والضَّيْعَةُ : المَرَّةُ من الضَّياع . وتَرَكْتُه بضَيْعَةٍ أَي غيرَ مُفتَقَدٍ . والضَّائعُ : ذو فَقرٍ أَو عِيالٍ أَو حالٍ قصَّرَ عن القيامِ بها وبه فُسِّرَ الحديثُ : وتُعينُ ضائعاً ويُروَى بالصّادِ والنُّونِ وقد تقدَّم وكِلاهُما صَوابٌ في المَعنى . وقولُهم : فلانٌ يأْكُلُ في مِعىً ضائعٍ أَي جائعٍ وقيل لابنة الخُسِّ : ما أَحَدُّ شيءٍ ؟ قالت : نابٌ جائعٌ يُلقي في مِعىً ضائع . نقله الجَوْهَرِيّ . والضَّائعُ : لَقَبُ عَمرو بنِ قَميئَةَ الشّاعِرِ كان رفيٌَ امرئِ القيسِ ضبَطَه الحافِظُ . وتَضَيَّعَ الرِّيحُ : هبَّت هُبوباً لأَنَّها تُضَيِّعُ ما هبَّتْ عليهِ نقلَه الرَّاغِبُ .
فصل الطّاء مع العين .
طبع .
الطَّبْعُ والطَّبيعَةُ والطِّباعُ ككِتابٍ : الخَليقَةُ والسَّجِيَّةُ التي جُبِلَ عليها الإنسان زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَي الطَّبْعُ في الأَصلِ مَصدَرٌ وفي الحديث : " الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّباعُ " أَو الطِّباعُ ككِتابٍ : ما رُكِّبَ فينا من المَطعَمِ والمَشرَبِ وغير ذلكَ من الأَخلاق الّتي لا تُزايِلُنا المُرادُ من قولِه : وغير ذلك كالشِدَّةِ والرَّخاءِ والبُخلِ والسَّخاءِ . والطِّباعُ مؤَنَّثَةٌ كالطَّبيعةِ كما في المُحكَمِ . وقال أَبو القاسم الزَّجّاجِيُّ : الطِّباعُ واحِدٌ مُذَكَّرٌ كالنِّحاسِ والنِّجارِ . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُجمَعُ طَبعُ الإنسانِ طِباعاً وهو ما طُبِعَ عليه من الأَخلاقِ وغيرِها . والطِّباعُ : واحِدُ طِباعِ الإنسانِ على فِعالٍ نَحو مِثالٍ ومِهادٍ ومثلُه في الصِّحاحِ والأَساسِ وغيرِ هؤلاءِ من الكُتُبِ فقول شيخِنا : ظاهِرُه بل صَريحُه كالصِّحاح أَنَّ الطِّباعَ مفرَدٌ كالطِّبْعِ والطِّبيعَةِ وبه قال بعضُ من لا تَحقيقَ عندَه تقليداً لِمثلِ المُصَنِّفِ والمَشهورُ الذي عليه الجُمهورُ أَنَّ الطِّباعَ جَمعُ طَبْعٍ . يُتَعَجَّبُ من غرابَتِه ومَخالَفَته لِنُقولِ الأَئمَّةِ الّتي سَرَدناها آنِفاً ولَيتَ شِعري مَن المُراد بالجُمهور ؟ هل هم إلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجوهَرِيِّ وابنِ سِيدَه والأَزْهَرِيِّ والصَّاغانِيِّ ومِن قَبلِهِم أَبي القاسِم الزَّجّاجِيُّ ؟ فهؤلاءِ كُلُّهُم نقلوا في كتُبِهِم أَنَّ الطِّباعَ مُفرَدٌ ولا يَمنعَ هذا أَنْ يكونَ جَمعاً للطَّبع من وَجهٍ آخَرَ كما يَدُلُّ لهُ نَصُّ الأَزْهَرِيِّ وأرى شيخَنا رحمَه الله تعالى لم يُراجِعْ أُمَّهاتِ اللُّغةِ في هذا المَوضِعِ سامَحَه الله تعالى وعفا عَنّا وعنه وهذا أَحدُ المَزالِق في شَرحِه فتأَمّلْ كالطَّابِعِ كصاحِبٍ فيما حكاه اللِّحيانِيُّ في نوادرِه قال : له طابِعٌ حسَنٌ أَي طَبيعَةٌ وأَنشدَ : .
لَه طابِعٌ يَجري عليه وإنَّما ... تُفاضِلُ ما بينَ الرِّجالِ الطَّبائِعُ