وقالَ ابنُ عَبَادٍ : تَهَمَّعَ الرَّجُلُ أي : تَبَاكَى وقيلَ : بَكَى .
وقالَ أيْضاً : اهْتُمِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً : إذا تَغَيَّرَ منْ خَوْفٍ أو فَزَعٍ وكذلكَ امْتُقِعَ قالَهُ الكِسَائِيُّ وغَيْرُه كما في اللِّسَانِ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : أهْمَعَ الدَّمْعُ والماءُ ونَحْوُهُما : سالَ كتَهَمَّعَ وأهْمَعَ الطَّلُّ كذلكَ قالَ رُؤُبَةُ يَصِفُ ثَوْراً : .
" بادَرَ منْ لَيْلٍ وطَلٍّ أهْمَعَا ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ : وطَلٍّ هَمَعَا وقالَ الصّاغَانِيُّ : طَلّ أهْمَعَ : ذي هَمَعَانٍ .
وعَيْنٌ هَمِعَةٌ : لا تَزالُ تَدْمَعُ بُنِيَتْ على صِيغَةِ الدّاءِ كرَمِدَتْ فهِيَ رَمِدَةٌ وقالَ اللِّحْيَانِيِّ : وزَعَمُوا أنَّ هَمِعَتْ لُغَةٌ .
وقالَ أبو زَيدٍ : هَمَعَ رأْسَهُ فهُوَ مَهْمُوعٌ : إذا شَجَّهُ .
قلت : وسَيَأْتِي في الغَيْنِ هَمَغَ رَأْسَه : إذا شَدَخَهُ .
والهَمُوعُ كصَبُورٍ : السّائِلُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ .
همقع .
الهُمَّقِعُ كزُمَّلِقٍ وعُلَبِطٍ كَتَبَه بالحُمْرَةِ على أنَّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيُّ ولَيْسَ كذلكَ بلْ ذَكَرَه في تَرْكِيبِ هقعَ على أنَّ الميمَ زَائِدَةٌ وصَوَّبَ غَيْرُه زِيادَةَ هائِه ثمَّ إنَّ الجَوْهَرِيُّ اقْتَصَرَ على الضَّبْط الأوَّلِ وقالَ : هُوَ في كِتابِ سِيَبَوَيْهِ فالأولى كَتْبُه بالسَّوادِ فتأمَّلْ والضَّبْطُ الثّانِي نُقِلَ عن ابنِ دُرَيْدٍ وقال السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ : هو فُنْعَلِلٌ أُدْغِمَتِ النُّونُ في الميمِ قال : وظاهِرُ قَوْلِ سِيَبَوَيْهِ أنَّه فُعَّلِل وأنَّه ممّا لَحِقَتْهُ الزِّيادَةُ والتَّضْعِيفُ قال : والقَوْلُ الأوَّلُ يُقَوِّيه أنَّ مِثْلَه الهُنْدَلِعُ كما تَقدَّمَ وحكى الفَرَّاءُ عن أبي شَبيبٍ الأعْرَابِيّ أنَّ الهُمَّقعَ : الأحْمَقُ وهِيَ بهاءٍ .
وفي الصِّحاحِ : الهُمَّقِعُ : ثَمَرُ التَّنْضُبِ وقالَ كُراعٌ : هُوَ التَّنْضُبُ بعَيْنِه أو ضَرْبٌ منْ ثَمَرِ العِضَاهِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ وقال ابنُ سِيدَه : وهُوَ منَ العِضَاهِ واحِدَتُه هُمَّقِعَةٌ عنْ ثَعْلَبٍ حكاهُ عن أبي الجَراحِ .
قلتُ : وما حَكَاهُ الفَرّاءُ عن أبي شَبِيبٍ لا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ لأنَّ الهُمَّقِعَ عِنْدَه اسمٌ وهُوَ على قولِ أبي شَبيبٍ صِفَةٌ ولا نَظِيرَ لهُ إلا رَجُلٌ زُمَّلِقٌ للذَّي يَقْضِي شَهْوَتَهُ قبلَ أنْ يُفْضِيَ إلى المَرْأَةِ .
هملع .
الهَمَلَّعُ كعَمَلَّسٍ : رُبَاعِيٌّ واللامُ أصْلِيَّةٌ ونَقَلَ القَوْلَيْنِ الشَّيْخُ أبو حَيّان ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ حيثُ ذكَرَه في تَرْكيبِ همع كما ذكَرَهُ الأزْهَرِيُّ والخَلِيلُ وابنُ فارِسٍ وابنُ دُرَيدٍ وغَيْرُهُم فسَقَط بذلكَ قولُ شَيْخِنَا : بلا لا قائِلَ بكَوْنِه رُبَاعِياً وأنَّ حُرُوفَها كُلَّهَا أصْلِيَّةٌ فتأمَّلْ . وهُوَ المُتَخَطْرِفُ الخَفِيفُ الوَطْءِ الّذِي يُوَقِّعُ وَطْأَهُ تَوْقيعاً شَديداً منْ خِفَّةِ وَطْئِه قالَهُ الليثُ وأنْشَدَ : .
رَأيْتُ الهَمَلَّعَ ذا اللَّعْوَت ... يْنِ لَيْسَ بآبٍ ولا ضَهْيَدِ والهَمَلَّعُ : الذِّئبُ عن ابنِ السِّكِّيتِ وأنْشَدَ : .
" لا تأمُرِيني ببَناتِ أسْفَعِ .
" فالشّاةُ لا تَمْشي مَعَ الهَمَلَّعِ أسْفَعُ : فحْلٌ منَ الغَنَمِ وقَوْلُه : لا تَمْشِي أي : لا تَكْثُر معَ الذِّئْبِ وقيلَ : قَوْلهُ : تَمْشِي : يَكْثُرُ نَسْلُها .
وقالَ اللِّحْيَانِيِّ : الخَبُّ الخَبيثُ يُقَالُ له : إنَّهُ لسَمَلَّعٌ هَمَلَّعٌ وقدْ ذُكِرَ في السِّينِ أيْضاً وقالَ الجَوْهَرِيُّ : ورُبَّمَا سُمِّيَ الذِئْبُ هَمَلَّعاً واللامُ مُشَدَّدَةٌ وأظُنُها زائِدَةٌ .
والهَمَلَّعُ : منْ لا وَفاءَ لَهُ ولا يَدُومُ على إخاء أحَدٍ .
والهَمَلَّعُ : الجَمَلُ السَّرِيعُ وكذلكَ النَّاقَةُ وعِبَارَةُ الصِّحاحِ : السَّرِيعُ منَ الإبِلِ وقالَ غَيْرُه : رَجُلٌ هَمَلَّعٌ وهَولَّعٌ وهُوَ منَ السُّرْعَةِ وقيلَ : الهَمَلَّعُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ قالَ الشّاعِرُ : جاوَزْتُ أهْوالاً وتَحْتِيَ صَهْيَبٌ يَعْدُو بَرَحْلِي كالفَنِيقِ هَمَلَّعُ