قال الأَصْمَعِيّ : أي مَدْعَاةٍ . المَصْنَعَةُ كالحَوضِ أو شِبهُ الصِّهْريجِ يُجمَعُ فيها وفي العُباب فيه وفي الصحاح : يَجْتَمِعُ فيه ماءُ المطَر قال الأَصْمَعِيّ : المَصانِع : مَسَاكاتٌ لماءِ السماءِ يَحْتَفِرُها الناسُ فَيَمْلَؤُها ماءُ السماءِ يَشْرَبونَها وروى أبو عُبَيْدٍ عن أبي عمروٍ قال : الحِبْسُ : مثلُ المَصْنَعةِ وتُضَمُّ نونُها نقله الجَوْهَرِيّ كالمَصْنَعِ كَمَقْعَدٍ نقله الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان والمَصانِع : الجَمع أي جَمْعُ المَصْنَعةِ بلُغتَيْه والمَصْنَع وبه فَسَّرَ بعضُهم قَوْله تَعالى : " وتَتَّخِذونَ مَصانِعَ لعلَّكُم تَخْلُدون " . قال الأَصْمَعِيّ : العربُ تُسمِّي القُرى مَصانِعَ واحدَتُها مَصْنَعةٌ وأنشدَ لابنِ مُقبِلٍ : .
كأنَّ أصواتَ أَبْكَارِ الحَمامِ لنا ... في كلِّ مَحْنِيَّةٍ منه يُغَنِّينا .
أصواتُ نِسْوانِ أَنْبَاطٍ بمَصْنَعَةٍ ... بَجَّدْنَ للنَّوْحِ فاجْتَبْنَ التَّبابينا وفي الأساس : تقول : هو من أهلِ المَصانِع أي القُرى والحَضَرِ بَجَّدْنَ : لَبِسْنَ البُجُدَ . المَصانِعُ أيضاً : المَباني من القصورِ والآبارِ وغيرِها قال لَبيدٌ Bه : .
بَلِينا وما تَبْلَى النُّجومُ الطَّوالِعُ ... وَتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ المَصانِع : الحُصون نقله الجَوْهَرِيّ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهِدُه قولُ البَعِيثِ : .
بَنى زِيادٌ لذِكرِ اللهِ مَصْنَعةً ... من الحِجارَةِ لم تُرفَعْ مِن الطِّينِ قال ابْن الأَعْرابِيّ : أَصْنَعَ : أعانَ آخَرَ وقال ابْن عبّادٍ : أَصْنَعَ الأخْرَقُ : تعَلَّمَ وأَحْكَمَ هكذا في العُباب والتكملة ونصُّ ابْن الأَعْرابِيّ في النَّوادِر : أَصْنَعَ الرجلُ : إذا أعانَ أَخْرَق فاشْتَبهَ على ابْن عبّادٍ فقال : آخَرَ ثمّ زادَ من عندِه : وأَصْنَع الأخرقُ إلى آخِرِه وقلَّدَه الصَّاغانِيّ من غيرِ مُراجَعةٍ لنصِّ ابْن الأَعْرابِيّ وما ذَكَرْنا هو الصوابُ ومثلُه في اللِّسان . واصْطَنعَ فلانٌ عندَه صَنيعَةً نقله الجَوْهَرِيّ أي اتَّخَذَها . والتَّصَنُّع : تكَلُّفُ الصَّلاحِ وحُسنِ السَّمْت وإظهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطِنُ مَدْخُولٌ . والمُصانَعة كُنِيَ بها عن الرِّشْوَة قاله الراغبُ وفي الأساس : هو مأخوذٌ من معنى المُداراةِ والمُداهَنة يقال : صانَعَ الوالِيَ إذا رَشاه . قال الجَوْهَرِيّ : وفي المثَل : مَن صانَعَ بالمالِ لم يَحْتَشِمْ من طلَبِ الحاجَةِ . ويقال صانَعَه إذا داراه ولايَنَه وداهَنَه . وفي حديثِ جابرٍ : كان يُصانِعُ قائِدَه . أي : يُداريه . وأصلُ المُصانَعةِ : أن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لكَ شيئاً آخَرَ مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ وقال زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى : .
وَمَنْ لا يُصانِعْ في أمورٍ كَثيرَةٍ ... يُضَرَّسْ بأنْيابٍ ويُوطَأْ بمَنْسَمِ