الْخَنْظَرِفُ هكذا هو في سائِرِ النُّسَخِ بالأَحْمَرِ مع أَنَّه مَذْكُورٌ في الصِّحاحِ علَى ما يَأْتي بَيانُه ثم إِنَّ النُّسَخَ كُلَّهَا بالظَّاءِ المُعْجَمَةِ وفي بَعْضِها بالمُهْمَلَةِ فعلَى الأَوَّلِ يَنْبَغِي ذِكْرُه بعدَ تَرْكِيبِ خ ط ف وعلى الثاني فلا فائدةَ لإِفْرَادِهِ عن تَرْكِيبِ خطرف مع الحُكْمِ بزِيَادَةِ النُّونِ فتَأَمَّلْ ذلك وهي : الْعَجُوزُ الْفَانِيَةُ كما قَالَهُ اللَّيْثُ وقال غيرُه : هي المُتَشَنِّجَةُ الجِلْدِ المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ والصَّوابُ بِالْمُهْمَلَةِ وهذا يُؤَيِّدُ أَنَّهُ بِالظَّاءِ المُعْجَمَةِ أَو جَمِيعُ مَا فِي الْمُهْمَلَةِ فَالْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ فِيهِ .
قال الجَوْهَرِيُّ : خَظْرَفَ البَعِيرُ في مِشْيَتِهِ : لُغَةٌ في خَذْرَفَ إِذا أَسْرَاعَ ووَسَّعَ الخَطْوَ بالظَّاءِ المُعْجَمَةِ وأَنْشَدَ : .
" وإِنْ تَلَقَّاهُ الدَّهَاسُ خَظْرَفَا وأَما الخَنْظَرِفُ ففيه ثَلاثُ لُغَاتٍ : بالطَّاءِ وبالظَّاءِ وبالضَّادِ والطَّاءُ أَحْسَنُ وكذا خَظْرَفَ جِلْدُ العَجُوزِ فيه ثَلاثُ لُغَاتٍ والظَّاءُ أَكْثَرُ وكذا جَمِيعُ مَا ذُكِرَ في خَطْرَفَ فإِنَّ الظَّاءَ لُغَةٌ فيه إِلاَّ خَطْرَفَهُ بالسَّيْفِ فإِنَّه بالطَّاءِ المُهْمَلَةِ لا غَيْرُ صَرَّحَ به صاحبُ اللِّسَانِ وغيرُه .
خ ط ف .
خَطِفَ الشَّيْءَ كَسَمِعَ يَخْطَفُه خَطْفاً وهي اللُّغَةُ الجَيِّدَةُ كما في الصِّحاحِ وفي التَّهْذِيبِ وهي القِرَاءَةُ الجَيِّدَةُ وفيه لُغَةٌ أُخْرَى حَكاهَا الأَخْفَشُ وهي : خَطَفَ يَخْطِفُ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ أَو هذِه قَلِيلَةٌ أَو رَدِيئَةٌ لا تَكادُ تُعْرَفُ كما في الصِّحاحِ قال : وقد قَرَأَ بها يُونُسُ في قَوْلِهِ تَعَالَى : " يَخْطِفُ أَبْصَارَهُمْ " .
قلتُ : وأَبو رَجاء ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ كما في العُبَابِ ومُجَاهِد كما في شَرْحِ شَيْخِنا : اسْتَلَبَهُ وقيل : أَخَذَهُ في سُرْعَةٍ واسْتِلابٍ ونَقَلَ شَيْخُنَا عن أَقَانِيمِ التَّعْلِيمِ للخُوَيِّيّ تِلْمِيذِ الفَخْرِ الرَّازِيِّ أَنَّ خَطِفَ كَفَرِحَ يَقْتَضِي التَّكْرارَ والمَفْتُوحُ لا يَقْتَضِيهِ وقال شيخُنَا : وهو غَرِيبٌ لا يُعْرَفُ لغَيْرِهِ فَتأَمَّلْ . ومِن المَجَازِ : خَطِفَ الْبَرْقُ الْبَصَرَ وخَطَفَهُ : ذَهَبَ بِهِ ومنه قَوْلُه تعالَى : " يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ " وكذا الشُّعَاعُ والسَّيْفُ وكلُّ جِرْمٍ صَقِيلٍ قال : .
" والهِندُوَانِيَّاتُ يَخْطَفْنَ الْبَصَرْ ومِن المَجَازِ : خَطِفَ الشَّيْطَانُ السَّمْعَ : اسْتَرَقَهُ كاخْتَطَفَهُ قال سِيبَوَيْهِ : خَطَفَهُ واخْتَطَفَهُ كما قالوا : نَزَعَهُ وانْتَزَعَهُ ومنه قَوْلُهُ تَعالَى : " إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ " وفي حديثِ الجِنِّ : يَخْتَطِفُونَ السَّمْعَ أَي : يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبُونَهُ . وخَاطِفُ ظِلِّهِ " طَائِرٌ قال ابْنُ سَلَمَةَ : يُقَال له : الرَّفْرَافُ إِذا رَأَى ظِلَّهُ في الْمَاءِ أَقْبَلَ إِليه لِيَخْطَفَهُ كذا في الصَّحاحِ زَادَ في اللِّسَانِ : يَحْسِبُهُ صَيْداً وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْتِ : .
ورَيْطَةِ فِتْيَانٍ كَخَاطِفِ ظِلِّهِ ... جَعَلْتُ لَهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا والْخَاطِفُ : الذِّئْبُ لاِسْتِلاَبِهِ الفَرِيسَةَ . وفي الحديثِ : " نَهَى رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الْخَطْفَة " وهي في الأَصْلِ لِلمَرَّةِ الوَاحِدَةِ ثم سُمِّيَ بها الْعُضْو الذي يَخْتَطِفُهُ السَّبُعُ أَو يَقْتَطِعُهُ الإِنْسَانُ مِن أَعْضَاءِ الْبَهِيمَةِ الْحَيَّةِ وهي مَيْتَةٌ فإِنَّ كُلَّ ما أُبِينَ مِن الحَيَوانِ وهو حَيٌّ مِن لَحْمٍ أَو شَحْمٍ فهو لا يَحِلُّ أَكْلُهُ وكذا ما اخْتَطَفَ الذِّئْبُ مِن أَعْضَاءِ الشاةِ وهي حَيَّةٌ مِنْ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو اخْتَطَفَهُ الكلبُ مِن أَعْضَاءِ حَيَوَانِ الصَّيْدِ مِن لَحْمٍ أَو غيرِه والصَّيْدُ حَيٌّ وأَصْلُ هذا أَنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ رَأَى النَّاسَ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وأَلْيَاتِ الغَنَمِ فيَأْكُلُونَهَا