أي : ارْبَعْ على نَفْسِك وافْعل بقَدرِ ما تُطيق ولا تَحْمِلْ عليها أكثرَ مما تُطيق . والظُّلاع كغُرابٍ : داءٌ في قَوائمِ الدّابّةِ لا من سَيْرٍ ولا تَعَبٍ فَتَظْلَعُ منه قاله الليث . في المثَل : لا أنامُ حتى ينامَ ظالِعُ الكلاب . أي : لا أنامُ إلاّ إذا هَدَأَتِ الكلابُ . وروى أبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ - في بابِ تأخيرِ الحاجةِ ثمّ قضائِها في آخِرِ وَقْتِها - : من أمثالِهم في هذا : إذا نامَ ظالِعُ الكلابِ قال : وذلك لأنّ ظالِعَها لا يقدِرُ أن يُعاظِلَ مع صِحاحِها لضَعفِه فينتَظِرُ فَراغَ آخِرِها فلا ينام حتى إذا لم يبقَ غيرُه سَفَدَ حينَئذٍ ثمّ نام ونحو ذلك قال ابنُ شُمَيْلٍ في كتاب الحروف أو الظالِع : الكلبُ الصّارِف وهو لا ينام . فيُضرَبُ مثَلاً للمُتَّهَمِ بأمرِه الذي لا يُغفِلُه ولا ينامُ عنه ولا يُهمِلُه قاله ثابتُ بن أبي ثابت في كتاب الفُروق وأنشدَ خالدُ بن يَزيد قولَ الحُطَيْئةِ يُخاطِبُ خَيالَ امرأةٍ طَرَقَه : تسَدَّيْتَنا من بَعْدِ ما نامَ ظالِعُ ال - كلابِ وأَخبى نارَه كلُّ مُوقِدِ أو الظالِع : الكَلبةُ الصارِفةُ يقال : صَرَفَتْ وظَلَعَتْ بمعنىً وقد تقدّم ذلك لأنّ الذُّكورَ تَتْبَعُها ولا تدَعُها تنام . حكاه ابْن الأَعْرابِيّ وقال الزَّمَخْشَرِيّ : لا تنامُ لما بها من الوجَع . قال الليثُ : الظُّلَع كصُرَدٍ : جبَلٌ لبَني سُلَيْمٍ وأنشدَ : .
ومن ظُلَعٍ طَوْدٌ يظَلُّ حَمَامُه ... له حائِمٌ يَخْشَى الرَّدى ووُقوعُ ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : فرَسٌ مِظْلاعٌ قال الأجْدَعُ الهَمْدانيّ : .
والخَيلُ تَعْلَمُ أنَّني جارَيْتُها ... بأَجَشَّ لا ثَلِبٍ ولا مِظْلاعِ و ظَلَعَ الرجلُ : انْقطعَ وتأخَّر وهو مَجاز . والظَّلَع مُحرّكةً : المَيلُ عن الحقِّ . والذَّنْب ورجلٌ ظالِعٌ : مُذْنِبٌ . وظَلَعَ الكلبُ : أرادَ السِّفادَ . وقولُ الشاعر : .
وما ذاكَ مِن جُرْمٍ أَتَيْتُهم به ... ولا حسَدٍ منِّي لهم يَتَظَلَّعُ قال ابنُ سِيدَه : عندي أنّ معناه يقومُ في أوهامِهم ويَسبِقُ إلى أفهامِهم . وظَلَعَتِ المرأةُ عَيْنَها : كَسَرَتْها وأمالَتْها . وقولُ رُؤْبة : .
" فإنْ تَخالَجْنَ العُيونَ الظُّلَّعا إنّما أرادَ المَظْلوعَة فأخرجَه على النسَب . والحِملُ المُظْلِع بمعنى المُضْلِع وقد تقدّم نقله ابنُ الأثير . وأَدْبَرَ مَطِيَّتَه وأَظْلَعَها : أَعْرَجَها كما في الأساس .
فصل العين مع العين .
عفرجع .
العَفَرْجَع كَسَفَرْجَلٍ أهمله الجَوْهَرِيّ وقال الصَّاغانِيّ : هو السَّيِّئُ الخُلُق .
عكوكع .
العَكَوْكَع كَسَفَرْجَل : القصير . قال الليثُ : العَكَنْكَع كَسَمَنْدَلٍ : الغُولُ الذَّكَر قال الشاعر : .
كأنَّها وَهْوَ إذا اسْتَبَّا مَعا ... غُولٌ تُداهي شَرِسَاً عَكَنْكعا وقال الأَزْهَرِيّ : هو الخبيثُ من السَّعالي كالكَعَنْكَع بتقديمِ الكاف ذَكَرَه هنا اسْتِطراداً ومَوْضِعُه في الكاف مع العين كما سيأتي وقال الفَرّاءُ : الشيطانُ هو الكَعَنْكَع والقان .
علع .
عَلْعَ كأينَ وعَلْعَلٌ بزيادةِ لامٍ أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان والصَّاغانِيّ في التكملة وأوردَه في العُباب عن ابْن عَبَّاد قال : هو زَجْرٌ للغنَمِ والإبلِ . قلتُ : وذِكرُ الثاني هنا مُستَدرَكٌ ؛ لأنّ محَلَّه اللامُ وسيأتي أنّه مقلوبُ لَعْلَع عن يعقوب وكأنّ الأوّلَ مقصورٌ منه فتأمَّلْ .
عهخع