السَّرْبَةُ بالفتح : الخَرْزَةُ . إِنك لَتُرِيدُ سَرْبَة أَي السَّفَر القَرِيب والسُّبْأَةُ : السَّفَر البَعِيدُ وقد تقدم عن ابن الأَعرابيّ . والمَسْرَبَةُ بفَتْح الرَّاء : المَرْعَى ج المَسَارِبُ . والسَّرَابُ : الآلُ وقيل : السَّرَابُ : مَا تراه نِصْفَ النهار لاطِئاً بالأَرْض لاَصِقاً بها كأَنَّه مَاءٌ جارٍ . والآلُ : الَّذي يَكُونُ بالضُّحَى يَرْفَع الشُّخُوصَ كالمَلاَ بَيْن السَّمَاءِ والأَرْضِ . وقال ابن السِّكِّيت : السَرابُ الَّذي يجري عَلَى وَجْه الأَرْضِ كأَنَّهُ المَاءُ وهو يَكُونُ نِصْفَ النَّهار . وقال الأَصْمَعِيُّ : السَّرَابُ والآلُ وَاحِد . وخَالَفَه غَيْرُه فَقَالَ : الآلُ : مِنَ الضُّحَى إِلى زَوَال الشَّمْس والسَّرَابُ بَعْد الزَّوال إِلَى صَلاَة العَصْر واحْتَجُّوا بأَنَّ الآلَ يَرْفَعُ كُلَّ شَيْء حَتَّى يَصِيرَ آلاً أَي شَخْصاً وأَنَّ السرابَ يَخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ حتى يَصِيرَ لاَزِقاً بالأَرْضِ لا شَخْص لَهُ . وقَال يُونُس : تَقُولُ العَرَبُ : الآلُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلَى ارتِفَاعَ الضُّحَى الأَعْلَى ثم هو سَرَابٌ سَائِر اليَوْم . وقال ابن السِّكِّيت : الآلُ : الَّذِي يَرْفَعُ الشُّخُوصَ ؛ وهو يَكُون بِالضُّحَى والسَّرَابُ : الذي يَجْرِي على وَجْهِ الأَرْض كأَنَّه المَاءُ وَهُو نِصْفُ النَّهَار . قال الأَزْهَرِيُّ : وهو الَّذِي رَأَيْتُ العَربَ بالبَادِيَة يَقُولُونه . وقال أَبُو الهَيْثَم : سُمِّي السَّرَابُ سَرَاباً لأَنَّه يَسْرُبُ سُرُوباً أَي يَجْرِي جَرْياً . يُقَالُ : سَرَبَ المَاءُ يَسْرُبُ سُرُوباً . وسَرَابُ مَعْرِفَةً أَي عَلَمٌ لا يَدْخُلُه الأَلِفُ واللاَّمُ ويُعْرَبُ إِعْرَابَ مَا لاَ يَنْصَرِف . في لُغَة مَبْنِياً عَلَى الكَسْر كقَطَام : اسْمٌ نَاقَة والبَسُوس : لَقَبُها . ومنهُ المَثَلُ المشهور : أَشْأَمُ من سَرَاب لكوْنِها سَببَاً في إِقَامَة الحَرْب بَيْن الحَيَّيْن وقِصَّتُها مَشْهُورَة في كتب التَّوَارِيخ . وذَكَرَ البَلاَذُرِيّ في نَسَب عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْد مَنَاةَ مَا نَصُّه : ومِنْهُم البَسُوس وهِي الَّتِي يُقَال : أَشْأَمُ من البَسُوس صَاحِبَة سَرَاب الَّتِي وقَعَت الْحَرْبُ بَين ابْنَي وَائِلٍ بسَبَبِها . عَنْ أَبِي زَيْد سُرِب الرَّجلُ كعُنِي فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً : دَخَل في فمه وخَيَاشِيمِه وَمَنَافِذِه كالدُّبُر وغَيْرِه دُخَانُ الفِضَّة فأَخذه حُصْرٌ فَرُبَّما أَفْرَق ورُبَّمَا مَاتَ . والسَّارِبُ كالسَّرِب عن ابن الأَعْرَابيّ وهو الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ في الأَرْضِ . قال قَيْسُ بن الخَطيم : .
أَنَّي سَرَبْتِ وكُنْتِ غيرَ سَرُوبِ ... وتُقَرِّبُ الأَحْلاَمُ غيرَ قَرِيبِ رواه ابْنُ دُرَيْد : سَرَبْت بالباء ورَوَى غيره بالْيَاءِ . وسَرَب الفَحْلُ يَسْرُبُ سُرُوباً فهو سَارِبٌ إِذا تَوَجَّه للمَرْعَى وفي نسخة للرَّعيْ بكَسْرِ الرَّاء ومَالٌ سَارِبٌ . قال الأَخْنَسُ بْنُ شِهَاب التَّغْلَبِيّ : .
وكٌلُّ أَنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ حَلَلْنَا قَيْدَه فَهْوَ سَارِبُ