نَزُورُ الْعَدُوَّ علَى نَأْيِهِ ... بِأَرْعَنَ كَالسَّدَفِ الْمُظْلِمِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّىّ للهُذَلِيِّ : ومَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى خِيفَةٍ وقد جَنَّهُ السَّدَفُ الْمُظْلِمُ وقَوْلُ مُلَيْحٍ : .
وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِى الْغَمَامَ بِمُسْدِفٍ ... مِنَ الْبَرْقِ فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا : يكونُ المُضِىءَ والمُظْلِمَ وهو من الَأضْدَادِ .
وفي حديثِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ : كان بِلاَلٌ يَأْتِينَا بالسَّحُورِ ونَحْنُ مُسْدِفُونَ فيَكْشِفُ القُبَّةَ فيُسْدِفُ لنا طَعَامَنَا أَي يُضِيءُ ومَعْنَى مُسْدِفِين : دَاخِلِين في السُّدْفَةِ والمُرَادُ المُبَالَغَةُ في تَأْخِيرِ السَّحُورِ . وجَمْعُ السُّدْفَةِ : سُدَفٌ ومنه قَوْلُ علىٍّ رَضِىَ اللهُ عنه : وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ اللَّيْلِ أَي : ظُلَمُها . وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِنَاعَ : أَرْسلتْهُ كما في الصَّحاحِ .
وسَدَفْتُ الحِجَابَ : أَرْخَيْتُهُ وحِجَابٌ مَسْدُوفٌ قال الأَعْشَى : .
" بِحِجَابٍ مِنْ بَيْنِنَا مَسْدُوفِ ويُقَال : وَجَّهَ فُلانٌ سِدَافَتَهُ : إِذا تَرَكَهَا وخَرَجَ منها وجَمْعُ السَّدِيفِ : سَدائِفُ وسِدَافٌ .
وسَدَّفَهُ تَسْدِيفاً : قَطَّعَهُ قال الفَرَزْدَقُ : .
وكُلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِى مِنَ الْقَنَا ... ومُعْتَبَطٍ فيه السَّنَامُ الْمُسَدَّفُ وقد سَمَّوْا : سَدِيفاً كَأَمِيرٍ ومُسْدِفاً كمُحْسِنٍ .
ويُقَال : رأيتُ سَدَفَهُ : شَخْصَهُ مِن بُعْدٍ كرَأَيْتُ سَوَادَهُ وهو مَجَازٌ .
س ر ف .
السَّرَفُ مُحَرَّكَةً : ضِدُّ الْقَصْدِ كما في الصَّحاحِ والعُبَابِ وفي اللِّسَانِ : مُجَاوَزَةُ القَصْدِ وقال غيرُه : هو تَجَاوُزُ ما حُدَّ لك .
السَّرَفُ أَيضاً : الإِغْفَالُ والْخَطَأُ وقد سَرِفَهُ كَفَرِحَ : أَغْفَلَهُ وجَهِلَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال وحَكَى الأَصْمَعِيُّ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ ووَاعَدَهُ أَصْحابٌ له مِن المَسْجِدِ مَكَاناً فأَخْلَفَهُمْ فقِيل له في ذلك فقال : مَرَرْتُ بكُمْ فسَرِفْتُكُم أَي : أَغْفَلْتُكُمْ ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ بني أُمَيَّةَ : .
أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ ... مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ أَي : إِغْفَالٌ ويُقَال : ولا خَطَأٌ أَي لا يُخْطِئُونَ مَوْضِعَ العَطَاءِ بأَن يُعْطُوه مَن لا يَسْتَحِقُّ ويَحْرِمُوا المُسْتَحِقَّ .
السَّرَفُ مِن الْخَمْرِ : ضَرَاوَتُهَا ومنه حديثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ( إنَّ لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخَمْرِ ) أَي : مَن اعْتَادَهُ ضَرِىَ بأَكْلِهِ فأسْرَفَ فيه فِعْلَ المُعَاقِرِ في ضَرَاوَتِهِ بالخَمْرِ وقِلَّةِ صَبْرِه عنها أو المُرَادُ بالسَّرَفِ : الغَفْلَةُ أو الفَسَادُ الحاصِلُ مِن جِهَةِ غِلْظَةِ القَلْبِ وقَسْوَتِهِ والجَرَاءَةِ علَى المَعْصِيَةِ والانْبِعَاثِ للشَّهْوَةِ قال شَمِرٌ : ولم أسْمَعْ أنَّ أَحَداً ذَهَبَ بالسَّرَفِ إِلَى الضَّرَاوَةِ قال : وكيف يكونُ ذلك تَفْسِيراً له وهو ضِدُّهُ والضَّرَاوَةُ للشَّيءِ : كَثْرَةُ الاعْتِيَادِ له والسَّرَفُ بالشَّيءِ : الجَهْلُ به إِلاَّ أَن تَصِيرَ الضَّراوَةُ نَفْسُهَا سَرَفاً أَي : اعْتِيادُه وكَثْرَةُ أَكْلِهِ سَرَفٌ وقيل : السَّرفُ في الحديثِ : مِن الإِسْرافِ فِي النَّفَقَةِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ أَو في غيرِ طَاعَةِ اللهِ : السَّرَفُ جَدُّ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ السَّرَفِ المُحَدِّثِ الأَزْدِيِّ عن مُوسَى بن نُصَيْرٍ الرَّازِيِّ وعنه عُمَرُ بنُ أَحمدَ القَصَبَانِيُّ . وفي الْحَدِيثِ : ( لا يَنْتَهِبُ الرَّجُلُ نُهْبَةً ذَاتَ سَرَفٍ وهُو مُؤْمِنٌ أَي : ذَاتَ شَرَفٍ وقَدْرٍ كَبِيرٍ يُنْكِرُ ذلك الناسُ وَيَتَشَرَّفُونَ إِليه ويَسْتَعْظِمُونَه ويُرْوَى بِالشِّينِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً كما سَيَأْتي