ووَرَّعَ الإبِلَ عنِ الماءِ : رَدَّهَا فارْتَدَّتْ قالَ الرّاعِي : .
" يَقُولُ الّذِي يَرْجُو البَقِيَّةَ وَرِّعُواعنِ الماءِ لا يُطْرَقْ وهُنَّ طَوارِقُهْ ومُحاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ كمُحَدِّثٍ : مُحَدِّثٌ قالَ الذَّهَبِيُّ : مُسْتَقِيمُ الحَديثِ لا مُنْكَرَ لهُ ولكنْ قالَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ : كانَ مُغَفَّلاً جِدّاً لمْ يَكُنْ منْ أصْحَابِ الحديثِ وقالَ أبو حاتِمٍ : لَيْسَ بالمَتِينِ وقالَ أبو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ وقدْ ذَكَرْنَا في حضر شَيئاً من ذلكَ .
والمُوارَعَةُ : المُناطَقَةُ والمُكَالَمَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لحَسّإن Bه : .
نَشَدْتُ بَنِي النَّجَارِ أفْعَالَ والِدٍ ... إذا العانِ لمْ يُوجَدْ لَهُ منْ يُوَارِعُهْ ويُرْوَى يُوَازِعُه بالزايِ .
والمُوَارَعَةُ أيْضاً : المُشَاوَرَةُ وبه فُسِّرَ الحديثُ : كانَ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ يُوَارِعَانِ عَليّاً Bهم أي : يَسْتَشِيرانِهِ كما في العُبابِ والنِّهايَةِ وأصْلُه منَ المُنَاطَقَةِ والمُكَالَمَةِ .
وتَوَرَّعَ الرَّجُلُ منْ كذا أي : تَحَرَّجَ منْهُ وأصْلُه في المَحَارِمِ ثم اسْتُعِيرَ للكَفِّ عنِ المُبَاحِ والحَلالِ ومنْهُ المُتَوَرِّعُ للتَّقِيِّ المُتَحَرِّجِ .
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : وَرَّعَ بَيْنَهُمَا تَوْرِيعاً : حَجَزَ وأوْرَعَ أعْلَى .
ووَرَّعَ الفَرَسَ : حَبَسَهُ بلِجامِه قالَ أبو دُوَادٍ : .
فبَيْننا نوَرِّعُه باللِّجام ... نُرِيدُ بهِ قَنَصاً أو غِوارَا أي : نَكُفُّه ونَحْبِسُه بهِ .
وما وَرَّعَ أنْ فَعَلَ كذا وكذا أي : ما كَذَّبَ .
وسَمَّوا مُوَرِّعاً ووَرِيعَةَ كمُحَدِّثٍ وسَفِينَةٍ .
وزع .
وَزَعْتُه كوَضَعَ أزَعَهُ وَزْعاً هكذا في الأُصُولِ الصَّحِيحَةِ المُعْتَمَدَةِ وفي بَعْضِها : وَزَغْتُه كوَضَعَ أزَغُه فقيلَ : فيهِ إشارَةٌ إلى اللُّغَتَيْنِ إحْدَاهُمَا بالضَّبْطِ والثّانِيَةُ بذِكْرِ المُضَارِعِ أي : كَفَفْتُه ومَنَعْتُه فاتَّزَعَ هُوَ أي : كَفّ كما في الصِّحاحِ وفي الحديثِ : منْ يَزَعُ السُّلْطَانُ أكْثَرُ مِمَّنْ يَزَعُ القُرْآنُ أي مَنْ يَكُفُّ عنِ ارْتِكابِ الجَرَائِمِ مَخافَةَ السُّلْطَانِ أكْثَرُ مِمَّنْ تَكُفُّه مَخافَةُ القُرْآنِ .
وفي حديثِ جابِرٍ : فلا يَزَعُنِي أي لا يَزْجُرُنِي ولا يَنْهَانِي .
وأوْزَعَهُ بالشَّيءِ إيزاعاً : أغْراهُ بهِ بالضَّمِّ فهُو مُوزَعٌ كمُكْرَمٍ أي : مُغْرىً بهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قالَ : ومنْه قَوْلُ النّابِغَةِ : .
فهابَ ضُمْرَانُ منْهُ حَيْثُ يُوزِعُه ... طَعْنَ المُعَارِكِ عِنْدَ المُحْجَرِ النَّجُدِ أي : يُغْرِيهِ وفاعِلُ يُوزِعُه مُضْمَرٌ يَعُودُ على صاحِبه .
وفي الحديث : أنَّه كانَ مُوزَعاً بالسِّواكِ أي : مُولَعاً بهِ وقد أُوزِعَ بالشَّيْءِ : إذا اعْتادَهُ وأكْثَرَ مِنْهُ وأُلْهِمَ والاسْمُ والمَصْدَرُ جَمِيعاً الوَزُوعُ بالفَتْحِ كما في الصِّحاحِ وذكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ وكذلكَ الوَلُوعُ وقد أُولِعَ بهِ وَلُوعاً وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : إنَّهُ لَوَلوعٌ وَزُوعٌ قالَ : وهُوَ منَ الإتْبَاعِ وفي العُبابِ : وهُمَا منَ المَصَادِرِ الّتِي جاءَتْ بفَتْحِ أوائِلِها قالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ : .
بَلِ إنَّكَ والتَّشَوُّقَ بَعْدَ شَيْبٍ ... أجَهْلاً كانَ ذلكَ أمْ وزُوعَا قال : ولَيْسَ ضَمُّ الواوِ منْ كَلامِهِمْ .
قلتُ : وقدْ تقَدَّمَ مِراراً أنَّ فَعُولاً بالفَتْحِ في المَصَادِرِ قَلِيلٌ جداً وذكَرْتُ نَظَائِرَها في الهَمْزَةِ على ما قالَهُ سِيَبَوَيْهِ وما زَادُوهُ علَيْهِ ولمْ يَذْكُرُوا هذا فتأمَّلْهُ