وقولُ المُصَنِّفِ : وهُوَ قُمُوعٌ أي كَصَبورٍ بدَليلِ قَوْلِهِ : وأقْمَعُ ج : قُمْعٌ بالضَّمِّ كأحْمَرَ وحُمْرٍ مَحَلُّ نَظَرٍ وتَأمُّلٍ والصَّوابُ : وهِيَ قَمِعَةٌ فإنَّهَا صِفَةٌ للعَيْنِ لا للرَّجُلِ لأنَّه لا يُقَالُ : قَمِعَ الرَّجُلُ ثمّ على الفَرْضِ إذا جَوَّزْنا قَمِعَ الرَّجُلُ من باب فَرِحَ فالقِياسُ يَقْتَضي أنْ يَكُونَ فاعِله قَمِعاً ككَتِف لا كصَبُورٍ وانْظُرْ عِبارَةَ الجَوْهَرِيُّ : تَقُولُ منْه : قَمِعَتْ عَيْنُه بالكَسْرِ ومِثْلُه الصّاغَانِيُّ زاد الأخِيرُ : قَمَعاً ثم قالَ : وهوَ قُمُوعٌ في شِعْرِ الطِّرِّماحِ أي بضَمِّ القافِ حَيْثُ قال : تَقَمَّعَ في أظْلالِ مُحْنِطَةِ الجَنَى صِحاحُ المَآقِي ما بِهِنَّ قُمُوعُ فهُوَ أرادَ بهِ المَصْدَرَ وأشارَ إلى أنَّه جاءَ في هذا الشِّعْرِ على خِلافِ القِيَاسِ في مَصْدَرِ فَعِلَ بالكَسْرِ وانْظُرْ عِبَارَةَ اللِّسَانِ : وقد قَمِعَتْ عَيْنُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهِيَ قَمِعَةٌ ثُمَّ قالَ : وقِيلَ : القَمِعُ : الأرْمَصُ الّذِي لا تَرَاهُ إلاّ مُبْتَلَّ العَيْنِ ولا إخالُ المُصَنِّفَ إلاّ اشْتَبَهَ عليْه سِياقُ العُبَابِ فلم يَدْخُلْ من البابِ .
والقَمَعُ في عُرْقُوبِ الفَرَسِ : أن يَغْلُظَ رأسُه ولا يُحَدَّ وهُوَ مِن عُيُوبِ الخَيْلِ فإنَّهُم قالُوا : يُسيْتَحَبُّ أنْ يَكُونَ الفَرَسُ حَدِيدَ طَرَفِ العُرْقُوبِ وبَعْضُهُم يَجْعَلُ القَمَعَةَ : الرَّأسَ .
والقَمَعُ أيْضاً : داءٌ وغِلَظٌ في إحْدَى رُكْبَتَيِ الفَرَس يُقَالُ منه : فَرَسٌ قَمِعٌ ككَتِفٍ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : قامِعٌ وهُوَ غَلَطٌ وأقْمَعُ وهِي قَمْعاءُ .
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : القَمَعُ : عُظَيْمٌ ناتِئٌ في الحَنْجَرَةِ ومِنْهُ الأقْمَعُ وهُوَ العَظِيمُهُ .
قال : والأنْفُ الأقْمَعُ : مِثْلُ الأقْعَم وهُوَ الّذِي فيه مَيَلٌ وسَيَأتِي في المِيمِ .
وقالَ غَيْرُه : العُرْقُوبُ الأقْمَعُ : العَظِيمُ الإبْرَةِ وقِيلَ : الغَلِيظُ الرَّأسِ الغَيْرُ المُحَدَّدِ .
وقالَ أبو عَمْروٍ : القَمِيعَةُ كشَرِيفَةٍ : النّاتِئَةُ بينَ الأُذُنَيْنِ من الدَّوابِّ ج : قَمائِعُ .
وقال أبو عُبَيْدٍ : القَمِيعَهُ : طَرَفُ الذَّنَبِ وهِيَ من الفَرَس : مُنْقَطَعُ العَسِيب وأنْشَدَ بَيْتَ ذي الرُّمَّةِ هُنَا على هذه الصِّيغَةِ .
ويَنْفُضْنَ عنْ أقْرَابِهِنَّ بأرْجُلٍ ... وأذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمَائِعِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : القَمِيعُ كشَرِيفٍ : ما فَوْقَ السَّناسِنِ مِنَ السَّنَامِ وبَعِيرٌ قَمِعٌ : ككَتِفٍ : عظِيمُ السَّنامِ وسَنَامٌ قَمِعٌ أيضاً أيْ : عَظِيمٌ .
وقَمِعَ الفَصِيلُ كفَرحَ : أجْذَى في سَنَامِهِ وتَمَكَ فيهِ الشَّحْمُ كأقْمَعَ فهُوَ قَمِعٌ ومُقْمِعٌ .
وقَمِعَ الدَّواءَ : قَمِحَهُ .
وقَمِعَتْ عَيْنُه وقَعَ فيها القَذَى فاسْتُخْرِجَ بالخَاتَمِ ويُقَالُ طَرْفٌ قَمِعٌ ككَتِفٍ : فيه بَثْرٌ ومنه قَوْلُ الأعْشَى يَذْكُرُ نَظَرَ الزَّرْقَاءِ : .
وقَلَّبَتْ مُقْلَةً لَيْسَتْ بمُقْرِفَةٍ ... إنْسَانَ عَيْنٍ ومأقاً لَمْ يكُنْ قَمِعَا ونَاقَةٌ قَمِعَةٌ كفَرِحَةٍ : ضَبِعَةٌ .
وكذا فَرَسٌ قَمعٌ أي : هَيُوبٌ وقد قَمِعَ إذا هَابَ كُلُّ ذلكَ في المُحِيطِ .
والقُمْعَةُ بالضَّمِّ ما صَرَرْتَ في أعْلَى الجِرَابِ والزُّمْعَةُ : في أسْفلِه نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ .
وقالَ غيرُه : القُمْعَةُ خِيَارُ المالِ ويُفْتَحُ ويحَرَّكُ ويُقَالُ لكَ قُمْعَةُ هذا المالِ أيْ : خِيَارُه أو خاصٌّ بخِيَارِ الإبِلِ خَصَّهُ كُرَاعٌ .
والمَقْمُوعُ : المَقْهُورُ الذّليلُ المَرْدُودُ .
والمَقْمُوعُ من الإبِلِ : ما أُخِذَ خِيارُه يُقَالُ إبْلٌ مَقْمُوعَةٌ وكذلكَ سِلَعٌ مَقْمُوعَةٌ : إذا أُخِذَ الخَيْرُ مِنْهَا وهُوَ مَجازٌ