وقال حسّانُ بن ثابت : .
بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أحْسَابُهُمْ ... شُمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : الأَنْفُ : السَّيِّدُ يُقَال : هو أَنْفُ قَوْمِهِ وهو مَجَاز .
أَنْفٌ : ثَنِيَّةٌ قال أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ وقد نَهَشَتْهُ حَيَّةٌ : .
لَقَدْ أَهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أَنْفٍ ... علَى الأَصْحَابِ سَاقاً ذَاتَ فَقَدِ ويُرْوَي ( بَطْنِ وَادٍ ) .
الأَنْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ : أَوَّلُهُ أَو أَشُدُّهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ يُقَال : هذا أَنْفُ الشَّدِّ : أَي أَشَدُّ الْعَدْوِ .
قال ابنُ فَارِسٍ : الأَنْفُ مِن الأَرْضِ : ما اسْتَقْبَلَ الشَّمْسَ مِن الْجَلَدِ والضَّوَاحِي .
قال غيرُه : الأَنْفُ مِن الرَّغِيفِ : كِسْرَةٌ منه يُقَال : ما أَطْعَمَنِي إِلاَّ أَنْفَ الرَّغِيفِ وهو مَجاز .
الأَنْفُ مِن الْبابِ هكذا بالمُوَحَدَّةِ في سائِرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : النَّاب بالنُّونِ : طَرَفُهُ وحَرْفُهُ حِين يْطُلَعُ وهو مَجاز والأَنْفُ مِن اللِّحْيَةِ : جَانِبُهَا ومُقَدَّمُهَا وهو مَجاز قال أَبُو خِراشٍ : .
" تُخَاصِمُ قَوْماً لا تُلَقَّى جَوابَهُمْوَقَدْ أَخَذَتْ مِن أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ يقول : طَالَتْ لِحْيَتُكَ حتى قَبَضْتَ عليها ولاَ عَقْلَ لَكَ .
والأَنْفُ مِن الْمَطَرِ : أَوَّلُ مَا أَنْبَتَ قال امْرُؤُ القَيْسِ : .
قد غَدَا يَْمِلُنِي في أَنْفِهِ ... لاَحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّْ الأَنْفُ مِن خُفِّ الْبَعِيرِ : طَرَفُ مَنْسِمِه يقال رَجُلٌّ حَمِىُّ الأَنْفِ : أَي آنِفٌ يَأْنَفُ أَنْ يُضَامَ وهو مَجاز قال عامُر بن فُهَيْرَة رَضِيَ اللهُ عنه في مَرَضِهِ - وعَادَتْهُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها وقالَتْ له : كيفَ تَجِدُك ؟ - : .
" لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ .
" والْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِن فَوْقِهِ .
" كُلُّ امْرِىءٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ .
" كَالثَّوْرِ يَحْمِي أَنْفَهُ بِرَوْقِهِ ويُقَال لِسَمَّيِ الأَنْفِ : الأَنْفَانِ تقول : نَفَسْتُ عن أَنْفَيْهِ أَي : منْخَرَيْهِ قال مُزَاحِمٌ العُقْيِلِيُّ : .
" يَسُوفُ بِأَنْفِيْهِ النِّقَاعَ كَأَنَّهُعَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشَاطِ كَعِيمُ في الأَحَادِيثِ التي لا طُرَقَ لها : ( لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفَةٌ وأَنْفَةُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى ) أَي : ابْتِدَاؤُهَا وأَوَّلُهَا و قال ابنُ الأَثِيرِ : هكَذَا رُوِىَ في الحَدِيثِ مَضْمُومَةً قال : وقال الْهَرَوِيُّ : الصَّوَابُ الْفَتْحُ قال الصَّاغَانيُّ : وكأَنَّ الهاءَ زِيدَتْ عَلَى الأَنْفِ كَقَوْلِهم في الذَّنَبِ : ذَنَبَةٌ وفي المَثَلِ : ( إِذَا أَخَذْتَ بِذَنَبَةِ الضَّبِّ أَغْضَبْتَهُ ) .
ومِنَ المَجَازِ : جَعَلَ أَنْفَهُ في قَفَاهُ : أَي : أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ وأَقْبَلَ عَلَى الْبَاطِلِ وهو عبارةٌ عن غايةِ الإِعْرَاضِ عن الشَّيْءِ وَلَيِّ الرَّأْسِ عنه لأَنَّ قُصارَى ذلِك أَنْ يُقْبِلَ بِأَنْفِهِ عَلَى مَا وَرَاءَهُ فكأَنَّه جَعَلَ أَنْفَهُ في قَفاهُ ومنه قَوْلُهُمْ لِلُمْنَهِزِمِ : ( عَيْنَاهُ في قَفاهُ ) لِنَظْرِه إِلَى مَا وَرَاءَهُ دَائِباً ؛ فَرَقاً منِ الطَّلَبِ مِن المَجَازِ هو يَتَتَبَّعُ أَنْفَهُ : أَي : يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فَيَتْبَعُهَا كما في اللِّسَانِ والْعُبابِ .
وذُو الأنْفِ : لَقَبُ النُّعْمَان بن عبدِ اللهِ بن جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ الأُقَيْصِرِ مَالِكِ ابن قُحَافَةَ بنِ عامرِ بنِ رَبِيعَة بنِ عامرِ بنِ سَعْدِ بن مالكٍ الخَثْعَمِيِّ قَائِدُ خَيْلِ خَثْعَمَ إِلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَوْمَ الطَّائِفِ وكانُوا مع ثَقِيفٍ نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ وابنُ الْكَلْبِيِّ في أَنْسَابِهِمَا