والجِلْفُ : الغَلِيظُ الْيَابسُ مِن الْخْبْزِ . أَو هو الخُبْزُ غَيْرُ الْمَأْدُومِ كالجَشِبِ ونحوِه وفي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه : ( إِنَّ كُلَّ شَيءٍ سَوَى جِلْفِ الطَّعَامِ وظِلِّ ثَوْبٍ وبَيْتٍ يَسْتُرُ فَضْلٌ ) قال الشاعرُ : .
الْقَفْرُ خَيْرٌ مِن مَبِيتٍ بتُّهُ ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ .
جَاءُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِيرٍ يَابِسٍ ... بَيْنِي وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذي الْحَارِكِ أَو : حَرْفُ الْخُبْزِ وبه فُسِّر الحَدِيثُ : ( ليسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِيَما سِوَى هذِه الخِصَالِ بَيْتٌ يُكِنُّهُ وثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ : وجِلْفُ الْخُبْزِ والْمَاءُ ) وقد ذُكِرَ في ( جرف ) .
قلتُ : ويُرْوَي أَيضاً بفَتْحِ الَّلامِ جَمْعُ جِلْفَةٍ وهي الكِسْرَةُ .
قال الهَرَوِيُّ : الجِلْفُ في حَدِيث عُثْمَانَ : الظَّرْفُ مِثْلَ الخُرْجِ والجُوَالِقِ يُرِيدُ : ما يُتْرَكُ فيه الخُبْزُ .
قال أَبو عمروٍ : الجِلْفُ : الْوِعَاءُ جَمْعُه : جُلُوفٌ .
الجِلْفُ مِن الْغَنَمِ : المَسْلُوخُ الذِي أُخْرِجَ بَطْنُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ زادَ غيرُه : وقُطِعَ رَأْسُهُ وقَوَائِمُهُ وقيل : الجِلْفُ : البَدَنُ الذي لاَ رَأْسَ عليه مِن أَيِّ نَوْعٍ كان والجَمْعُ : أَجْلافٌ وبه شُبِّهِ الْجَافِي مِن الرِّجَالِ والأَحْمَقُ كما تَقَدَّمَ .
الجِلْفُ : طَائِرٌ م مَعْرُوفٌ .
الجِلْفُ : الزِّقُّ بِلاَ رَأْسٍ ولا قَوَائِمَ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ .
الجِلْفَةُ بهاءٍ : الْكِسْرَةُ مِن الْخُبْزِ الْيَابِسِ الغَلِيظِ الْقَفَارِ الذِي بلا أُدْمٍ والجمعُ جِلَفٌ بكَسْرٍ ففَتْحٍ وبه رُوِيَ الحَدِيث المُتَقَدِّمُ .
والجِلْفَةُ : القِطْعَةُ مِن كُلِّ شَيْءٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ والجمعُ : جِلَفٌ .
الجِلْفَةُ مِن الْقَلَمِ : ما بَيْن مَبْرَاهُ سِنَّتِهِ ويُفْتَحُ في هذِه قال الزَّمَخْشَرِيُّ : سُمِّيَتْ بالمَرَّةِ من الجَلْفِ ومنه قَوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ والذي قَرَأْتُ في مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ لأَبِي عَلِيٍّ الزِّفْتَاوِيِّ الذي كتَب عليهِ الحافظُ بنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَنِيُّ رَحِمَهما الله تعالى أنه قال لِرَغْبانَ وقد رَآهُ يَكْتُبُ بقَلَمٍ قَصِيرِ البُرَايَةِ فيَيِجئُ خَطَّهَ رَدِيّاًّ : إِن كُنْتُ تُحِبُّ أَن تُجَوِّدَ خَطّكَ وفي مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ : أَتُرِيدُ أَن يَجُودَ خَطُّكَ ؟ قال : نعم قال فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ أَي : جَلْفَةَ قَلَمِكَ وأَسْمِنْهَا وحرف قطتك وفي المنهاج وحَرِّفْ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا قال : سَلْمٌ أَو رَغْبَانُ : فَفَعَلْتُ ذلِكَ فَجادَ خَطِّي .
أَمَّا طُولُ الجَلْفَةِ فقال أَبو القاسم : يكونُ مِقْدَارَ عُقْدَةِ الإِبْهِامِ وكمَنَاقِيرِ الحَمامِ وقال عليُّ بنُ هِلاَلٍ : كلُّ قَلَمٍ تَقْصُرُ جَلْفَتُه فإِن الخَطَّ يَجِيءُ به أَوْقَصَ وتكون الجَلْفَةُ علَى أَنْحَاءٍ منها : أن تُرْهِفَ جَانِبَي البَرْيَةِ وتُسْمِنَ وَسَطَهَا شَيْئاً وهذا يصلُح لِلْمَبْسُوطِ والمُحَقَّقِ والمُعَلَّقِ ومنها : ما تُسْتَأْصَلُ شَحْمَتُه كُلُّهَا وهذا يصلح للمُرْسَلِ والمَمْزُوج والمُفْتَّحِ ومنها : ما يُرْهَفُ من جَانِبِهِ الأَيْسَرِ وتَبْقَى فيه بَقِيَّةٌ في الأَيْمَنِ وهذا يصلُح للطَّوَامِيرِ وما شَابَهَها ومنها : ما رُهِفَ مِن جَانِبِيْ وَسَطِه ويكونُ كأَنَّ القَطَّةَ منه أَعْرَضُ مِمَّا تَحْتَهَا وهذا يَصْلُح في جَمِيعِ قَلَمِ الثُّلُثِ وفُرُوعِه . ؟