةَ الباهِلي : .
وكأَنَّنِي لمّا حَطَطْتُ إِليهِمُ ... رَحْلِي نَزلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ وعَزْفُ الرِّياحِ : أَصْواتُها نقله الجوهرِيُّ . والمَعازِفُ : المَلاهِي التي يُضْرَبُ بها كالعُودِ والطُّنْبُورِ والدُّفِّ وغَيْرِها وفي حَدِيُثِ أُمِّ زَرْعٍ : إِذا سَمِعْنَ صَوْتَ المَعازِفِ أَيْقَنَّ أَنَّهُن هَوالِكُ الواحِدُ عُزْفٌ على غيرِ قِياسٍ ونَظِيرُه مَلامِحُ ومَشابِهُ في جمعِ لَمْحَةٍ وشَبَهٍ أَو مِعْزَف كِمنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ قِيلَ : إِذا أُفرِدَ المِعْزَفُ فهو ضَرْبٌ من الطّنابِيرِ وتتَّخِذُه أَهْلُ اليَمَن قلتُ : وهو المُسَمَّى بالقبوس الآن وغيرُهم يَجْعلُ العُودَ مِعْزَفاً . والعازِفُ : اللاعِبُ بها . وأَيضاً : المُغَنِّي وقد عَزَف عَزْفاً . وعازِفُ : ع سُمِّيَ بهِ لأَنَّه تَعْزِفُ بهِ الجِنُّ قال ذُو الرُّمَّةِ : .
وعَيْناءَ مِبْهاجٍ كأَنّ إِزارَها ... على واضِحِ الأَعْطافِ مِنْ رَمْلِ عازِفِ وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : عَزَفَ يَعْزِفُ عَزْفاً : إِذا أَقامَ في الأَكْلِ والشُّرْبِ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : عَزَقَ البَعِيرُ : إِذا نَزَتْ حَنْجَرَتُه عندَ المَوْتِ . قلتُ : وكأَنَّه لغةٌ في عَسَفَ بالسين كما سَيأْتِي . والعُزْفُ بالضَّمِّ : الحَمامُ الطُّورانِيَّةُ وهي التي لها صَوْتٌ وهَدِيرٌ وبه فُسِّرَ قولُ الشَّماخِ : .
حتى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ ... يَدْعُوها هَدِيلاً بهِ العُزْفُ العَزاهِيلُ وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : أَعْزَفَ : سَمعَ عَزِيفَ الرِّمالِ زادَ غيرُه : والرِّياح وهو ما يُسْمَعُ من دَوِيِّها وأَما عَزِيفُ الرِّمالِ فهو صَوْتٌ فيه لا يُدْرَى ما هُو وقيل : هو وُقُوعُ بعضِه على بعضٍ .
ومما يُستدركُ عليه : العَزْفُ : الطَّرْقُ والضَّرْبُ بالدُّفُوفِ ومنه حَدِيثُ عُمَر : أَنَّه مَرَّ بعَزْفِ دُفٍّ فقالَ : ما هَذا ؟ قالُوا ؟ : خِتانٌ فسَكَتَ وقال الرّاجِزُ : .
" للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيها صاهِلْ