والمِلْيَاعُ بالكَسْرِ : السَّرِيعَةُ العَطَشِ منَ الإبِلِ أو الّتِي تَقْدَم الإبِلَ سابِقَةً ثُمَّ تَرْجِعُ إلَيْهَا هكذا هُوَ في العُبَابِ وأصْلُه مِلْوَاعٌ من اللَّوْعِ كمِسْياعٍ من السَّوْعِ .
ورِيحٌ لِياعٌ بالكَسْرِ : شَدِيدَةٌ أو حارَّةٌ وهذا أيْضاً أصْلُه لِواعٌ كلِياذٍ من لاذَ يَلُوذُ .
وإيرادُ هذه الأحْرُفِ في هذا التَّرْكِيبِ إنَّما قَلَّدَ فيه الصّاغَانِيُّ وفيه تأمُّلٌ .
فصل الميم مع العين .
متع .
مَتَعَ النَّهَارُ كمَنَعَ يَمْتَعُ مُتُوعاً بالضَّمِّ : ارْتَفَعَ وطالَ كما في الصِّحاحِ زادَ غيرُه : وامْتَدَّ وتَعَالَى وهُوَ مجازٌ كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ : .
يَسْبَحُ الآلُ على أعْلامِهَا ... وعلى البِيدِ إذا اليَوْمث مَتَعْ وهكذا أنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ أيْضاً وأنْشَدَ اللَّيثُ : .
وأدْرَكْنَا بها حَكَمَ بنَ عَمْروٍ ... وقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا وقيلَ : مَتَعَ النَّهارُ مُتَوُعاً : إذا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ وهو ما قَبْلَ الزَّوالِ كما في الأساسِ .
ومن المَجَازِ مَتَعَ الضُّحَى وتَلَعَ : بَلَغ آخِرَ غايتهِ وهوَ عِنْدَ الضُّحَى الأكْبَرِ يُقَالُ جِئْتُه وقْتَ الضُّحَى الماتِعِ وهوَ الأكْبَر أو مَتَعَ الضُّحَى مُتُوعاً : تَرَجَّلَ وبَلَغ الغايَةَ وذلكَ عندَ أوّلِ الضُّحَى ومنه حَديثُ ابنِ عَبّاسٍ : أنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إذا مَتَعَ الضُّحَى وسئِمَ... . .
ومن المَجَازِ مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً بالفَتْحِ ويُضَمُّ أي : كاذَبَه .
ومن المَجَازِ : مَتَع السّرابُ مُتُوعاً : ارْتَفَعَ في أوّلِ النَّهارِز ومن المَجَازِ : مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً أي : أشْتَدَّ وذلك إذا جادَ فَتْلُه .
ومن المَجَازِ : مَتَعَ النَّبِيذُ مُتُوعاً : إذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه يُقَالُ : نَبِيذٌ : ماتِعٌ وكذلكَ خَلٌّ ماتِعٌ أي : شَدِيدانِ في الحُمْرَةِ وذلكَ إذا بَلغَا .
ومن المَجَازِ : مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً : جادَ وظَرُفَ وكَمُلَ في خِصالِ الخَيْرِ كمَتُعَ ككَرُمَ .
ومن المَجَازِ : مَتَعَ بالشَّيءِ مَتْعاً بالفتْحِ : وعَلَيْهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ ومُتْعَةً بالضَّمِّ أي : ذَهَبَ بهِ يُقَالُ : لئن اشتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ منْهُ بغُلامٍ صالحٍ أي : لتَذْهَبَنَّ بهِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشريُّ والصّاغَانِيُّ إلاّ أن في نصّ الجَوْهَرِيُّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِيدِ لأنّه أوْرَدَهُ بعدَ قَوْلهِ : والمَتَاعُ أيْضاً : المَنْفَعَةُ وما تُمُتِّعَ بهِ وقد مَتَع بهِ يَمْتَعُ مَتْعاً يُقَالُ : لئن اشْتَرَيْتَ إلى آخرِه وأنْشَدَ للمُشَعَّثِ : .
تَمَتَّعْ يا مثشَعَّثُ إنَّ شيئاً ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ قالَ : وبهذا البَيْتِ سُمِّي مُشعَثاً .
والماتِعُ : الطَّويلُ منْ كُلِّ شَيءٍ وقد مَتَعَ الشَّيءُ مُتُوعاً كما في الصِّحاحِ يُقال : جَبَلٌ ماتِعٌ أي : طَويلٌ مُرْتَفعٌ ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ وفي حَديثِ كَعبٍ والدَّجَّالِ : يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ خِلاطُه ثَرِيدٌ أي : شاهِقٌ .
ومن المَجَازِ الماتِعُ : الجَيِّدُ البالِغُ في الجَوْدَةِ منْ كُلِّ شَيءٍ قالَهُ أبو عَمْروٍ وأنْشَد : .
خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيَتَهُ جَيّداً ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتعَا والماتِعُ : الفاضِلُ المُرْتَفعُ منَ المَوَازِين أو الرّاجِحُ الزّائِدُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : والرّاجِحُ ومنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ : .
إلى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قدْ عَلِمْتُه ... ومِيزانُه في سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : أي : راجِحٌ زائِدٌ .
قُلْتُ : وبهِ يُفَسَّرُ أيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ رضيَ اللهُ عنه : .
إنْ سابَقُوا الناسّ يوْماً فازَ سَبْقُهم ... أوْ وازَنُوا أهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَعُوا أي : فَضُلُوا وارْتَفَعُوا أوْ رَجَحُوا وزادُوا