ولا بُدَّ منْ شَكْوَى إلى ذي مُرُوءَةٍ ... يُواسِيكَ أو يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّعُ وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : أوْجَعَ في العَدُوِّ : أثْخَنَ .
ودع .
الوَدْعَةُ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ ج : وَدَعَاتٌ مُحَرَّكَةً : مَناقِيفٌ صِغارٌ وهِيَ : خَرَزٌ بَيضٌ تَخْرُجُ منَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ في الصِّغَرِ والكِبَرِ كما في الصِّحاحِ زادَ في اللِّسانِ : جُوفُ البُطونِ بَيْضاءُ تُزَيَّنُ بها العَثَاكِيلُ شَقُّهَا كشَقِّ النَّواةِ وقِيلَ : في جَوفْهِا دُودَةٌ كَلحْمَةٍ كما نَقَله الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْثِ وفي اللِّسانِ : دُوَيْبَّةٌ كالحَلَمَةِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَيْنِ ونَصُّ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ : تُعَلَّقُ منَ العَيْنِ ومنْهُ الحَدِيثُ : منْ تَعَلَّقَ ودَعَةً فلا وَدَعَ اللهُ لَهُ .
وقالَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ : إنَّ هذهِ الخَرَزاتِ يَقْذِفُها البَحْرُ وإنَّهَا حَيَوانٌ منْ جَوْفِ البَحْرِ فإذا قَذَفَها ماتَتْ ولَهَا بَرِيقٌ وحُسْنُ لَوْنٍ وتَصْلُبُ صَلابَةَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ وتُتَّخَذُ منْهَا القَلائِدُ واسْمُها مُشْتَقٌّ منْ وَدَعْتُه بمَعْنَى تَرَكْتُه لأنَّ البَحْرَ يَنْضُبُ عَنْهَا ويَدَعُها فَهِيَ وَدَعٌ مِثْلُ قَبْضٍ وقَبَضٍ فإذا قُلْتَ بالسُّكُونِ فهِيَ منْ بابِ ما سُمِّيَ بالمَصْدَرِ انتهى .
وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ وهُوَ عَلْقَمَةُ ابنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ وفي العُبَابِ واللِّسَانِ عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ : .
ولا أُلْقِي لِذِي الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأخْدَعَهُ وغِرَّتَه أُرِيدُ قالَ ابنُ بَرِّي : صَوابُ إنْشادِه : .
" أُلاعِبُهُ وزَلَّتَه أُرِيدُ ومِثْلُه في العُبابِ ويُرْوَى أيْضاً : ورَبَّتَهُ ورِيبَتَه وغِرَّتَهُ .
وشاهِدُ الوَدْعِ بالسُّكُونِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ : .
كأنَّ أُدْمَانَها والشَّمْسُ جانِحَةٌ ... وَدْعٌ بأرْجائِهَا فَضٌّ ومَنْظُومُ وشاهِدُ المُحَرَّكِ ما أنْشَدَهُ السُّهَيْليُّ في الرَّوْضِ : .
إنَّ الرُّوَاةَ بلا فَهْمٍ لما حَفِظُوا ... مِثْلُ الجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ الوَدَعُ .
" لا الوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُولا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ وفي البَيْتِ الأخِيرِ شاهِدُ السُّكونِ أيْضاً .
وشاهِدُ الوَدَعَةِ ما أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ : .
" والحِلْمُ حِلْمُ صَبِيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قلتُ : وهكذا أنْشَدَهُ السُّهَيلِيُّ في الرَّوْضِ والبَيْتُ لأبِي دُوادٍ الرُّؤَاسِيِّ والرِّوايَةُ : .
السِّنُّ منْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبِيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ وذاتُ الوَدَعِ مُحَرَّكَةً هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ بالسُّكُونِ : الأوْثَانُ ويُقَالُ : هُوَ وَثَنٌ بعَيْنِه وقِيلَ : سَفِينَةُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ وبكُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ ابنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ : .
كَلاّ يَميناً بذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا الأخِيرُ قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ قالَ : يَحْلِفُ بها وكانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بها وتَقُولُ : بذَاتِ الوَدْعِ وقالَ أبو نَصْرٍ : هِيَ الكَعْبَةُ شَرَّفَهَا اللهُ تعالى لأنَّهُ كان يُعَلَّقُ الوَدَعُ في سُتُورِهَا فهذه ثلاثةُ أقوالٍ .
وذُو الوَدَعاتِ مُحَرَّكَةً : لَقَبُ هَبْنَّقَةَ واسْمُه يَزِيدُ بنُ ثَرْوانَ أحَدُ بنَي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ لُقِّبَ بهِ لأنَّه جَعَلَ في عُنُقِه قِلادَةً منْ وَدَعٍ وعِظامٍ وخَزَفٍ مع طُولِ لِحْيَتِه فسُئلَ عن ذلكَ فقالَ : لِئَلا أضِلَّ أعْرِفُ بها نَفْسِي فسَرَقَها أخُوهُ في لَيْلَةٍ وتَقَلَّدَها فأصْبَحَ هَبَنَّقَةُ ورَآهَا في عُنُقِهِ فقالَ : أخي أنتَ أنا فمنْ أنا فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ فقالُوا : أحْمَقُ منْ هَبَنَّقَةَ قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جريراً : .
" فَلْوْ كانَ ذا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوتْبهِ كَفُّهُ أعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا