قالَ البَاهِلِيُّ : أَرَادَ أَنَّهُ صَب في إِبْرِيقِ الخَمْرِ مِن مَاءِ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلاً كان في رَصَفٍ فصارَ منه في هذا فكأَنَّهُ نَازَعَهُ إِيَّاهُ قال الجَوْهَرِىُّ : يقول : مُزِجَ هذا الشَّرَابُ مِن ماءِ رَصَفٍ نَازَعَ رَصَفاً آخَرَ لأَنَّهُ أَصْفَى له وأَرَقُّ فحذَف الماءَ وهو يُرِيدُه فجَعَلَ مَسِيلَه مِن رَصَفٍ إِلى رصَفٍ مُنَازَعَةً منه إِيَّاهُ . الرَّصَفَةُ أَيضاً : وَاحِدَةُ الرِّصَافِ لِلْعَقَبِ الذي يُلْوَى فَوْقَ الرُّعْظِ إِذا انكَسَرَ والرُّعْظُ : مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ ومنه الحديثُ : ( فنَظَرَ في رِصَافِهِ فلم يَرَ شَيْئاً ) وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَهْدَى له يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَمِ سِلاَحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ وقد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ في رُعْظِهِ فقَوَّمَ فُوقَه وقال : هو مسْتَحْكِمُ الرِّصَافِ وسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ ) وقال اللَّيْثُ : الرَّصَفَةً : عَقَبَةٌ تُلْوَى على مَوْضِعِ الفُوقِ قال الأَزْهَرِىُّ : وهذا خَطَأٌ والصَّوابُ ما قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ كَالرُّصَافَةِ والرُّصُوفَةِ بِضَمِّهِمَا هكذا في النُّسَخِ والذي قَالَهُ اللَّيْثُ : الرُّصَافَةُ والرّصَفَةُ : عَقَبَةٌ تُلْوَى علَى مَوْضِعِ الفُوقِ من الوَتَرِ وعلَى أصْلِ نَصْلِ السَّهْمِ فالصَّوَابُ : والرَّصَفَهُ . والْمَصْدَرُ : الرَّصْفُ مُسَكَّنَةً بِالْفَتْحِ هكذا في النُّسَخِ وكان أَحدُهما يُغْنِي عن الآخَرِ يُقال : رَصَفَ السَّهْمَ يَرْصُفُه رَصْفاً : شَدَّ على رُعْظِهِ عَقَبَةً نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ ومنه الحديثُ : ( أَنَّه مَضَغَ وَتَراً في رَمَضَانَ ورَصَفَ به وَتَرَ قَوْسِهِ ) وأَنْشَدَ الجَوْهَرِىُّ للرَّاجِزِ : .
" وأَثْرَبِىٌّ سِنْخُهُ مَرْصُوفُ رَصَفَ الْمُصَلِّي قَدَمَيْهِ : ضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلى الأُخْرَى ولم يُقَيِّدْهُ الجَوْهَرِىُّ بالمُصَلِّى وفي العَيْنِ : يُقَال للْقائِم إِذا صَفَّ قَدَمَيْهِ : رَصَفِ قَدَمَيْهِ وذلك إِذا ضَمَّ إِحْدَاهُما إلَى الأُخْرَى . من المَجَازِ : الْمَرْصُوفَةُ : الصَّغِيرَةُ الْهَنَةِ وفي الأَسَاسِ : الهَنِ لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا الرَّجُلُ وقيلَ : هي التي الْتَزَقَ خِتَانُهَا فلم يُوصَلْ إِلَيها أَو الضَّيِّقَتُهَا كَالرَّصُوفُ والرَّصْفاءِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ والجَوْهَرِيُّ ذَكَرَ الرَّصُوفَ فقط وقيل : الرَّصْفاءُ مِن النِّساءِ : الضَّيِّقَةُ المَلاَقِي وحكَى ابنُ بَرِّيّ : الْمِيقَابُ ضِدُّ الرُّصُوفِ . في حديثِ مُعَاذٍ : ( ضَرَبَهُ بمِرْصَافَةٍ ) الْمَرْصَافَةُ : الْمِطْرَقَةُ لأَنَّهُ يُرْصَفُ بها المَطْرُوقُ أَى : يُضَمُّ ويُلْزَقُ . مِن المَجَازِ : ذَا أَمْرٌلا يَرْصُفُ بِك أَىْ : لاَ يَلِيقُ بك وهو رَاصِفٌ بفُلانٍ : أَى لاَئِقٌ به . مِن المَجَازِ يُقَال : عَمَلٌ رَصِيفٌ بَيِّنُ الرَّصَافَةِ : أَى مُحْكَمٌ رَصِينٌ . وقد رَصُفَ كَكَرُم . قال ابنُ عَبَّادٍ : هو رَصِيفُهُ أَيْ يُعَارِضُهُ في عَمَلِهِ ويَأْلَفُهُ ولاَ يُفَارِقُه وهو مَجَازٌ . والرُّصَافَةُ كَكُنَاسَةٍ هكذا ضَبَطَهُ يَاقُوتُ والصَّاغَانِيُّ ورَدَّه شَيْخُنا فقال : اشْتَهَرَ في ضَبْطِ الرَّصَافَاتِ أَنَّهَا بالفَتْحِ وفي اللِّسَانِ : الرُّصَافةُ : كُلُّ مَنْبِتٍ بالسَّوَادِ وقد غَلَبَ علَى مَوْضِعِ بَغْدَادَ والشَّأْمِ . وقال ياقُوتُ في المُشْتَرَكِ : الرُّصَافَةُ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعاً منها : د بِالشَّأْمِ غَرْبِيَّ الرَّقَّةِ وهي رُصَافَةُ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِكِ منه : أَبو مَنِيعٍ عُبَيْدُ اللهِ بنِ أَبي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ رَوَى عن الزُّهْرِيُّ عنه ابنُ ابْنِهِ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ بنُ يُوسفَ بنِ أَبي مَنِيعٍ نَقَلَهُ الحافِظُ وعن الحَجَّاجِ الحُسَيْنُ بنُ الحسنِ المَرْوَزِيُّ . الرُّصَافَةُ : مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ بالشَّرْقيَّةِ بها تُرَبُ أَكْثَرِ الخُلَفَاءِ وبِقُرْبِهَا مَشْهَدُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تعالَى وإِليها نُسِبَ الجامعُ وفيها يقول الشَّاعِرُ :