وفي الصِّحاحِ : قيل لامْرَآَةٍ مِن العَرَبِ : مَالَنَا نَراكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالَتْ : اَرْسَحَتْنا نَارُ الزَّحْفَتَيْنِ . وفي الأَساسِ : أَرْسَحَهُنَّ نارُ الزَّحْفَتَيْنِ وهي نَارُ العَرْفَجِ لأَنَّهَا سَرِيعةُ الوَقْدَةِ والخَمْدَةِ فلا يَبْرَحْنَ يَتَقَدَّمْنَ ويتَأَخَّرْنَ زَحْفاً إِلَيْها وعنْهَا . والزَّحَنْفَفَةُ مِن الرِّجَالِ : الذي يَكَادُ عُرْقُوبَاهُ يَصْطَكَّانِ قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ قال : هو أَيْضاً مَنْ يَزْحَفُ علَى الأَرْضِ قلتُ : إِمَّا إِعْيَاءً أَو كِبَراً . رَجُلٌ زُحَفَةٌ زُحَلَةٌ كَتُؤَدَةٍ فيهما : هو مَن لا يَسِيحُ في الْبِلاَدِ كما في المُحِيطِ وفي الأَسَاسِ : رَحَّالُ إِلى قُرْبٍ وليس بسَيَّاحٍ ولا طَيَّاحٍ في البلادِ . قد سَمَّوْا زَاحِفاً وزَحَّافاً كَشَدَّادٍ كذا في الجَمْهَرَةِ . يُقَال : أَزْحَفَ لنا بَنُو فُلاَنٍ إِزْحَافاً : إِذا صَارُوا يَزْحَفُونَ إِلينا زَحْفاً لِيُقَاتِلُونا . قال أَبو الصَّقْرِ : أَزْحَفَ فُلاَنُ إِزْحَافاً : إِذا بَلَغَ وانْتَهَى إِلى غَايَةِ مَا طَلَبَ وأَرادَ . أَزْحَفَ الْبَعِيرُ : أَعْيَا فقَامَ علَى صَاحِبِهِ فَهُوَ مُزْحِفٌ قال ابنُ بَرِّيّ : شَاهِدُه قَوْلُ بِشْرِ بن أَبي خَازِمٍ : .
" فَإِلَى ابنِ أُمِّ إِيَاسَ أُرْحِلُ نَاقَتِيعَمْرٍو فَتَبْلُغُ حَاجَتِي أَوْ تُزْحِفُ قلتُ : وكذا قَوْلُ العَجَّاجِ يَصِفُ الثُّوْرَ والكِلابَ : .
" وأَوْغَفَتْ شَوَارِعاً وأَوْغَفَا .
" مِيلَيْنِ ثُمَّ أَزْحَفَتْ وأَزْحَفَا وفي الحديثِ : ( أَنَّ رَاحِلَتَهُ أَزْحَفَتْ مِنْ الإِعْيَاءِ ) أَي : قامَتْ عنه ووَقَفَتْ وقال الخَطَّابِيُّ : صَوَابُه : أُزْحِفَتْ عليه غير مُسَمَّى الفاعِلِ . قال الجَوْهَرِيُّ : ومُعْتَادُهُ : مِزْحَافٌ وأَنْشَدَ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ - قالَ الصَّاغَانِيُّ : يَرْثِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه - : .
كأَنَّ أَوْبَ مَسَاحِي الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ تَعِيفُ علَى جُونٍ مَزَاحِيفِ قال ابنُ بَرِّيّ : والذي في شِعْرِه : .
كَأَنَّهُنَّ بِأَيْدِي الْقَوْمِ في كَبَدٍ ... طَيْرٌ تَعِيفُ علَى جُونٍ مَزَاحِيفِ وفي العُبَابِ : .
" طَيْرٌ تَكشَّفُ عن جُونٍ مَزَاحِيفِ وفي التهذيب : .
حَتّضى كَأَنَّ مَسِاحِي الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ تَحُومُ عَلَى جُونٍ مَزَاحِيفِ قال ابنُ سِيدَه : شَبَّهَ المَساحِي التي حَفَرُوا بها القَبْرَ بطَيْرٍ تَقَعُ علَى إِبلٍ مَزِاحِيفَ وتَطِيرُ عنها بارْتِفَاعِ المَسَاحِي وانْخِفَاضِها . وفي الأَسَاسِ : نَاقَةٌ مِزْحَافٌ سَرِيعَةٌ الحَفَاءِ وهو مَجَازٌ . وتَزَاحَفُوا في الْقِتَالِ : إِذا تَدَانَوْا عن ابنِ دُرَيْدٍ والزَّمَخْشَرِيِّ . من المَجَازِ : الزِّحَافُ كَكِتَابٍ في الشِّعْرِ : هو أَنْ يَسْقُطَ بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ حَرْفٌ فَيَزْحَفَ أَحَدُهُمَا إِلَى الآخَرِ تُخَصُّ به الأَسْبَابُ دونَ الأَوْتَادِ إِلاَّ القَطْعَ فإِنَّه يكونُ في الأَوْتَادِ دُونَ الأَعَارِيضِ والضُّرُوبِ وسُمِّيَ زِحَافاً لثِقَلِهِ والشِّعْرُ مُزَاحَفٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ وقد زُوحِفَ قال الزَّمَخْشَرِيُّ : سُمِّيَ به لأَنَّه يُنَحِّيهِ عن السَّلامةِ . وتَزَحَّفَ إِليه : تَمَشَّى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ : .
لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّفُ ... عَوْمَ السَّفِينِ إِذَا تَقَاعَسَ تُجْدَفُ كَازْدَحَفَ ازْدِحَافاً يُقَال : ازدَحَفَ القَوْمُ : إِذا مَشَى بَعْضُهُم إِلى بَعْضٍ وهم يَتَزَاحَفُونَ ويَزْدَحِفُون بمَعْنَىً وَاحِدٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الزَّحْفُ : جَمَاعَةُ الجَرَادِ علَى التَّشْبِيهِ . والزَّحْفُ : المَشْيُ قَلِيلاً قليلاً . والصَّبِيُّ يَتَزَحَّفُ علَى الأَرْضِ وفي التَّهْذِيبِ : علَى بَطْنِهِ : يَنْسَحِبُ قَبْلَ أَن يَمْشِىَ . وَمَزَاحِفُ القَوْمِ : مَوَاضِعُ قِتَالِهِم قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ : .
أَنْحَى عَلَيْهَا شُرَاعِيّاً فَغَادَرَهَا ... لَدَى الْمَزَاحِفِ تَلَّى في نُضُوخِ دَمِ