الشَّفْع : خِلافُ الوَتْرِ وهو الزَّوْج وبخطِّ الجَوْهَرِيّ : خلافُ الزَّوْج وهو الوَتْر . وقد شَفَعَه شَفْعَاً كَمَنَعه أي كان وَتْرَاً فصَيَّرَه زَوْجَاً . الشَّفْع : يَوْمُ الأضحى أي من حيثُ إنّ له نَظيراً يَليه والوَتْر : يومُ عَرَفَة هكذا قيل في تفسيرِ قَوْله تَعالى : " والشَّفْعِ والوَتْرِ " وهو قولُ الأسْوَدِ بنِ يَزيد وقال عَطاءٌ : الوَتْر : هو الله تعالى والشَّفْع : الخلقُ لقولِه تعالى : " ومِن كلِّ شيءٍ خَلَقْنا زَوْجَين " وقال الراغبُ : هو الله من حيثُ مالَه وهو الوَحدَةُ من كلِّ وجهٍ والشَّفْع : المَخلوقاتُ من حيثُ إنّها مُرَكّبات . أو الشَّفْع : هو اللهُ عزَّ وجَلَّ لقولِه تعالى : " ما يكونُ من نَجوى ثَلاثةٍ إلاّ هو رابِعُهم " وقيل : الوَتْر : آدَمُ عليه السلام والشَّفْع : شُفِعَ بزَوجِه وهو قولُ ابنِ عبّاسٍ . وقيل : الشَّفْع : ولَدُه وقيل : الشَّفْع : يَوْمَان بعدَ الأضحى والوَتْر : اليومُ الثالث وقيل : الشَّفْع والوَتْر : الصَّلَوات منها شَفْعٌ ومنها وَتْرٌ وقيل : في الشَّفْعِ والوَتْر : إنّ الأَعْدادَ كلَّها شَفْعٌ وَوَتْرٌ . قال الصَّاغانِيّ : وفي الشَّفْعِ والوَترِ عِشرونَ قوْلاً . وليس هذا مَوْضِعَ ذِكرِ أقاويلِهم . وَعَيْنٌ شافِعَةٌ : تَنْظُرُ نَظَرَيْن وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ : .
ما كان أَبْصَرني بغِرّاتِ الصِّبا ... فاليومَ قد شُفِعَتْ لي الأَشْباحُ بالضَّمّ : أي : أرى الشخصَ شَخْصَيْن ؛ لضَعفِ بصَري وانتِشارِه وأنشدَ ثَعْلَبٌ : .
لنَفسي حَديثٌ دونَ صَحْبِي وأَصْبَحَت ... تَزيدُ لعَيْنَيَّ الشُّخوصُ الشَّوافِعُ ولم يُفَسِّرْه وهو عندي مثلُ الذي تقدّم . وبَنو شافِعٍ : من بَني المُطَّلِب بنِ عبدِ مَناف وهو شافِعُ بنُ السائبِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عبدِ يَزيدَ بن هاشمِ بنِ المُطَّلِبِ له رُؤْيَةٌ كما ذَكَرَه ابنُ فَهْد وأبوه السائبُ كان يُشَبَّهُ بالنبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم يقال : له صُحبَةٌ وأنّه أَسْلَمَ يومَ بَدْر بعد أن أُسِرَ وفدى نَفْسَه كذا قالَه الطَّبَرِيُّ منهم إمامُ الأئمّة ونَجمُ السُّنَّة أحَدُ المُجتَهِدين عالِمُ قُرَيْشٍ وأَوْحَدُها الإمامُ أبو شافِعٍ الشافعيُّ القُرَشِيُّ رَحِمَه الله تَعالى ورَضِيَ عنه وأَرْضَاه عَنّا والنِّسبةُ إليه رَضِيَ الله عنه شافِعيٌّ أيضاً ولا يقال : شَفْعَويٌّ فإنّه لَحْنٌ وإن كان وَقَعَ في بعضِ كتُبِ الفِقهِ للخُراسانِيِّين كالوَسيط وغيره وهو خطأٌ فليُجْتَنَبْ نَبَّه عليه النَّوَوِيُّ كما في الإعاراتِ لابنِ المُلَقِّن حقَّقَه شَيْخُ مَشايِخنا الشّهابُ أحمدُ بنُ أحمدَ العجَمِيُّ في ذَيْلِ اللُّبِّ وُلِدَ الإمامُ رَضِيَ الله عنه في سنةِ مائةِ وخَمسين نَهارَ الجمعةِ آخر يومٍ من شَهْرِ رَجَب وتُوفِّيَ سَنَةَ مائتَيْن وأربع وحُمِلَ على الأعناقِ من فُسطاط مصرَ حتى دُفِنَ في مَقْبَرةِ بَني زُهرَة وتُعرَفُ أيضاً بتُربَةِ ابنِ عبدِ الحكَمِ وقال الشاعرُ في مَدْحِه : .
أَكْرِمْ بهِ رجُلاً ما مِثلُه رجلٌ ... مُشارِكٌ لرَسولِ اللهِ في نسَبِهْ .
أَضْحَى بمِصرَ دَفيناً في مُقَطَّمِها ... نِعمَ المُقَطَّمُ والمَدفونُ في تُرْبِهْ وللهِ دَرُّ الأبي صِيريِّ حيثُ يقول : .
بقُبَّةِ قَبْرِ الشّافِعِيِّ سَفينَةٌ ... رَسَتْ من بِناءٍ مُحكَمٍ فَوْقَ جُلْمودِ .
وإذْ غاصَ طُوفانُ العُلومِ بقَبرِه اسْ ... تَوى الفُلكُ مِن ذاكَ الضَّريح على الجُودِي قد نَظَمَ نَسَبَه الشريف الإمامُ أبو القاسمِ عَبْدُ الكريمِ الرّافِعيُّ فقال : .
محمد ادْريسُ عَبّاسٌ ومِنْ ... بَعْدِهمُ عُثمانُ بنُ شافِعْ .
وسائِبُ بنُ عُبَيْدٍ سابِعٌ ... عَبْدُ يَزيدَ ثامِنٌ والتاسِعْ .
هاشِمٌ المَوْلودُ ابنُ المُطَّلِبْ ... عَبْدُ مَنافٍ للجَميعِ تابِعْ