كَفانِي عِرِفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه ... كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ .
فباتَ يُرِيهِ عِرْسَهُ وبَناتِ ... وبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُه وقال ثَعْلَبٌ : العِرِفّانُ هنا : الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشيء الدَّالُّ عليهِ وهذا صِفَةٌ وذكر سِيبويْهِ أنه لا يَعْرِفُه وَصْفاً ويُضم مع التشديدِ وهكذا رواه سيبويه جَعَله مَنْقُولاً عن اسم عينٍ . وعِرْفانُ كعِتْبانَ : مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيُّ . والعُرْفَةُ بالضمِّ : أَرْضٌ بارِزَةٌ مُستَطِيلَةٌ تُنْبِتُ . والعُرْفَةُ أَيضاً : الحَدُّ بينَ الشّيْئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج : عُرَفٌ كصُرَدٍ . والعُرَفُ : ثلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً في بلادِ العَرَبِ منها : عُرْفَةُ صارَةَ وعُرْفَةُ القَنانِ وعُرْفَةُ ساقٍ وهذا يُقالُ لهُ : ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ : .
رَأَيْتُ بعُرْفَةِ الفَرْوَيْنِ ناراً ... تُشَبُّ ودُونِيَ الفَلُّوجَتانِ وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ وعُرْفَةُ خَجَا وعُرْفَةُ نِباطٍ وغيرُ ذلك ويُقال : العُرَفُ في بلادِ ثَعْلَبَةَ بن سَعْدٍ وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ وفي اللِّسانِ العُرْفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ . والأَعْرافُ : ضَرْبٌ من النَّخْلِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ وقد تقَدَّم شاهِدُه . والأَعْرافُ : سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ونادَى أَصْحابُ الأَعْرافِ " وقالَ الزَّجّاجُ : الأَعْرافُ : أَعالِي السُّورِ واخْتُلِفَ في أَصْحابِ الأَعْرافِ فَقِيلَ : هم قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَناتُهم وسَيِّئاتُهم فلم يَسْتَحِقُّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ ولا النارَ بالسَّيِّئاتِ فكانُوا على الحِجابِ الذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ قالَ : ويَجُوزُ أَن يَكونَ مَعْناه والله أعلم : على الأَعْرافِ : على مَعْرَفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ وقِيلَ : أَصْحابُ الأَعْرافِ : أَنْبِياءُ وقِيلَ : مَلائِكَةٌ على ما هو مُبَيَّنٌ في كُتُب التّفاسِيرِ . والأَعْرافُ من الرِّياحِ : أَعالِيها وأَوائِلُها وكذلك من السَّحابِ والضَّبابِ وهو مجازٌ . وأَعْرافُ : نَخْل وهِضابٌ وفي بعضِ النُّسَخِ وهو الصَّواب وأَعْرافً نَخْلٍ : هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هكذا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ صوابُه حُمْرٌ في أَرْضٍ سهلةٍ كما هو نَصُّ المُعْجَمِ لياقوت وأَنشدَ : .
" يا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ .
" أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَعْرافِ ويومً الأَعْرافِ : من أَيّامِهِمْ . وقال أَبُو زِياد : في بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَعْراف منها : أَعْرافُ لُبْنَى وأَعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما وهي مَواضِعُ في بِلادِ العَرَبِ قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ : .
" جلَبْنَا من الأَعْرافِ أَعْرافِ غَمْرَةٍوأَعْرافِ لُبنْىَ الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ .
عِراباً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَبَاتُها ... بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ .
بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ