والأَصَفُ مُحَرَّكةً : الكَبَرُ قَالَهُ أَبو عَمْرِو قال : وأَما الذي يَنْبُتُ في أَصْلِهِ مِثْلُ الخِيَارِ فهو اللَّصَفُ ونَقَلَ أَبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ أَنَّه لُغَةٌ في اللَّصَفِ وقال الفَرّاءُ : هو اللَّصَفُ ولم يَعْرِفِ الأَصَفَ وسَيَأْتي إِن شَاءَ الله تعالَى .
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَصْفُونُ بالفَتْحِ وضَمِّ الفاءِ : قَرْيَة بالصَّعِيدِ الأَعْلَى عَلَى شاطِئ غَرْبِيَّ النِّيلِ تَحْتَ إِسْنَا وهي عَلَى تَلٍّ مُشْرِفٍ عَالٍ .
أ ف ف .
أفَّ يَؤُفَّ بالضَّمِّ قال ابن دُرَيْدٍ : وقالوا : يَئفُّ أَيضاً أَي بالكَسْرِ ولم يذْكُرْهُ ابنُ مَالِكٍ في الَّلامِيَّةِ وكذا في شُرُوحِ التَّسْهيلِ ولا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ وهو القِيَاسُ وقَوْلُ شَيْخِنَا : فيَحْتَاجُ إِلَى ثَبْتٍ . قلتُ : وقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ كما عَرَفْتَ ونَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثاً وعنه نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ وصاحِبُ اللِّسَانِ : تَأَفَّفَ مِنْ كَرْبٍ أَوْ ضَجَرٍ . وَأُفِّ : كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ وقولُه تَعالَى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) قال القُتَيْبِيُّ : أَي لا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئاً وتَضِقْ صَدْراً به ولا تُغْلِظْ لهما قال : والناسُ يقولون لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ : أُفٍّ له وأَصْلُ هذا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أَو رَمَادٍ وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذىً عنه فقيلَتْ لكُلِّ مُستَثْقَلٍ وقال الزَّجّاجُ : لا تَقُلْ لَهُمَا ما فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إِذا كَبِرَا أَو أَسَنَّا بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا .
وفِي الحَدِيث : ( فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَقَالَ : أَفٍّ أفٍّ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : مَعْنَاه الاسْتِقْذَارُ لِمَا شَمَّ وقيل : مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ وهو صَوْتٌ إِذا صَوَّتَ به الإِنْسَانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ . قد أَفَّفَ تَأْفِيفاً كما في الصِّحاحِ وتَأَفَّفَ به : قَالَهَا له وليس بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ عَلَى أَفَّ عند سِيبَويْه ولكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سُبْحَانَ الله ولا إِلهَ إِلاَّ الله ومنه حديثُ عائشةَ لأَخِيهَا عبدِ الرحمنِ رَضِيَ الله عنهما : ( فَخَشِيتُ أَنْ تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك تَعْنِى أَوْلاَدَ أَخِيهَا محمد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ .
ولُغَاتُهَا أَرْبْعُونَ ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ منها سِتَّةً عن الأَخْفَشِ وزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً فصارالمجموعُ عشرةً وقد نَظَمَهَا في بيتٍ واحد كما سيأْتي بَيَانُه : أن بِالضَّمِّ وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وهي ثلاثة وتنوين الفاء أَيضاً فيقال : أُفُّ وأُفٌّ وأَفِّ وأُفٍّ وأُفَّ وأُفّاً كلُّ ذلِكَ مع ضَمِّ الهَمْزَةِ فصارتْ سِتَّةً وهي التي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَشِ .
قال الفَرَّاءُ : قُرِئَ : أُفِّ بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ وأُفٍّ بالتَّنْوِين فمن خَفَضَ ونُوَّنَ ذهَب إِلَى أَنه صَوْتٌ لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلاَّ بالنُّطْقِ بِه فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ ونَوَّنُوهُ كما قَالَتِ العَرَبُ : سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ لِصَوْتِ الضَّرْبِ وسمعتُ تِغٍ تِغٍ لِصَوْتِ الضَّحِكِ والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفْضُوا قالُوا : أُفِّ عَلَى ثلاثةِ أَحْرُفٍ وأَكْثَرُ الأَصْواتِ عَلَى حَرْفَيْنِ مثلَ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ فذلِكَ الذي يُخْفَضُ ويُنَوَّنُ ؛ لأَنَّهُ مُتَحَرِّكُ الأَوّلِ ولَسْنَا مُضْطَرِّين إِلَى حركةِ الثاني من الأَدَوَاتِ وأَشْبَاهِها فخُفِضَ بالنُّونِ كذا في التَّهْذِيب . وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ مَن قال : أُفّاً لَكَ نَصَبُه عَلَى مَذْهَبِ الدُّعاءِ كَما يُقالُ ويلاً للكَافِرِينَ ومن قال : أُفٍّ لك رفعه باللام كما يقال ويل للكافرين ومن قال أف لك خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيه بالأَصْواتِ