بلاَدِ اللهِ كما في الصِّحاحِ أَي أَسْرَعُها نَباتاً قال الجَوْهَرِيُّ : يُقَال أَيضاً : آتِيكَ من ذِي أُنُفٍ بضَمَّتًيْنِ كما تقول : مِن ذِي قُبُلٍ : أَي فِيما يُسْتَقْبَلُ وقال اللَّيْثُ : أتَيْتُ فُلاناً أَنُفاً كما تَقُولُ : من ذِي قُبُلٍ قال الكِسَائِيُّ : آنِفَةُ الصِّبَا بالْمَدِّ : مَيْعَتُهُ وأَوَّلِيَّتُهُ وهو مَجَازٌ قال كُثَيِّرٌ : .
" عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بِآنِفَةِ الصِّبَا .
" ومَيْعَتِه إِذْ تَزْهَيِكَ ظِلالُهَا قال أَبو تُرَابٍ : الأَنِيفُ والأَنِيثُ بالفَاءِ والثَّاءِ مِنَ الْحَدِيدِ : اللَّيِّنُ .
قال ابنُ عبَّادٍ : الأَنِيفُ من الْجِبَالِ : الْمُنْبِتُ قَبْل سائِرِ الْبِلاَدِ .
قال : والْمِئْنَافُ كمِحْرَابٍ : الرجلُ السَّائِرُ في أَوَّلِ اللَّيْلِ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ ونَصُّ المُحِيطِ : في أَوَّلِ النَّهَارِ ومِثْلُه في العُبَابِ وهو الصَّوابُ قال الأَصْمَعِيِّ : الْمِئْنَافُ : الرَّاعِي مَالَهُ أُنُفَ الكَلإِ أَي أوَّلَهُ ومن كتاب علِيٍّ ابنِ حمزةَ : رجلٌ مِئنافٌ : يَسْأْنِفُ الْمَرَاعِيَ والْمَنَازِلَ ويُرْعِى مَالَهُ أُنُفَ الْكَلإِ .
وأَنِفَ منه كفَرِح أَنَفاً وأَنَفَةً مُحَرَّكَتَيْنِ : أَي اسْتَنْكَفَ يُقال : ما رأَيتُ أَحْمَى أَنْفاً ولا آنَفَ مِن فُلانٍ كما في الصِّحاح .
وفي اللِّسَانِ : أَنِفَ مِن الشَّيْءِ أَنَفاً : إِذا كَرِهَهُ وشَرُفَتْ عنه نَفْسُه وفي حديثِ مَعْقِلِ بنِ يَسَارِ ( فَحَمِىَ مِن ذلِك أَنْفلأً أَي : أَخَذَتْهُ الحَمِيَّةُ مِن الغَيْرَةِ والغَضَبِ وقال أَبو زيد : أَنِفْتُ مِن قَوْلِكَ لِي أَشَدَّ الأَنَفِ أَي : كَرِهْتُ ما قُلْتَ لِي .
قال ابنُ عَبَّادٍ : أَنِفَتِ الْمَرْأَةُ تَأْنَفُ : إِذا حَمَلَتْ فلم تَشْتَهِ شَيْئاً وفي اللِّسَان : الْمَرْأَةُ والنّاقَةُ والْفَرَسُ تَأْنَفُ فَحْلَهَا إِذا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا .
أَنِفَ الْبَعِيرُ : أَي اشْتَكَى أَنْفَهُ مِن الْبُرَةِ فهو أَنِفٌ ككَتِفٍ كما تَقُول : تَعِبَ فهو تَعِبٌ عن ابنِ السِّكِّيتِ وفي الحديثِ : ( الْمُؤمِنُ كَالجْمَلِ الأَنِفِ إِنْ قِيدَ انْقادَ وَإِنِ اسْتُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ ) وذلك للْوَجَعِ الذي به فهو ذَلُولٌ مُنْقَادٌ كذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال غيرُه : الأَنِفُ : الذِي عَقَرَهُ الْخِطَامُ وإِن كان مِن خِشَاشٍ أَو بُرَةٍ أَو خِزَامَةٍ في أَنْفِهِ فمَعْنَاهُ أَنه ليس يَمْتَنِعُ عَلَى قَائِدِهِ في شيءٍ ؛ لِلْوَجَعِ فهو ذَلُولٌ مُنْقَادٌ وقال أَبو سَعِيدٍ : الجَمَلُ الأَنِفُ : الَّذلِيلُ المُؤَاتِي الذِي يَأْنَفُ مِن الزَّجَرِ والضَّرْبِ ويُعْطِي ما عندَه من السَّيْرِ عَفْواً سَهْلاً كذلِكَ المُؤْمِنُ لا يَحْتَاجُ إِلَى زَجْرٍ ولا عِتَابٍ وما لَزِمَهُ مِن حَقٍّ صَبَرَ عليه وقامَ به . قال الجَوْهَرِيُّ : وقال أَبو عُبَيْدٍ وكانَ الأَصْلُ في هذا أَن يُقَال : مَأْنُوفٌ لأَنَّه مَفْعُولٌ بهِ كما قالوا : مَصْدُورٌ ومَبْطُون لِلَّذِي يشْتَكِي صَدْرَه وبَطْنَه وجميعُ ما في الجَسَدِ عَلَى هذا ولكِنَّ هذا الحَرفَ جاءَ شَاذاًّ عنهم . انتهى .
يُقَال أَيضاً : هو آنِفٌ مثل صَاحِبٍ هكذا ضَبَطَهُ أَبو عُبَيْدٍ قال الصَّاغَانيُّ : والأَوَّلُ أَصَحُّ وأَفْصَحُ وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ .
قلتُ : وهذا القَوْلُ الثَّانِي قد جاءَ في بَعْضِ رِوَاياتِ الحَدِيثِ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْبَعِيرِ الآنِفِ : أَي : أَنَّه لا يَرِيمُ التَّشَكِّي .
وكُزبَيْرٍ : أَنَيْفُ بنُ جُشَمَ وفي بعضِ النُّسَخِ خَيْثَم بنِ عَوْذِ اللهِ حَلِيفُ الأَنْصارِ شَهِدَ بَدْراً .
قال اْنُ إسْحَاق : وأُنَيْفُ بنُ مَلَّةَ اليَمَامِيُّ قَدِمَ في وَفْدِ الْيَمَامَةِ مُسْلِماً فيما قِيل وقيل قَدِمَ في وَفْدِ جُذَام ذَكَرَه ابنُ إِسحاق . أَنَيْفُ بنُ حَبِيبٍ ذَكَرَه الطَّبَرِيُّ فِيمَنْ اسْتُشْهِد يَوْمَ خَيْبَرَ قِيل : إِنَّه مِن بني عَمْرِو بنِ عَوْفٍ