الطَّرْفُ : العَيْنُ لا يُجْمَعُ ؛ لأَنَّه في الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ جماعةً قال الله تعالى : " لا يَرْتَدُّ إِلَيْهمُ طَرْفُهُم " كما في الصِّحاح . أَو هو : اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قاله ابنُ عَبَّادٍ وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ ولو جُمِعَ لم يُسْمَعْ في جَمْعِهِ أَطْراف وقالَ شيخُنا - عندَ قولِه : لا يُجْمَع - : قلتُ : ظاهِرُه بلْ صَرِيحُه - أَنَّهُ لا يَجُوزُ جَمْعُه ولَيْسَ كذلك بل مُرادُهمُ أَنَّه لا يُجْمَعُ وُجوباً كما في حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد وبعد خُرُوجه عن المَصْدَرِيَّةِ وصَيْرُورَتِه اسماً من الأَسْماءِ لا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّةِ ولاسِيَّما ولم يَقْصِدْ به الوَصْفَ بل جَعَله اسْماً كما هو ظاهِرٌ وقيل : أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذلك قولُه تَعالى : " فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ " ولم يَقُل : الأَطْراف وَروَى القُتَيْبِيُّ في حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قالت لعائِشَةَ Bهُما : حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ قال : هو جمع طَرْفِ العَيْن أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ وقد رُدَّ ذلك أَيضاً قال الزَّمخْشَرِيُّ : ولا أَكادُ أَشُكُّ في أَنَّه تَصْحِيفٌ والصَّوابُ : غَضُّ الإِطْراقِ أَي : يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بأَبْصارِهِنَّ إِلى الأَرْضِ . وقال الرّاغِبُ : الطَّرْفُ : تَحْرِيكُ الجَفْنِ وعُبِّرَ به عن النَّظَر ؛ إِذْ كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ وفي العُبابِ : قولُه تعالى : " قَبْلَ أَنْ يرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " قالَ الفَرّاءُ : معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ وقيلَ : بمِقْدارِ ما تَفْتَحُ عينَكَ ثم تَطْرِفُ وقيل : بمِقْدارِ ما يَبْلُغُ البالِغُ إِلى نهايَةِ نَظَرِكَ . والطَّرْفُ أَيْضاً : كَوْكَبانِ يُقْدُمانِ الجَبْهَةَ سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ يَنْزِلُهُما القَمَرُ نقله الجوهريُّ . والطَّرْفُ : اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْنِ ثم نُقِلَ إلى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ . والطَّرْفُ : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ . والطَّرْفُ : مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سِيدَه أَنَّه الطَّرَفُ مُحَرَّكَةً فليُنْظَرْ . وبَنُو طَرْفٍ : قومٌ باليَمَنِ لهم بَقِيَّةٌ الآن . والطَّرْفُ بالكَسْرِ : الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمَّهاتِ وهو مجازٌ . وقوله : مِنّا أي من بَنِي آدَمَ واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ ولم يُقَيِّد بالطَّرَفَيْنِ وقالَ : من الفِتْيانِ زادَ في اللِّسانِ : ومن الرِّجالِ ج : أَطْرافٌ وأَنْشدَ ابنُ الأَعْرابيّ لابنِ أَحْمَرَ : .
عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ ... طَعامُهُمْ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرَا يَعْنِي العَدَسَ وزُغْمَةُ : اسمُ مَوْضِع . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئِذٍ ج : طُرُوفٌ لا غيرُ . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ قال الرّاغِبُ : وهو الَّذي يُطْرِفُ من حُسْنِه فالطِّرْفُ في الأَصْلِ هو المَطْرُوفُ أَي : المَنْظُورُ كالنِّقْضِ بمعنى المَنْقُوضِ وبهذا النَّظَرِ قِيلَ له : هو قَيْدُ النَّواظِر فيما يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عليه النَّظَرُ وهو مَجازٌ . أَو الطِّرْفُ : هو الكَرِيمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ وهذا قولُ اللَّيْثِ . أَو هو نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً قاله أَبو زَيْدٍ ج : طُرُوفٌ وأَطْرافٌ قال كعبُ بن مالِكٍ الأَنْصارِيُّ : .
نُخَبِّرُهُمْ بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا ... عِتاقَ الخَيْلِ والبُخْتَ الطُّرُوفَا أَو هو المُسْتَطْرَفُ الذي ليسَ من نِتاجِ صاحِبِه نَقَلَه اللَّيْثُ وهي بهاءٍ قالَ العَجّاجُ : .
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا .
" جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِي مِسْحَجَا