وقد ضَعُفَ ككَرُمَ ونَصَرَ الأَخيرةُ عن اللِّحْيانِيِّ كما في اللِّسانِ وعَزاهُ في العُبابِ إِلى يُونُسَ ضَعْفاً وضُعْفاً بالفتح والضمِّ وضَعافَةً ككَرامةً كلُّ ذلِك مَصادِرُ ضَعُفَ بالضم وكذا ضَعَافِيَةً كَكَراهِيَةٍ فهو ضَعِيفٌ وضَعُوفٌ وضَعْفانٌ الثانيةُ عن ابنِ بُزُرْجَ قال : وكذلك ناقَةٌ عَجُوفٌ وعَجِيفٌ ج : ضِعافٌ بالكسرِ وضُعَفاءُ ككُرَماءَ وضَعَفَةٌ مُحَركةً كخَبِيثٍ وخَبَثَةٍ ولا ثالِثَ لهما كما في المِصْباحِ قال شيخُنا : ولعلَّه في الصَّحيحِ وإِلاّ وَرَدَ سَرِيٌّ وسَراةٌ فتأَمل وهي ضَعِيفَةٌ وضَعُوفٌ الثانِيةُ عن ابنِ بُزُرْجَ ونِسْوَةٌ ضَعِيفاتٌ وضَعائِفُ وضِعافٌ وقال : .
لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً ... بَناتِي إِنَّهُنّ من الضِّعافِ وقولُه تعالى : " اللهُ الّذي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ " قالَ قَتادَةُ : من النُّطْفَةِ أَي : مِنْ مَنِيٍّ " ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثم جَعَلَ من بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً " قالَ : الهَرَمُ ورُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ أَنَّه قال : قَرَأْتُ على النَّبِيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اللهُ الذي خَلَقَكُمْ من ضَعْفٍ " فأَقْرَأَنِي من ضُعْفٍ بالضمِّ . وقولُه تَعالى : " وخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً " : أَي يَسْتَمِيلُه هَواهُ كما في العُبابِ واللِّسانِ . وقال أَبو عُبَيْدَة : ضِعْفُ الشَّيْءِ بالكَسْرِ : مِثْلُهُ زادَ الزّجّاجُ : الذي يُضَعِّفُه وضِعْفاهُ : مِثْلاهُ وأَضْعافُه : أَمْثالُه . أَو الضِّعْفُ : المِثْلُ إِلى ما زادَ وليس بمَقْصُورٍ عَلَى المِثْلَيْنِ نقله الأَزْهَرِيُّ وقالَ : هذا كلامُ العربِ قالَ الصاغانيُّ : فيكونُ ما قالَه أَبُو عُبَيْدَةَ صَواباً وكذلك رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ فأَمَا كتابُ اللهِ عزَّ وجَلَّ فهو عَرَبيٌّ مُبِينٌ يُرَدُّ تفسيرُه إِلى مَوْضُوعِ كلامِ العَرَبِ الذي هو صِيغَةُ أَلْسِنَتِها ولا يُسْتَعْمَلُ فيه العُرْفُ إِذا خالَفَتْه اللُّغَةُ وقالَ : بل جائِزٌ في كَلامِ العَرَبِ أَنْ يُقال : لكَ ضِعْفُه يَرِيدُونَ مِثْلَيْهِ وثَلاثَةَ أَمْثالِهِ ؛ لأَنَّه أَي : الضِّعْف في الأَصْلِ زِيادَةٌ غيرُ مَحْصُورةٍ أَلا تَرَى إِلى قَولِه عزَّ وجلَّ : " فأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بما عَمِلُوا " ولم يُرِدْ مِثْلاً ولا مِثْلَيْنِ ولكِنّه أَرادَ بالضِّعْفِ الأَضْعافَ قالَ : وأَوْلَى الأَشياءِ فيه أَنْ يُجْعَلَ عَشْرَةَ أَمْثالِهِ ؛ لقولِه تَعالَى : " مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها " الآية . فأَقَلُّ الضِّعْفِ مَحْصُورٌ وهو المِثْلُ وأَكْثَرُه غيرُ مَحْصُورٍ قالَ الزَّجّاجُ : والعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بالضِّعْفِ مُثَنّىً فيقولُون : إِنْ أَعْطَيْتَنِي دِرْهَماً فلَكَ ضِعْفاهُ ؛ يُرِيدُونَ مِثْلَيْه قالَ : وإِفْرادُه لا بَأْسَ به إِلاّ أَنّ التَّثْنِيَةَ أَحْسَنُ . وفي قولِه تعالى : " فأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بما عَمِلُوا " قالَ : أَرادَ المُضاعَفَةَ فأَلزَمَ الضِّعْفَ التّوْحِيدَ ؛ لأَنَّ المَصادِرَ ليسَ سَبِيلُها التَّثْنيةَ والجَمْعَ . وقولُ اللهِ تعالَى : " يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشَةٍ مُبَيَّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذابُ ضِعْفِيْنِ " وقَرَأَ أَبو عَمرٍو : يُضَعَّفْ قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي يُجْعَل العَذابُ ثَلاثَةَ أَعْذِبَةٍ وقالَ : كانَ عليها أَنْ تُعَذَّبَ مرّةً فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْنِ صارَ الواحدُ ثَلاثَةً قالَ : ومَجازُ يُضاعَفُ أَي : يُجْعَلُ إِلى الشِّيءِ شَيْآنِ حَتّى يصِيرَ ثَلاثَةً والجَمْعُ أَضْعافٌ لا يُكَسَّر على غَيرِ ذلِك . ومن المَجاز : أَضْعافُ الكِتابِ أَي : أَثْناءُ سُطُورِه وحَواشِيهِ ومنه قَوْلُهم : وَقَّعَ فلانٌ في أَضْعافِ كتابِه يُرادُ به تَوْقِيعُه فِيها . نَقَلَه الجوهريُّ والزَّمَخْشَرِيُّ . ويُقال : الأَضْعافُ من الجَسَدِ : أَعْضاؤُه أَو عِظامُه وهذا قولُ أَبي عَمْرٍو وقالَ غيرُه : الأَضْعافُ : العِظامُ فَوْقَها لَحْمٌ ومنه قولُ رُؤْبَةَ : .
" واللهِ بينَ القَلْبِ والأَضْعافِ