قال شيخُنا : وقولُه : معَ كسْر هَمزتِه فيه نَظَرٌ ولو قال : مع ضبْطِ همزَتِه بغير قيْدٍ لكانَ أَنَصَّ على المُرادِ . ويأْتي في أُنمُلَةٍ بيتٌ آخرُ أَعذَبُ من هذا قلتُ : وهي بكسْر الأَوَّلِ وضَمِّ الثّالثِ نادِرٌ كلُّ ذلكَ عن كُراعٍ في كتابيه : المُجَرَّد والمُنَضَّد وحكاهُنَّ أَيضاً اللِّحيانِيُّ في نوادرِه عن يونُسَ . وقال ياقوت في المُعجم : في إصْبَعِ اليَدِ ثلاثُ لُغاتٍ جيِّدَةٌ مُستعملَةٌ وهنَّ : إصْبَع ونَظائرُه قليلَةٌ جاءَ منه : إبْرَم : نَبْتٌ وإبْيَن : اسمُ رَجُلٍ نُسِبَتْ إليه عَدَنُ إبيَنْ وإشْفَى : للمِثْقَبِ وإنْفحَةٌ . وإصْبِعٌ كإثْمِد وأُصبُعٌ كأُبلُم . وحَكَى النَّحَوِيُّونَ لغةً رابعةً رديئةً وهي أَصْبِع بفتح أَوَّلِه مع كسْرِ الثّالثِ انتهى . مؤَنَّثَةٌ في كلِّ ذلكَ وقد تُذَكَّرُ والغالبُ التّأْنيثُ كما في العُبابِ زاد شيخُنا في الإصْبع وفي أَسمائها خصوصاً كالخِنْصَرِ والبِنْصَرِ نَعَمْ جَزَمَ قَوْمٌ بتَذكيرِ الإبهامِ وفي اللسانِ رُوِيَ عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم أَنَّه دَمِيَتْ إصبَعُه في حَفْرِ الخَندَقِ فقال : .
هلْ أَنتِ إلاّ إِصْبَعٌ دَمِيَتْ ... وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيَتْ فأمّا ما حكاهُ سيبويه من قولهم : ذهبَتْ بعضُ أَصابِعِه فإنَّه أَنَّثَ البعضَ لأَنَّه إصْبَعٌ في المَعنى وإن ذُكِرَ الإصبع مُذَكَّراً جازَ لأَنَّه ليسَ فيها علامةُ التّأْنيثِ وقال شيخُنا : والتَّذكيرُ إنَّما ذكرَه شِرذِمَةٌ كابنِ فارِسٍ وتبِعَهُ المُصنِّفُ قلتُ : ونقله الليثُ أَيضاً فقال : يُقال : هذا إصبَعٌ على التَّذكير في بعض اللُّغاتِ وأَنشدَ لِلَبيدٍ Bه : .
مَنْ يَمْدُدِ اللهُ عليه إصْبَعا ... بالخَيرِ والشَّرِّ بأَيٍّ أُولِعَا وقال الصَّاغانِيُّ : ليسَ الرَّجَزُ للَبيدٍ ما قالَه اللَّيثُ ولكنَّه روي على غير وَجهٍ : .
مَنْ يَجعَل اللهُ عليه إصبعا ... في الخَير أَو في الشَّرِّ يَلقاهُ مَعا